الحسانية أقدم اللهجات عند العرب تزخر بكثير من الألفاظ المستخدمة في الفصحى
آخر تحديث GMT21:27:28
 عمان اليوم -

تعود تسميتها إلى بني حسان أحد بطون قبيلة "المعقل"

"الحسانية" أقدم اللهجات عند العرب تزخر بكثير من الألفاظ المستخدمة "في الفصحى

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - "الحسانية" أقدم اللهجات عند العرب تزخر بكثير من الألفاظ المستخدمة "في الفصحى

نواكشوط
نواكشوط- عمان اليوم

تُعدّ "الحسانية" من أقدم اللهجات العربية التي يتحدث بها عرب الصحراء الكبرى في عدة دول بشمال وغرب أفريقيا، وترجع تسميتها إلى بني حسان أحد بطون قبيلة المعقل التي عبرت من الجزيرة العربية إلى مصر وإفريقيا مع بني هلال وبني سليم بعد الفتح الإسلامي.ويتحدث الحسانية اليوم سكان ما يعرف بـ"تراب البيظان"، من وادي درعة شمالا إلى نهر السنغال جنوبا ومن المحيط الأطلسي وحتى النيجر شرقا أي عموم موريتانيا والصحراء الغربية وجنوب الجزائر وشمال مالي وشمال بوركينافاسو وغرب النيجر.

لمحة تاريخية
يذكر ابن خلدون في مقدمته أن أصل قبيلة المعقل من عرب اليمن، وأن جدهم اسمه ربيعة بن كعب بن ربيعة بن كعب بن الحارث، من الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مذحج بن أدد بن زيد بن كهلان، أما نسابتهم، والقول دائما لابن خلدون، فيقولون إنهم من آل البيت من بني جعفر الطيار وجدهم معقل بن موسى الهراج بن محمّد بن جعفرالأمير بن إبراهيم الأعرابي بن محمد الجواد بن علي الزينبي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وقد تحالفت قبيلة المعقل مع بني هلال وبني سليم ورافقوهم في نزوحهم من الجزيرة، ولم يكن عددهم يومئذ يبلغ مائتي محتلم حسب المؤرخين، بينما بلغ عدد هلال وسليم مجتمعتين خمسين ألفا.
وفي منتصف القرن الخامس كان المعقل مع الهلاليين حينما أوعز إليهم الفاطميون بالانتقام من واليهم على القيروان المعز بن باديس الذي خلع طاعتهم ودعا للخليفة العباسي، فاحتلوا القيروان وقتلوا ابن باديس وخلقا كثيرا وحرّقوا المدينة ثم نزحوا إلى ظاهرها، وهو ما عرف تاريخيا بخراب القيروان عام 449 للهجرة.
وفيما توطنت قبائل سليم تونس وليبيا استوطن بنو هلال الجزائر ونزح المعقل إلى وادي درعة بالمغرب الأقصى حيث تكاثروا وعرف منهم ثلاث بطون هم ذوي عبد الله وذوي منصور وذوي حسان.. وفي القرن الثامن الهجري نزحت من البطن الأخير قبائل المغفر (أبناء مغفر بن أُدَيْ ابن حسان) إلى موريتانيا ومالي والنيجر.

