قصف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة يعكر صفو متابعي وعشاق المونديال

يعيش قطاع غزة منذ انطلاق مونديال كأس العالم في البرازيل تصعيداً عسكرياً من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي عبر القصف اليومي المتواصل على مدينة غزة، معكرةً بذلك صفو متابعي وعشاق المونديال وخصوصًا خلال مواعيد بداية اللقاءات اليومية لبطولة كأس العالم، حيث تواصل قصفها العنيف للعديد من محافظات مدينة غزة تزامناً مع مباريات المونديال.
كما يعيش أهالي غزة منذ أعوام ماضية، ظروفاً صعبة نتيجة عدم توفر التيار الكهربائي بشكل مستمر، فيما تزداد الأزمة حدة في الأوقات الراهنة مع دخول المنطقة الفلسطينية في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ.
وأوضح أحد أهالي غزة رمزي نعيم، أنه على الرغم من عدم شغفه الكبير بكرة القدم وتفاصيلها إلا أنه قرر هذا العام متابعة "المونديال" ومبارياته، للهروب من أزمات القطاع والتي تتوالى يومًا بعد آخر، مؤكدًا أنّه لمس هذا العام شغفًا كبيرًا بين أصحابه، وأقاربه لمتابعة كأس العالم.
وتابع نعيم، "واضح أن هذا الحدث الكروي العالمي سيشكل متنفسًا حقيقيًا لأبناء غزة للهروب من الضغوط السياسية والاقتصادية، ولو لأيام قليلة".
وبين الشاب نادر خليفة، أنه يذهب إلى أحد المقاهي برفقة أصحابه، لتشجيع فريقة المفضل البرازيل، وذلك لأنّ موعد مباريات المونديال يتزامن مع قطع التيار الكهربائي.
وأشار خليفة إلى، أنه "ستزداد متابعة المونديال في غزة هذا العام بشكل غير مسبوق، بسبب الصيف والحرارة المرتفعة، والهرب من هموم السياسة والحصار و وانقطاع الكهرباء".
ويعاني قطاع غزة منذ 7 أعوام من أزمة حادة في الكهرباء، بدأت عقب قصف إسرائيل لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع منتصف عام 2006، ويعيش سكان القطاع، وفق جدول توزيع يومي بواقع 8 ساعات وصل للكهرباء و8 ساعات قطع.
ويتوافد الغزيّون، على المقاهي التي تتباري في خطب ود عشاق كرة القدم وجذب جماهيرها، من خلال توفير شاشات عرض ضخمة لمتابعة مباريات "مونديال 2014".
وتتنافس المقاهي في غزة، على جذب عشاق كرة القدم من خلال عرض أعلام الفرق المشاركة في المونديال، وصور أشهر اللاعبين، وبث إعلانات تضج بالإثارة والحماس.
وأكد أحمد المدهون، أنه حريص هو وأصدقائه على متابعة المونديال في أحد المقاهي الرئيسية وسط مدينة غزة كل يوم، موضحاً أن "القصف من قبل الاحتلال أمر اعتدنا عليه ولا يخفنا وسنواصل متابعة المونديال حتى النهاية".
ووصف الشاب محمد الزهارنة، أن سحر متابعة المونديال عبر شاشات العرض الكبيرة في المقاهي تأثيره على المتابعين أقوى بكثير من صوت الانفجارات الناتجة عن القصف الذي تتعرض له المدن الفلسطينية، مؤكداً أنه لن يسمح للاحتلال أن يعكر عليه صفو متابعة المونديال وسيواصل متابعته مهما حدث.
ولفت الزهارنة بنبرة تحدي للمحتل الإسرائيلي وعدوانه المتواصل إلى، "أنه لا يوجد أحد سيمنعني من متابعة حدث انتظرته طويلاً لأشجع فريقي المفضل منتخب إيطاليا وللاستمتاع بباقي المباريات".
وذكر خليل المبحوح، "نعيش في قطاع غزة ظروفاً صعبة للغاية نتيجة انقطاع التيار الكهربائي منذ سنوات، فقدنا الكثير من متعة المونديال ولقاءاته نتيجة عدم انتظام الكهرباء وانقطاعها المستمر".
وتابع المبحوح، "الظروف الاقتصادية الصعبة تعيق قدرتنا على شراء المولدات الكهربائية، وإن توفرت نعجز عن تأمين السولار اللازم لتشغيلها، الأزمة تزداد صعوبة ولا حلول لها والمونديال على أعتاب الضياع".
وأكّد عبد الرحمن الفار، أنّ " الزنانة تفسد بشكل كبير متعة كرة القدم في مونديال البرازيل، ونعجز عن متابعة اللقاءات بهدوء بسبب التقطيع المستمر في الصورة التلفزيونية، وفي كثير من الأوقات ألجأ إلى الانترنت لمتابعة المباريات هروباً من طائرات الاستطلاع وإزعاجها".
ومع تردي الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة، أصبح اقتناء جهاز "Bein" الرياضية درباً من الجنون، حيث يعيش أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر مع ازدياد معدلات البطالة وقلة الموارد المالية المختلفة.
وأفاد عبيدة هنية، "أنه من الصعب علينا اقتناء جهاز كأس العالم، دفع مبلغ يزيد عن الألف "شيكل" أمر صعب للغاية، ونشعر بالأسف الشديد لعدم مقدرتنا على متابعة كأس العالم عبر جهاز "بي إن سبورت".
ويسعى الفلسطينيون في القطاع، إلى البحث عن بدائل لمتابعة كأس العالم، كان أبرزها اللجوء إلى القنوات الفلسطينية الأرضية ومشاهدة اللقاءات عبر الانترنت تجنباً لدفع مبالغ مالية باهظة ثمناً لاقتناء جهاز كأس العالم.
وبدأت الصحف الفلسطينيّة اليومية الأربع (القدس، والأيام، والحياة، وفلسطيـن)، في نشر ملاحق رياضية خاصة لقرائها، بعناوين مُثيـرة ولقاءات ممُيـزة، عن "مونديال 2014"، ومتابعة أخبار البطولة وتحليل مبارياتها.
وسيستمر إصدار الملاحق، وفق تأكيد الصحف حتى نهاية بطولة كأس العالم في الثالث عشر من يوليو/تموز المقبل.