شعار معرض القاهرة الدولي للكتاب
القاهرة – على رجب
يفتتح الرئيس المصري محمد مرسي، الأربعاء، وللمرة الأولى في عهده الدورة الرابعة والأربعين لمعرض القاهرة الدولي رسميًا، بمشاركة 735 ناشرًا من 17 دولة عربية، و8 دول أجنبية، فيما تحل ليبيا ضيف شرف على المعرض، في الوقت الذي يحظى الناشرون السوريون بمعاملة
خاصة من قبل الجهة المنظمة للدورة، بسبب الظروف القائمة في بلادهم بالطريقة نفسها التي يتم فيها التعامل مع الناشرين المصريين، كما تم خفض سعر اشتراك الناشرين العرب في المعرض بنسبة 10 %، ومن المنتظر أن يشارك في البرنامج الفني والثقافي الليبي نحو 250 شخصية من الأدباء والمفكرين والفنانين والتشكيليين الليبيين.
وقد تم وضع الكثير من اللافتات التي تروّج للدورة الرابعة والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، من خلال ثلاثة أشياء، أولاً أن "المعرض سيتم افتتاحه رسميًا الأربعاء، 23 كانون الثاني/يناير، قبل يومين من تظاهرات "الجمعة" في الذكرى الثانية للثورة المصرية، والتي من المتوقع أن تكون هناك حالة ثورية قوية في ميدان التحرير وميادين مصر"، والأمر الثاني الملفت هو أن "ضيف شرف المعرض ستكون دولة ليبيا الشقيقة، والتي تعد ثالث بلد عربي ينجح ثواره في إقصاء النظام الحاكم فيه، وهو العام الثاني على التوالي الذي يصبح فيه ضيف الشرف بلد عربي نجحت فيه الثورة، وأخيرًا شعار المهرجان الذي يحمل "حوار....لا صدام" وهو ما يؤكد أهمية الحوار بين هذه القوى والتيارات الموجودة في المجتمع، سواء السياسية أو الدينية أو المذهبية لإنقاذ أي مجتمع من بحر الخلافات والصدام والصراعات".
ومن ناحية أخرى، تم التأمين على المعرض بمبلغ100 مليون جنيه، تحسبًا لأي ظروف طارئة قد تحول من دون إقامة المعرض أو استكماله، وكذلك حتى لا يتضرر الناشرون أو وزارة المال أوهيئة الكتاب من أي عوارض طارئة قد تشوب فترة إقامة المعرض.
ويحظى رواد المعرض يوم 25 من كانون الثاني/ يناير، بخصومات عالية من قبل العارضين لمناسبة الذكرى الثانية للثورة المصرية، كما سيكون المعرض بمثابة صالون سياسي وأدبي وفكري يفتح المجال إلى عقد المناظرات السياسية بين الرموز والتيارات السياسية المختلفة بدلاً من التناحر في الفضائيات من دون طائل، وستكون المناظرات السياسية أمام جمهور المعرض طوال فترة إقامته حتى يتعرف على الاتجاهات السائدة في الفكر السياسي، وأبرز القضايا في مجالات الاقتصاد والمرأة والتعليم والإعلام وغيرها.
من جانبه، أكد رئيس الهيئة العامة للكتاب أحمد مجاهد، أن "هناك تأمينًا كاملاً من قبل وزارة الداخلية للمعرض، ولا يوجد أي قلق من تظاهرات 25 كانون الثاني/يناير، وأن الوضع الأمني هذا العام أفضل من العام الماضي"، لافتًا إلى أن "العام الماضي كانت الظروف أشد قسوة من المعرض الحالي، ولم يجد أي موافقات من القيادة السياسية وقتها، ومع ذلك كتب له النجاح، لأن القوى السياسية، وإن اختلفت بشأن قضايا كثيرة، فإنها تتفق حول أهمية الثقافة والكتاب"، مشددًا على أن "نجاح هذه الدورة يشكل أهمية كبيرة تصب في مصلحة استقرار البلاد، كما أنها دلالة واضحة يلمسها الزائرون الأجانب على أن الثورة تمضي في مسار الثقة وجذب رؤوس الأموال الأجنبية، ولذلك أرى أن خروج المعرض الحالي بالشكل اللائق مسؤولية تقع على عاتقنا جميعًا منظمين ورواد".