الحسانية في المحيط البربري الإفريقي
رغم أن بني حسان والمعقل من قبْلهم، ظلوا منغلقين في وجه غيرهم من شعوب وقبائل المنطقة، فقد تأثرت الحسانية بشكل ملحوظ بالمحيط البربري الإفريقي حتى خالطها كثير من المفردات غير العربية، المستعملة بشكل يومي. غير أن اللهجة الحسانية حافظت على جوهرها العربي وفصاحتها وأصالتها.
وتزخر الحسانية بكثير من الألفاظ المستخدمة "في الفصحى وفي الحسانية سواء بسواء؛ ولكنها في الحسانية مبنية صرفيا" كما يوضح الباحث محمدو سالم بن جدو، (مؤلف كتاب الجذور اللغوية والألسنية للَّهجة الحسانية) وأحد الخبراء في لجنة إعداد المعجم التاريخي للغة العربية الذي تبناه مجمع اللغة العربية بالشارقة.
ومن بين روافد الحسانية يرصد بن جدو رافدين من المحيط الجديد للحسانية هما الرافد البربري والرافد الإفريقي. فبالنسبة للغة الصنهاجية أو ما يعرف محليا بكلام "آزناگه" فإن "معظم الأساليب المعاشية والعادات الاجتماعية جاءت من اللسان البربري، وبعض الألفاظ العربية اكتست صبغة صرفية بربرية، وكذلك الأغلبية الساحقة من مفردات القاموس الزراعي وما تعلق بغير الخيل والإبل من مفردات القاموس الرعوي في الحسانية؛ أما الخيل والإبل فإن ما تعلق بـهما من صميم الفصحى" .
أما بالنسبة للرافد العربي فأغلب الكلام يستخدم في اللهجة الحسانية تماما كما يستخدم في الفصحى، بينما تستخدم كلمات أخرى كثيرة بنطقها العربي وبمعنى مغاير، لكن أعجب ما في الحسانية احتفاظها بألفاظ اندثرت في الفصحى "وغابت عن التخاطب والتأليف والأدب.. بل وعن أغلب المعاجم المعاصرة" ومن أمثلة ذلك يورد الباحث محمد سالم بن جد القصة التالية:
"في الحسانية يوصف الشخص –أو الموضوع- إذا كان عديم الجاذبية بأنه "مغسول" ومنذ حوالي 30 سنة وقفت على نقد أدبي لشعر أشجع رواه البحتري عن علي بن الجهم يعلق البحتري عليه بقوله: (فإذا هو يأتي بعدة أبيات مغسولة) وهو نفس المدلول في الحسانية".
ويرى المحامي عبد الرحمن ديحي، وهو مهتم باللهجات العربية عاش في عدد من الدول العربية أن الحسانية "لم تتأثر كثيرا باللغات الأخرى وربما هي اللهجة العربية الوحيدة التى تحتفظ بمميزات العربية القديمة، فتتميز باستخدام الإضافة المباشرة التي لم تعد عند بقية اللهجات (سيارة فلان بدل السيارة بتاع فلان أو خاصة فلان أو ديال فلان...) كما أن جميع الحروف العربية منطوقة فيها إلى اليوم ولاتزال تستخدم الكثير من الكلام الفصيح بمعناه الأصلي”. ويؤكد متحدثا لموقع سكاي نيوز عربية: "أعتقد أنها أكثر اللهجات العربية الموجودة في القاموس المحيط".
وبحكم التفاعل مع التطور الهائل الحاصل على المستوى الكوني فلا بد أن تتأثر الحسانية بباقي اللغات واللهجات، حسب ما يوضح د. محمد الأمين الناتي أستاذ الأدب الأندلسي بجامعة نواكشوط العصرية: "رغم أن المكون العربي هو المكون الأساسي إلا أن أصواتا أخرى ومكونات أخرى انطلاقا من اعتبار الرافد الأندلسي وما علق بالحسانية أثناء مرورها بالصعيد المصري وشمال إفريقيا وماتم من تفاعل على التخوم المصاقبة لبلاد شنقيط بشكل عام في اللغات التي تمثلها الأزيرية والسوننكية كمكون أساسي من مكونات الأزيرية وحتى الولفية والهالبولارية ناهيك عن الأمازيغية كل هذه كان لها حضور وإن كان متفاوتا بدرجات أو بأخرى حيث بقي الطابع العربي: الصوت والمكون العربي هو الغالب .. وأخيرا أصبح ثمة تسرب أيضا من اللغة الفرنسية ولغات حية أخرى بدرجة أقل مثل الاسبانية والانجليزية".

قد يهمك ايضاً :

كتابٍ جديدٍ للباحثة فاطمة غندور يكشف عن ذكرياتها مع عددٍ من رائدات ليبيا

نانيت شترايخر المرأة التي أعادت بناء بيانو بيتهوفن

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحسانية أقدم اللهجات عند العرب تزخر بكثير من الألفاظ المستخدمة في الفصحى الحسانية أقدم اللهجات عند العرب تزخر بكثير من الألفاظ المستخدمة في الفصحى



بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
 عمان اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 20:55 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
 عمان اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 21:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
 عمان اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
 عمان اليوم - نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

تحقيق يكشف عن تقييد "فيسبوك" للصفحات الإخبارية الفلسطينية
 عمان اليوم - تحقيق يكشف عن تقييد "فيسبوك" للصفحات الإخبارية الفلسطينية

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab