غزة ـ محمد حبيب
كشف مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح, عزام الأحمد, عن أن الإعلان عن تشكيل حكومة التوافق الوطني سيتم قريباً، في إشارة إلى نجاح المشاورات مع حركة حماس خلال زيارته إلى غزة.
وقال الأحمد, للصحافيين قبيل مغادرته غزة مساء الأربعاء، إن مشاورات تشكيل حكومة التوافق تسير بالاتجاه الصحيح.
وغادر الأحمد, مساء اليوم, قطاع غزة إلى الضفة الغربية عبر معبر بيت حانون شمال قطاع غزة، في ختام زيارة لغزة استمرت لـ 24 ساعة، ناقش خلالها ووفد فتح مع وفد من حركة حماس لتشكيل حكومة التوافق الوطني.
وكانت حركتا فتح وحماس اتفقتا أن يصادق رئيس السلطة محمود عباس, على عدد من الأسماء التي طرحتها حركتا فتح وحماس لتولي حقائب وزارية في الحكومة المقبلة قبيل إعلانها الأسبوع القادم.
من جهته قال الدكتور سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس, إن لقاءات المصالحة بين حركتي حماس وفتح تسير في ظل أجواء إيجابية.
وأضاف أبو زهري, في تصريح مقتضب, إن شوطًا كبيرًا قطعته الحركتان في تشكيلة الحكومة، مشيرًا إلى الحاجة لمزيد من المشاورات بهذا الشأن.
وأشار إلى أن هناك توافق بين الطرفين على الانتهاء من التشكيل قبل انتهاء المدة المتفق عليها، وهي خمسة أسابيع بعد اتفاق المصالحة الذي توصلت إليه الحركتان في أبريل/نيسان الماضي.
واستغرق الاجتماع الثاني الذي عقد في بالحكومة منزل رئيس الوزراء المقالة إسماعيل هنية, بين وفدي فتح وحماس نحو ثلاث ساعات واكتفى الوفدان بوصف الأجواء بالإيجابية وقطعهما شوطا كبيرا في مشاورات تشكيل الحكومة.
وأكد رئيس الوزراء في غزة إسماعيل هنية, على أهمية إنجاز ملف الحريات في الضفة الغربية لما للضفة من مكانة وموقع من البعدين الوطني والحزبي وخاصة في المرحلة الحالية لإنجاز المصالحة.
وشدد هنية, خلال لقائه وفدي المصالحة في منزله في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ظهر الأربعاء، على ضرورة اجتماع الإطار القيادي المؤقت في الفترة المتفق عليها بالتوازي مع تشكيل الحكومة.
وأكد أن المصالحة تفتح الباب لمرحلة جديدة للعلاقات الفلسطينية أبعد من حدودها الإدارية استشرافا لمرحلة جديدة بكل متطلباتها ليس لانجاز الاتفاق والمصالحة فحسب، بل لضمان عدم العودة للانقسام بانجاز الانتخابات في أجواء فلسطينية مريحة وضرورة الشراكة حتى بعد الانتخابات بعيدا عن الأغلبية والأقلية.
واستعرض وفدا المصالحة في حضور هنية النتائج التي توصلا إليها وسط أجواء من الارتياح والإيجابية، مؤكديْن أن النقاش كان بالعقل والقلب المفتوح وبسلاسة واهتمام لتطلعات الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة، وخصوصًا تشكيل حكومة التوافق والاستمرار في كافة الملفات, مؤكدًا عزمهما على الانتهاء من المشاورات في المدة الزمنية المحددة في الاتفاق.
وعلم "العرب اليوم" من مصادر خاصة أن الاجتماع لم يؤد إلى توافق كامل على أسماء الوزراء المرشحين ما يستدعي مزيدا من الوقت للتشاور.
وبشأن الأجواء التي سادت الحوار أكد مستشار رئيس الوزراء في حكومة الوحدة الوطنية الدكتورأحمد يوسف, أن أجواء الحوار كانت إيجابية وتم وضع مجموعة من الأسماء ليختار منها الرئيس أبو مازن المناسب كونه رئيس الحكومة الفلسطينية المقبلة.
وبشأن الإعلان عن موعد الحكومة الفلسطينية القادمة أكد يوسف أنه من المتوقع أن يتم الإعلان عن الححكومة فور عودة الرئيس من جولته الخارجية مشيرا إلى أن الإعلان سيكون قبل نهاية الأسبوع المقبل.
وأشار إلى أن الأسماء التي تم اختيارها وفق ما تم الاتفاق عليه في اتفاق المصالحة مشيرا إلى أن الحكومة القادمة مكونة من وزراء مهنيين متخصصين تكنوقراط ومن شخصيات وطنية.
ونفى المستشار السابق لرئيس الوزراء في حكومة الوحدة الوطنية, إن يكون الملف الأمني شابه بعد الخلافات, مؤكدا على أن موضوع الملف الأمني منتهي وفق ما تم الاتفاق عليه في القاهرة بموافقة جميع الفصائل.
وبالإشارة إلى منصب رئيس الوزراء أكد يوسف أن حركة حماس ليس لديها اشكالية او اعتراض اذا أراد الرئيس تعيين نائبا له أو ـن يعين رئيس وزراء آخر.