في السياق، قال رئيس اتحاد الناشرين المصريين، المهندس عاصم شلبي، إن "معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام، يعد استكمالاً للثورة وتحقيقًا لأهدافها، وأن لكل ثورة مشروعًا ثقافيًا تسعى إلى تحقيقه، وهذه الدورة من المعرض ببرنامجها الثقافي وما تشمله من كتب، تحقق انطلاقًا حقيقيًا إلى ثورة معرفية جديدة تحقق طموحات المصريين"، لافتًا إلى أن "هذه الدورة تكرس الاحتفاء بالربيع العربي عبر دعم الناشرين السوريين، كما تحتفي بالثورة الليبية كضيف شرف وسط مشاركة عربية مميزة تشير إلى ثقة الناشرين العرب في تحسن الأوضاع في مصر وتنبئ بعودة معرض القاهرة إلى ريادته في المنطقة العربية والعالم أجمع".
وأضاف شلبي أن "التعاون المثمر بين اتحاد الناشرين المصريين والهيئة العامة للكتاب أسفر عن زيادة في نسبة المشاركة للناشرين العرب وصلت إلى 50% عن الدورة الماضية، كما يعد المعرض الأقوى منذ ما يزيد على 5 سنوات، إذ يصل عدد الناشرين المشاركين إلى 735 ناشرًا، مما يضع المعرض على رأس المعارض العربية والدولية للكتاب".
وعن شعار المهرجان، أوضح رئيس الهيئة العامة للكتاب، أن شعار" حوار..لاصدام"، هو "إسقاط على الواقع السياسي المصري، فهذه دعوة لأن يكون الحوار هو الأساس، لا كما تراه القوى السياسية المعارضة فى مصر، وكأن الأمر لابد فيه من الصدام أساسًا"، متوقعًا أن "يزيد الإقبال على معرض الكتاب بصورة كبيرة، ليعوض الناشرين الخسائر الكبيرة التي حلت بهم العام الماضي، إذ انعكست الأوضاع السياسية التي اشتعلت بعد موقعة بورسعيد على الإقبال على المعرض، كما ألقت الأوضاع الاقتصادية أعباء أكبر على الجمهور، مما انعكس على الناشرين وجعلهم يتجهون إلى طباعة كتبهم الجديدة بأعداد لا تتجاوز 300 نسخة، في حين كانت أقل كمية من الطباعة لا تقل بأي حال عن 3000 نسخة".
يُشار إلى أن أهم المشاركات في المعرض، هي مشاركة مكتبة الإسكندرية هذا العام، إذ تشارك بجناح متميز في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وتعرض المكتبة مجموعة كبيرة من إصداراتها المختلفة، ويعد أبرز ما تعرضه المكتبة لجمهور المعرض، المجموعة الكاملة لسلسلة "مراصد"، التي تصدر عن وحدة الدراسات المستقبلية في مكتبة الإسكندرية، وهي سلسلة كراسات علمية محكمة تعني برصد أهم الظواهر الاجتماعية الجديدة، لاسيما في الاجتماع الديني العربي والإسلامي، كان قد أسسها الراحل حسام تمام.
ويضم الجناح أحدث عدد صادر عن سلسلة "مراصد"، وهو العدد الثاني عشر، والذي يأتي بعنوان "من الصور التوافقية في حلِّ الخلافات السياسية في التُّراث الأدَبيِّ"، من تأليف أحمد عبد الحميد حامد، حيث يتناول البحث موقف أديب سني بارز في عصره، وهو ابن قتيبة الدينوري (213-276 هـ)، من قضية من القضايا الكبرى التي شغلت أطياف المجتمع العباسي كافة بكل توجهاته، وهي قضية الشعوبية، وبالتحديد لموقفه من هذه القضية في مؤلفه "عيون الأخبار"، وكذلك يتضمن الجناح، العدد الحادي عشر من السلسلة الذي يأتي بعنوان "الحركات الإسلامية في العالم"، للباحث سامح عيد، وتركز الدراسة بشكل خاص على الحركات الإسلامية والثورات العربية
أرسل تعليقك