سور الأزبكية أصبح يتيمًا بعدما فقد أمهات كتبه ورحل عنه عمالقة الأدب والابداع
آخر تحديث GMT17:51:04
 عمان اليوم -

أشهر معلم ثفافي شعبي يبحث عمّن ينتشله من التجاهل والنسيان

سور الأزبكية أصبح يتيمًا" بعدما فقد أمهات كتبه ورحل عنه عمالقة الأدب والابداع

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - سور الأزبكية أصبح يتيمًا" بعدما فقد أمهات كتبه ورحل عنه عمالقة الأدب والابداع

سور الأزبكية
القاهرة- محمد عمار

سور الأزبكية علم من أعلام القاهرة وتحدبدا" وسط البلد له تاريخ عريق ومواقف عديدة شهد عليها الباعة الكبار وهو الذي عرف كبار الكنّاب أصحاب القصص والروايات الخالدة التي تجسّد معظمها في أفلام بقيت شاهدا" مضيئا" على زمن الفنّ الجميل وأمام هذا السور الثقافي لطالما وقف عمالقة القصّة المصرية يبحثون عن كتاب يروي ظمأهم الى المزيد من المعرفة والخيال والحلم والصورة المشرقة .. لكن تقادم الزمن نزع هذه الهوية العريقة عن سور الأزبكية وجعله نهبا" للتجاهل والنسيان .

ويوضح  جمال زكي  وهو احد القاطنين في وسط البلد وعمره 75 عاما أن سور الازبكيه كان عبارة عن رصيف يحيط بمسرح الازبكية او مايطلق عليه الان المسرح القومي .. وكان الباعة يجلسون عليه ويعرضون الكتب لكل من تطأ قدمه مسرح الازبكية ... كان ذلك منذ بداية القرن العشرين حين كان مسرح الازبكية وحديقته ملاذا للآسر فالرجل مع زوجته والعائلة مع عائلها والطلبة مع بعضهم البعض يقرأون في حديقة الازبكية كتبا" وجرائد كانوا يشترونها من أولئك الباعة فكان الكل سعيدا" وكانت الحياة بسيطة وسلسة وبلا اي ضغوط .

ويضيف سيد عويس وهو بائع قهوة  في سور الازبكية ويبلغ من العمر 60 عاما .. بعد ثورة يوليو كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يهتم بالعلم لذلك جعل للباعين اكشاك صغيرة تحميهم من البرد او الحر ومن الزحام وتحافظ على الشكل الجمالي للسور خاصة بعد انتشار حفلات ام كلثوم أمامه وتقديم اكثر من رواية على المسرح الذي شهد عروضا" كبيرة ايام زمان . واستمرت هذه الحال حتى  منتصف التسعينات كان سور الازبكية خلالها  يريح العين وفاترينات الاكشاك تحفل بأمهات الكنب جديدها وقديمها.

وعن  سبب الاهمال الذي طال السور يقول عبد النبي احد البائعين ويبلغ من العمر 50 عاما أنه  في عهد الرئيس حسني مبارك ازيل هذا السور بأكمله ولولا المثقفين والمهتمين بالكتب لكّنا جميعنا نتسول  الان  بعد أن أقيمت أ كشاك أخرى في عهد مبارك  خلف مسرح العرائس وأخفيت الاكشاك الأصلية عن العيون وعن الشارع واصبحت في اماكن خلفية مخفية  وكأن المراد ابعاد الثقافة عن أنظار الناس أو جعلها فاقدة للمكان وللمكانة في ان معا" لكن رغم هذا كان الناس يسألون أين سور الأزبكية  .. واضاف: في احد الايام وضعت  المحافظة لافتة  تدّل على طريق سور الازبكية و الموقع الذي مازال حتى الان متواجدا" فيه, ويتواجد معه اهمال الجهات المختصة لهذا الموقع الثقافي التراثي .

وعن اهم الكتب الموجوده في سور الازبكية والتي يقبل عليها الناس قال  سعد الجندي صاحب كشك ثقافي ويبلغ من العمر 40 عاما أن سور الازبكية تتواجد فيه أغلب الكتب ,والمترددون على السور ليسوا فقط   من الفقراء الذين لايملكون ثمن الطبعات الفاخرة ولكن يتردد عليه ايضا الاغنياء ممن يبحثون عن الكتب النادرة او الطبعات القديمة ويوجد في السور كل الكتب بكل اللغات في الطب والفلسفة والازياء والطب بالاعشاب والادب الانجليزي والغربي وفن المعمار, كل هذه الكتب الاقبال عليها عال .. ويوجد ايضا ألف ليلة وليلة وروايات كثيرة واعمال ادبية للكبار ولكل المفكرين والشعراء مثل الزجّال المصري ( أبو بثينة )  وهو من روّاد الزجل في مصر وديوان لآحمد رامي فيه القصائد التي غنتها ام كلثوم وهو طبعة نادرة وصدر عام1944.

واضاف سعد انه كان يشاهد وهو طفل الكثير من المهتمين بالصحافة والادب مثل الاستاذ انيس منصور والاستاذ نجيب محفوظ وغيرهما يقصدون سور الازبكية وكنت ارى ايضا صلاح جاهين حتى الشيخ الشعراوي كان يزور السور  قديما بوصفه  كان منارة للعلم والعلماء وكان عبارة عن معرض كتاب مصّغر لكل فئات المجتمع ويوجد في مكان يربط بين كل احياء القاهرة.. وختم سعد بأن مايفرحه ان هناك شباب صغار يهتمون جدا بما هو قديم ويسألون عن الجرائد القديمة أي جرائد الثورة التي تحوي  خطابات الزعيم الراحل جمال عبد الناصر للشعب والكتب التراثية القديمة ذات القيمة العالية أدبيا"والموسوعات الثقافية والعلمية .. في البدء كانت الكلمة وكانت الثقافة وكان سور الأزبكية والان أين من يهتم بهذا المعلم التاريخي الذي من شأنه اذا ما لقي الرعاية اللازمة من الدولة أن يتحوّل الى أشهر رصيف ثقافي في العالم العربي ويضاهي أرصفة الثقافة في أوروبا ليضع الفكر المستنير بين أيدي كل فئات الشعب.

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سور الأزبكية أصبح يتيمًا بعدما فقد أمهات كتبه ورحل عنه عمالقة الأدب والابداع سور الأزبكية أصبح يتيمًا بعدما فقد أمهات كتبه ورحل عنه عمالقة الأدب والابداع



GMT 14:39 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:22 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 عمان اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 20:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن
 عمان اليوم - أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن

GMT 20:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab