صنعاء - عبد العزيز المعرس
تصاعدت حدة القتال، واتسعت رقعة المواجهات، بين الحوثيين و مسلحين قبليين من أتباع حزب "الإصلاح"، الذراع السياسي لجماعة "الإخوان المسلمين" في اليمن، في الوقت الذي انسحبت فيه لجنة الوساطة الرئاسية، ما قد ينذر بقتال عنيف بين الطرفين.
وأبرز مسؤول محلي، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أنَّ "مواجهات عنيفة دارت، الخميس، في بلدة الغيل، التي بات مسلحو الحوثيين يحكمون السيطرة عليها، بنسبة 90%، وبلدة آل صالح الحدودية لمحافظة مأرب، وقرى متاخمة لها، حيث يسيطر الحوثيون على أجزاء واسعة من البلدة، إضافة إلى المقرات الأمنية والحكومية".
وأضاف المسؤول أنَّ "المواجهات تركزت في الغيل، وأن عشرات القتلى والجرحى سقطوا من الجانبين، وسط تفاقم الوضع في البلدات التي يدور فيها القتال، حيث نزح السكان بصورة جماعية، هربًا من اشتداد المعارك، خلال الثلاثة الأيام الماضية، والتي لاتزال مستمرة على أكثر من جبهة".
وأشار المسؤول إلى أنَّ "لجنة الوساطة الرئاسية انسحبت بعد ارتفاع وتيرة القتال بين الحوثيين والإخوان، وعدم إلتزام طرفي النزاع بوقف إطلاق النار، حيث يتبادلان الاتهامات عن خرق الهدنة الموقعة".
وبيّن أنَّ "الوساطة انسحبت من جميع المواقع والمراكز القتالية التي استلمتها من الطرفين المتنازعين في فترة سابقة، في كل من منطقة آل صالح والغيل، حيث سلمت كل طرف موقعه، ما قد يثير الموقف، وينذر بمواجهات وقتال شديد وشرس يصعب معالجته".
ولفت المصدر إلى أنَّه "تم توقيع اتفاق ينص على انسحاب المقاتلين من المواقع كافة، وتسليمها إلى القوات الحكومية والأمن، إلا أن قيادة وزارة الدفاع تأخرت في إرسال القوات واستلام المواقع، ما أدى إلى تفاقم الوضع، وعودة القتال".
يذكر أنَّ طرفي النزاع يتوافد إليهم إمداد من مسلحين، وعتاد، حيث يدعم لواء عسكري تابع لوزارة الدفاع ملشيات "الإخوان"، فيما يتلقى في المقابل جماعة "الحوثيين" الدعم من محافظة صعدة، التي تتخذها الجماعة مقرًا لها، ويصل الدعم من العتاد العسكري والمال عبر ميناء ميدي، الذي يخضع لسيطرة أتباعها.
أرسل تعليقك