كشف نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، فالح العيساوي، عن إرسال حكومة المحافظة المحلية قرارًا إلى مجلس النواب من أجل الموافقة على نشر قوات دولية برية لغرض تحرير المحافظة من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وفيما اعتبر مجلس محافظة الأنبار أن من يمنع دخول القوات الأجنبية إلى المحافظة بأنه لا يريد إخراج مسلحي "داعش"، هدد زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، بعدم التدخل في الأعمال العسكرية عند تواجد قوات التحالف الدولي، ودعا الحكومة إلى عدم جعل التدخل الأميركي ثغرة لتفكيك العراق.
وكان رئيس مجلس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أكد في وقت سابق أن "الدول المشاركة في الحرب ضد داعش، أبلغتنا بعدم نيتها إرسال قوات برية إلى العراق"، مضيفًا "نحن انتهينا من مسألة عدم مشاركة قوات دولية برية في الحرب ضد داعش، لأن وجودها يحتاج إلى اتفاقية أمنية وموافقة مجلس النواب العراقي".
يأتي هذا في وقت كشف نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، فالح العيساوي، أن "الحكومة المحلية في محافظة الأنبار أرسلت قرارًا إلى مجلس النواب من أجل الموافقة على نشر قوات عسكرية دولية لإعادة الأمن في المحافظة وتدريب وتأهيل الأجهزة الأمنية والحرس الوطني"، لافتًا إلى أن "شيوخ ووجهاء الأنبار يؤيدون نشر قوات أميركية في المحافظة".
وأشار العيساوي إلى أن "المؤتمر الذي عقد يوم الخميس الماضي، مع التحالف الدولي في بغداد من أجل نشر قوة برية أميركية في قاعدة عين الأسد حتى تأخذ على عاتقها تدريب وتأهيل القوات العراقية والحرس الوطني وتقديم المشورة لقادة القوات الأمنية".
اعتبر رئيس المجلس، صباح كرحوت، أن "من يريد بقاء داعش تسيطر على الأنبار هو نفسه من يريد منع دخول قوات التحالف الدولي إلى المحافظة"، موضحًا أنه "لا يريد أن يبقى أهل الأنبار بعزة وكرامة وإخراج داعش من المحافظة وإعادة الأسر النازحة".
وتساءل كرحوت "لماذا هذا التصعيد على منع دخول القوات الأجنبية وما هو البديل ولماذا هذه المزايدات على النازحين والمهجرين"، مشيرًا إلى أن "مجلس المحافظة ينتظر الموافقات من جانب التحالف الدولي والحكومة المركزية على دخول تلك القوات إلى المحافظة وإنهاء وجود داعش وحل أزمة الأنبار".
وفي سياق متصل، هدد زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، بعدم التدخل في تلك الحرب" مع "وجود القوات الغازية وقيامها بالأعمال العسكرية داخل أراضي العراق وسمائه"، داعيًا الحكومة إلى أن "لا تجعل من التدخل الأميركي وتحالفه ثغرة لتفكيك العراق، فهم لا يريدون بنا إلا الشر".
وانتقد رئيس كتلة حزب الدعوة الإسلامي في مجلس النواب خلف عبد الصمد، أمس الجمعة، طلب حكومة محافظة الأنبار المحلية نشر قوات برية أميركية في المحافظة، معتبرًا إياه يندرج ضمن خطة تقسيم العراق.
وأشار عبد الصمد إلى أن "الجهة التي تحدد حاجة العراق لقوات برية من عدمه يجب أن تكون جهة عراقية سواء كانت سياسية او عسكرية"، لافتا إلى أن "ما سمعناه من القيادات السياسية والعسكرية يؤكد أنه لا حاجة للعراق لقوات برية بقدر حاجته لقوات جوية ومعلومات استخبارية".
وأضاف عبد الصمد أن "هناك شكوكًا في نوايا التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، لاسيما أن هناك دولًا في التحالف هي الأساس في تكوين "داعش" و"القاعدة" وتسليحهم وتسهيل دخولهم للعراق وسورية".
ولفت عبد الصمد إلى أن "حكومة الأنبار وبعض الشخصيات في المحافظة كانت ترفض دخول قوات الجيش العراقي وكانوا يقولون أن هؤلاء ثوار عشائر ويطالبون بحقوق"، معتبرا أن "قرارهم بنشر قوات برية أميركية أمر خاطئ وقد يندرج ضمن تقسيم العراق".
واعتبر أن "قوات الحشد الشعبي قادرة بمفردها على هزيمة داعش في حال توفر لها غطاء جوي ومعلومات استخبارية"، مؤكدا في الوقت ذاته دعمه "لتشكيل الأقاليم في المحافظات شريطة عدم تقسيم العراق".
من جانبه رفض رئيس كتلة الصادقون التابعة لحركة أهل الحق، حسن سالم، اليوم السبت، تواجد قوات أميركية في البلاد، مؤكدًا أن "القوات الأميركية ارتكبت الكثير من الجرائم في الفترة السابقة وأن تحالفها الدولي قصف قوات الحشد الشعبي في تكريت وبعض مناطق العراق".
واعترض سالم على طلب مجلس محافظة الأنبار دخول قوات أميركيا إلى المحافظة"، متهمًا أن "هناك من يريد أن يجعل العراق تحت الوصاية الأميركية كونه يتصور أن واشنطن قادرة على حمايته".لافتًا إلى أن داعش هي "صنيعة أميركية إسرائيلية والغاية منه السيطرة على البلاد".
وأكد عضو مجلس الأنبار السابق مزهر الملا خضر، أن "الجيش العراقي مضى عليه عشرة أشهر وهو يقاتل في الأنبار ولم يستطيع تحرير الأراضي التي احتلها داعش بل يوميًا يفقد منطقة جديدة وسلم أسلحته للتنظيم الذي أصبح يمتلك عشرات الدبابات ومئات الهمرات والمدرعات"، مبينا أن "الحل لإخراج المتطرفين من المحافظة هو قدوم قوات برية من أي جهة كانت لتحرير المناطق وإرجاع الأسر النازحة والمهجرة إلى بيوتها ومدنها".
وأضاف أن "العشائر لم تعد تثق بالجيش لأنه تركهم أثناء المعارك وفر من المواجهة وبقيت العشائر لقمة سائغة للتنظيم".
وأوضح خضر أن "الكثير من السياسيين والمسؤولين في الأحزاب وخطباء الجمعة وشيوخ العشائر الجنوبية ابدوا امتعاضهم من دخول قوات برية للحالف الدولي لتحرير الأنبار من سيطرة داعش"، مشيرًا إلى أن "هؤلاء المتحدثين جالسين في بيوتهم ومدنهم الآمنة وغير مهجرين ليفهموا ما حصل ويحصل بنا".
أرسل تعليقك