صورة من الارشيف اثناء توقيع اتفاقية الدوحة
غزة ـ محمد حبيب
توقع عضو مركزية حركة "فتح" ورئيس وفدها لحوار المصالحة عزام الأحمد، الأحد، بدء مشاورات تشكيل حكومة توافق فلسطينية خلال أيام، تزامنًا مع انتهاء عملية تحديث سجل الناخبين، رافضًا ما دعت إليه قطر بعقد قمة مصغرة لأجل تطبيق المصالحة الوطنية. وأكد الأحمد، في تصريحات لإذاعة "فلسطين" الرسمية، الأحد، أن
"برنامج تنفيذ المصالحة الوطنية يسير وفق الجدول الزمني المحدد لها، والدعوة لقمة من أجلها لا داعي لها وتثير الريبة"، مضيفًا أن "الرئيس محمود عباس أكد من قبل أنه سيصدر مرسومين بتشكيل حكومة، والدعوة للانتخابات، بعد انتهاء عملية تحديث سجل الناخبين، والمقرر أن تنتهي وتعلن نتائج التحديث في العاشر من نيسان/إبريل المقبل".
وشدد الأحمد على أن "مصر لم تجر أي اتصالات مع الفصائل الفلسطينية بشأن المصالحة، وهي جزء مشارك في هذا الملف، وتعلم الجدول الزمني لها"، مجددًا قوله "لا داعي لعقد قمة من أجلها، فالأمور تسير في شكلها الطبيعي".
وتابع الأحمد "لا يوجد أزمة واقتراح قطر بعقد قمة لتطبيق المصالحة لا أعرف دوافعه، وهو يزيد الأمور تعقيدًا، ولا مبرر لمثل هذه القمة إطلاقًا، ومصر ترعى هذا الملف، ولا نرى عقبات، إلا إذا كان لدى الدوحة معلومات لا نعرفها".
ونبه الأحمد إلى أنه "بعد الانتهاء من السجل الانتخابي الجديد وإعلانه، ربما نحتاج فقط إلى 24 ساعة لبدء مشاورات تشكيل حكومة"، مضيفًا أنه "على اتصال دائم مع مسؤولين في مصر، ولم يطلب أي أحد منهم عقد لقاءات بين حركتي فتح وحماس، لأن مصر تعلم الجدول الزمني للمصالحة".
وأعرب عضو مركزية "فتح" عن اعتقاده أن "الانتخابات الداخلية لحركة حماس الاثنين في القاهرة، كانت سببًا في تأخر إنجاز المصالحة الفلسطينية"، وأوضح قائلاً "التأخر في موضوع انتخاب رئيس جديد لحركة حماس كان يستخدم كرسالة في تأخر المصالحة، وأن الانتهاء من الانتخابات الداخلية لحركة حماس قد يساعد على إنهاء الانقسام"، مؤكدًا على قناعته بأن "إنهاء المشكلة الداخلية لحماس بانتخاب رئيس جديد لها سيسهل مستقبل إنهاء الانقسام الفلسطيني".
وكانت مصادر فلسطينية ومصرية مطلعة قد كشفت، في وقت سابق، أن حركة "حماس" ستجري انتخابات رئاسة مكتبها السياسي في العاصمة المصرية القاهرة، الإثنين، في حضور غالبية قياداتها.
وفي سياق متصل، قال عضو المجلس التشريعي الفلسطيني في قطاع غزة، والقيادي في حركة "حماس" النائب مشير المصري، في تصريحات صحافية، الأحد، "هناك حرص مصري على تنفيذ المصالحة الفلسطينية، والرئيس محمد مرسي حريص على تنفيذها، من خلال لقاءاته بقادة فتح وحماس بصورة مستمرة"، مشيرًا إلى أن "حركة حماس قدمت ترحيبًا بعقد المصالحة، من خلال الموافقة على ترأس أبو مازن لحكومة وطنية، وإعادة تجديد التسجيل الانتخابي، إلا أنه مازالت ثمة عوائق أمام تنفيذ المصالحة".
ولخص المصري العوائق أمام المصالحة في "تعامل فتح مع المصالحة كمناورة سياسية للضغط لعودة المفاوضات مع الاحتلال الصهيوني، إضافة إلى غياب البرنامج الموحد، الذي يتجمع من خلاله حركتي فتح وحماس على قاعدة موحدة، وأن أي حلول خارج هذا البرنامج ستكون حلول متجزئة وترقيعيه".
وعن الاتهامات الموجهة لـ"حماس" في جريمة قتل الجنود المصريين في رفح، قال المصري "أستغرب من الحملة التي تشنها وسائل الإعلام المصرية على حركة حماس، لاسيما في ضوء تأكيد الجيش المصري بأن التحقيقات في جريمة رفح لا تزال مستمرة"، و أشار إلى أن "توجيه الاتهام لحماس في هذه الجريمة أمر بالغ الحساسية في التأثير على علاقة الشعبين، وأن الهدف منها هو النيل من حكم الإخوان في مصر"، مشددًا على أن "حماس ليست معنية بالمماحكات السياسية الداخلية في مصر"، مستغربًا من أن "الإساءة للإخوان في مصر تمر عبر ظهر حماس".
وبَيَّنَ المصري أن حركة وحكومة "حماس" استنكرا جريمة رفح من أول يوم، مشيرًا إلى أن "التواصل مستمر بين حكومة حماس والأجهزة الأمنية المصرية، للوصول إلى الجناة الحقيقيين، وتقديمهم للعدالة، وأن استراتيجية حماس ثابتة في قتال العدو على أرض فلسطين وليس خارجها"، متسائلاً "كيف لنا أن نقتل نفسًا مسلمة! فما بالنا بالجنود المصريين، الذين امتزجت دمائهم بدماء المقاومين الفلسطينيين؟!"
وأوضح المصري أن "حماس لاقت الأذى من نظام مبارك، ولم تمتد يدها يومًا إلى مصر، ولم تغير من استراتيجيتها، فكيف لها أن تحرج نظام الرئيس مرسي بارتكاب مثل تلك الجريمة؟".
ويلتقي وفد قيادي من حركة "حماس" برئاسة كل من رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، ورئيس حكومة غزة إسماعيل هنية، في وقت لاحق الأحد، مع رئيس المخابرات المصرية اللواء رأفت شحاتة، لبحث جملة من القضايا الرئيسية، أبرزها المصالحة الفلسطينية، والعلاقات الفلسطينية المصرية.
وقال المتحدث باسم حكومة غزة طارق النونو، في تصريح وصل "العرب اليوم" نسخة منه، أن "وفد حركة حماس سيبحث مع رئيس المخابرات المصرية أربع قضايا رئيسية، هي المصالحة الفلسطينية، واتفاق التهدئة مع إسرائيل، وقضية الأسرى في السجون الإسرائيلية، والعلاقات الفلسطينية المصرية"، لافتًا إلى أن وفد حركته سيلتقي خلال اليومين المقبلين بأحزاب وقوى مصرية مختلفة.
أرسل تعليقك