تظاهرة لحزب التحرير في فلسطين
غزة ـ محمد حبيب
أثار قرار حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بمنع عرض فيلم وثائقي عن أحداث الثورة السورية في قطاع غزة، خلافات حادة بين الحركة وحزب "التحرير الإسلامي" الساعي لعرض ذلك الفيلم في الأماكن العمومية في القطاع، ابتداءًا من السبت، وانطلاقًا من منطقة رفح، إلا أن الحكومة المقالة في غزة حالت من دون ذلك.
وأصرت حكومة "حماس" على منع حزب "التحرير" من عرض فيلم "وجاءت ثورة الشام بالحق" الوثائقي، في الساحات العمومية في القطاع، فيما اعتبر الحزب ذلك المنع "ظلمًا مرفوضًا"، حيث قال عضو المكتب الإعلامي لـ"التحرير" حسن المدهون، إن "مماطلة حكومة (حماس) ومنعها عرض فيلم وثائقي عن الثورة السورية في الأماكن العمومية هو ظلم مرفوض".
وقال المدهون "تقدمنا بإشعار إلى حكومة (حماس) الأحد 27-1-2013، وفق الإجراءات المتعلقة بالاجتماعات في الأماكن العمومية كما ينص عليه قانون السلطة، وذلك بخصوص عرض فيلم وثائقي عن الثورة السورية المباركة بعنوان (وجاءت ثورة الشام بالحق)، ولكن على غير المتوقع، فوجئنا بالرد بعد يومين بقولهم: على بركة الله ولكن في قاعات مغلقة ومع تقديم نسخة للفيلم"، مضيفًا "لقد تم التواصل مع الجهات المختصة ومناقشة كلا الأمرين، والتوضيح أن من حق حزب (التحرير) القيام بأي نشاط ثقافي أو سياسي من دون قيد أو شرط وفي أي مكان وزمان، مع مراعاة أية ترتيبات إدارية لتنظيم عرض الفيلم من قبل الجهات المختصة، وتم التوافق على العرض في المناطق كافة، على أن ننسق مع كل محافظة بخصوص ترتيب المكان، ثم تلقينا رسالة من حكومة (حماس) مفادها:"بإمكانكم إقامة العرض في صالات حسب المناطق، وعليكم الالتزام تحت طائلة المسؤولية، ويمنع إقامتها في المناطق التي أرسلتم كتابًا بها".
واستنكر عضو المكتب الإعلامي لحزب "التحرير" قرار المنع، قائلاً "ما الذي يضير سلطة (حماس) من عرض هذا الفيلم، في وقت خذل العالم فيه أهل الشام وتآمر على ثورتهم القاصي والداني؟! ألم يقم الحزب بأعمال مشابهة الأعوام السابقة فما الذي استجد على (حماس)؟! ألا تسمح للفصائل بإقامة نشاطات مشابهة بل حفلات موسيقية في الأماكن العمومية؟! أم أن حرية العمل الجماهيري مرهونة بالجهة المنظمة للعمل وبالموضوع المعروض؟! وهل لحكومة (حماس) مشكلة مع ثورة الشام؟!"، مؤكدًا أن "الحزب يحتفظ بحقه الكامل في القيام بأية أعمال سياسية تعبر عن رفضه لهذه السياسة الظالمة، ولن يمنعه كائن من كان من التعبير عن آرائه وأفكاره وواجبه في حمل الدعوة".
وفي ظل قرار الحزب الإسلامي الاحتجاج على قرار "حماس" بمنع عرض الفليم، نظم عناصر من الحزب في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وقفة احتجاجية عصر السبت، وذلك في إطار تأكيدهم على "حقهم السياسي في التعبير عن آرائهم وقيامهم بواجبهم الدعوي بالكيفية التي يرونها من دون وصاية من حكومة (حماس) أو غيرها"، حيث رفع المحتجون عددًا من الرايات والألوية، كما حملوا عددًا من اليافطات التي احتوت على عبارات احتجاجية منددة بقرار "حماس"، مثل "لماذا يمنع حزب التحرير ويسمح لحماس بالعرض طوال اليوم"، وذلك في إشارة إلى أن عرض مثل تلك المواد الوثائقية في الساحات المفتوحة أمر معهود ومتكرر للحركات مث "حماس" وغيرها عمومًا، بينما يمنع منه "حزب التحرير"، كما رفع شباب الحزب يافطات أخرى من مثل "العمل السياسي والفكري غير قابل للوصاية السياسية من قبل أي سلطة".
وتقع أحداث الفيلم في أربعين دقيقة، يتحدث خلالها عن واقع الأمة الإسلامية المعاصر، وما عاشته من نكبات ومصائب أليمة، إضافة إلى التفاف القوى الغربية على كل من ثورة مصر وتونس وليبيا واليمن، وحرف بوصلتها عن التغيير الحقيقي ببعض التغييرات الشكلية مع بقاء النظام على حاله، مصورًا أن نجاح الثورات في تلك الدول لا يزال جزئيًا "فلا تزال الشعوب في تلك الأقطار تطالب بالخلافة وتحكيم شرع الله"، وكذلك خصص الفيلم مساحة كبيرة للثورة السورية التي يصفها الحزب بـ"ثورة الأمة"، كونها تطالب بإقامة الخلافة الإسلامية، مدللاً على ذلك بمشاهد "ميثاق التعاهد على إقامة الخلافة"، الذي وقعت عليه العديد من الكتائب والألويات المختلفة الساعية إلى إسقاط النظام في سورية.
أرسل تعليقك