وردا على التساؤلات حول منصب وزير الداخلية أكد يوسف على أن وزير الداخلية سيكون غالبا من قطاع غزة.
يشار إلى أن زيارة الأحمد إلى قطاع غزة, أمس الثلاثاء, ولقائه وفد من حركة حماس. إدى إلى نتائج إيجابية وتقدم ملموس على صعيد ملف المصالحة وبحسب المراقبين سيشهد الأسبوع المقبل ولادة الحكومة الفلسطينية الجديدة "حكومة الوفاق الوطني".
وقال الدكتور موسى أبو مرزوق مسؤول ملف المصالحة في حركة حماس, إن هناك تقدم كبير في ملف الحكومة والأسبوع القادم نهاية المشاورات وثم إعلان الحكومة، مشيرا إلى مضي ثلاث أسابيع من المدة المحدد لتشكيل الحكومة وهي 5 أسابيع.
من ناحيته قال الدكتور فايز أبو عيطة المتحدث باسم حركة فتح إن المشاورات انتهت عصر اليوم وكانت الأجواء إيجابية وتسير بشكل موضوعي.
وأضاف أبو عيطة أن كل ما اتفق عليه بشأن تشكيل الحكومة من شخصيات وطبيعة عملها سيتم عرضها على الرئيس محمود عباس.
وأكد المتحدث باسم حركة فتح أن الشخصيات التي تم تبادلها هي شخصيات مستقلة بنسبة 100% ولا يوجد لها ولاءات سياسية حتى يكون لها القدرة في اختراق أي حصار إسرائيلي.
من جهته قال سامي أبو زهري الناطق باسم حركة حماس, إنه تم قطع شوط كبير في تشكيلة الحكومة مع الحاجة لمزيد من المشاورات، وإن هناك توافق بين الطرفين على الانتهاء من التشكيل قبل انتهاء المدة المتفق عليها.
وكان الأحمد بعد وصوله غزة أمس اجتمع بقيادة حركة حماس للتشاور تشكيل حكومة التوافق الوطني.
وفي ظل الأجواء الإيجابية التي تحيط بملف المصالحة أخلت أجهزة أمن الحكومة المقالة منزل الرئيس محمود عباس, في منطقة تل الهوى غرب غزة تمهيدا لتسليمه للجنة ممثلة عن الرئيس حسب مصدر خاص لمراسل معا.
من ناحيته أعرب الناطق باسم وزارة الداخلية بالمقالة إياد البزم, إن وزارته جاهزة لتسليم منزل الرئيس الراحل ياسر عرفات ومنزل الرئيس أبو مازن في غزة ضمن اتفاق المصالحة وفق ما تحدده لجان الحوار من حركتي فتح.
وقال البزم على صفحته عبر "فيسبوك": "جاهزون لتسليم منزل الرئيس الراحل ياسر عرفات ومنزل الرئيس أبو مازن في غزة ضمن اتفاق المصالحة"، مضيفاً أن "التسليم سيتم وفق ما تحدده لجان الحوار من حركتي فتح وحماس".
يذكر أن منزلي الرئيس الراحل والحالي في غزة يخضعان لحراسة أمنية من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية.
من جهته نفى القيادي في حركة فتح الدكتور فيصل أبو شهلا, الأنباء التي ترددت عن وجود خلافات بين وفدي المصالحة "فتح – حماس" أدت إلى مغادرة رئيس وفد فتح للمصالحة عزام الأحمد قطاع غزة على عجل دون أن يعقد مؤتمر صحافي للحدث عما دار من حوار ونقاش بين الوفدين.
وكان متوقعاً أن يعقد الوفدين مؤتمراً صحافياً عقب انتهاء اجتماعهما للحديث عن تشكيل حكومة التوافق الوطني لكن تم إلغاء المؤتمر قبل انتهاء الاجتماع بقليل ومغادرة الأحمد إلى الضفة الغربية على عجل.
وأوضح أبو شهلا, الذي حضر اجتماع الوفدين في تصريح صحافي, أن الحوار بين الوفدين كان ايجابياً وطبيعياً ولم يكن هناك أي خلاف بينهما سواء في موضوع أسماء الوزراء لحكومة الوحدة أو بملف الأمن.
وأضاف أبو شهلا: "لقد تم التركيز خلال اجتماع الوفدين على حكومة التوافق الوطني وطبيعة دورها وضرورة إنجاح مهامها الرئيسية الموكلة لها وتكاتف كافة الفصائل حول الحكومة لإنجاح مهامها".
ولفت إلى أن الوفدان راجعا خلال اجتماعهما أسماء الوزراء التي تم طرحها من فتح وحماس، وتم تبادل الأفكار وبين أن عزام الأحمد سينقل رسالة للرئيس عباس بالأسماء التي تم تداولها في الاجتماع.
وفيما يتعلق بمنزل الرئيس محمود عباس أكد أبو شهلا، أن اجتماع الوفدين لم يتطرق أو يطرح على طاولة الحوار موضوع منزل الرئيس، ما يتم تداوله عن تهيئة منزل الرئيس لتسليمه لفتح قال: "نحن لم نبلغ من حماس بهذا الخصوص"، مؤكداً أن الأمور تبقى أحاديث حتى اللحظة.
أرسل تعليقك