فشلت التظاهرات التي دعا إليها عدد من الجهات السياسية، اليوم الثلاثاء، لإسقاط حكومة حيدر العبادي وللتنديد بالقرارات التي اتخذتها الحكومة العراقية الجديدة أخيرًا.
وأكد مصدر رسمي مطّلع لـ"العرب اليوم" أنَّ "القوات الأمنية اتخذت إجراءات أمنية مشدّدة في العاصمة بغداد تحسبًا لخروج تظاهرات سبق وأنَّ دعت إليها بعض الجهات إلا أنًّ أهالي بغداد لم يلبّوا تلك الدعوات".
وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أنَّ "أهالي محافظات البصرة والديوانية وذي قار والنجف وكربلاء والمثنى وبابل وميسان قاطعوا هذه التظاهرات كما أنَّ منظمات المجتمع المدني والجماعات الشبابية رفضت الخروج بهذه التظاهرات بسبب اعتقادهم بأنها مدعومة من جهات تريد تخريب العملية السياسية".
وأكد مقرر مجلس النواب العراقي، نيازي معمار أغلو: "لن نقبل التظاهر بوجه الحكومة الجديدة المنتخبة، لأنها عازمة على الإصلاح والتغيير وتضمّ الجميع وهي في بداية صحيحة ودعمها مسؤولية الجميع".
وأكدت النائبة عن ائتلاف دولة القانون، فاطمة الزركاني، أنَّ "ائتلافها لم يدعُ إلى أيّة تظاهرة، وأنَّ من يريد التظاهر عليه أنَّ يعّرف عن نفسه، ولا يحمل أسماء وشعارات جهات أخرى"، مبيّنة أنَّ "ائتلاف دولة القانون لا يرتبط بأيّة جهة دعت إلى تظاهرات".
وأضافت: "جميع كتل ائتلاف دولة القانون بريئة من هذه التظاهرة، ولا يوجد أي شخص في الائتلاف مرتبط بها أو يدعمها".
وأكد عضو الائتلاف سعد المطلبي أنَّ "ائتلاف دولة القانون، لم يدعُ نهائيًا إلى أي تظاهرة، ضد شخص رئيس الحكومة حيدر العبادي، عكس ما روجت له بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي".
وأضاف: "ائتلاف دولة القانون لا يعرف أي من قادة تلك التظاهرة، ولا تربطه أي صلة بالجهة أو الاشخاص الذين دعوا للتظاهرة".
وكانت جهات سياسية اتهمت ائتلاف دولة القانون، الذي يتزعمه نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي بالدعوة للتظاهرات تنديدًا بالقرارات التي اتخذتها الحكومة الجديدة التي يتزعمها حيدر العبادي وبقراراتها الأخيرة المتمثلة في إيقاف القصف العشوائي على المدن وحلّ مكتب القائد العام للقوات المسلحة وعدد من القرارات الأخرى التي صحّحت بعض أخطاء الحكومة السابقة.
وفي سياق متصل، أكد الناطق باسم وزارة الداخلية، العميد سعد معن، إنَّ "قيادة عمليات بغداد ووزارة الداخلية لم تتسلما أي طلب رسمي لإجراء تظاهرة اليوم 30 أيلول/سبتمبر2014".
وأضاف معن أنَّ "سبب انتشار القوات الأمنية في بغداد اليوم، يعود إلى حرص تلك القوات لإحباط أيّة محاولة تسعى المجاميع المتطرفة من خلالها لاستهداف أمن المواطنين بالتزامن مع إنطلاق إشاعة وجود تظاهرات، فضلاً عن قرب حلول عيد الأضحى المبارك".
وكان عدد من نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، قد دعوا لإطلاق تظاهرة في بغداد يوم 30 من الشهر الحالي، للمطالبة "برحيل" رئيس الوزراء حيدر العبادي، مُرجعين السبب إلى إصداره عدد من القرارات غير الصحيحة، من ضمنها قرار إيقاف القصف الجوي.
ودعا الأمين العام لحزب الدعوة نوري المالكي، في وقت سابق، مكاتب الحزب وأنصاره بعدم المشاركة في التظاهرات المرتقبة التي يتمّ التحضير لها.
كما حثّت المرجعية الدينية المواطنين إلى عدم المشاركة في التظاهرات في الوقت الحالي والتعاون مع الحكومة الجديدة لبناء دولة مؤسسات تحوي جميع مكونات الشعب العراقي.
فيما هدّد جهاز مكافحة التطرف في بيان له باعتقال أي شخص يخرج بالتظاهرات لأنها تعدّ تهديدًا للأمن.
أرسل تعليقك