قرار الحظر الأميركي يهدد بفقدان المواهب المميّزة
آخر تحديث GMT15:14:11
 عمان اليوم -

إيران أبرز الدول المصدّرة للباحثين الدوليين

قرار الحظر الأميركي يهدد بفقدان المواهب المميّزة

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - قرار الحظر الأميركي يهدد بفقدان المواهب المميّزة

الفنانة الإيرانية شهرزاد شانجافلي وزوجها
واشنطن - رولا عيسى

بدأت محاولات الولايات المتحدة لاحتواء إيران عام 2012 عندما خفّفت وزارة خارجية الرئيس السابق باراك أوباما، القيود على تأشيرات الطلبة الإيرانيين، وبحلول عام 2015 ذهبت نحو نصف التأشيرات الصادرة إلى الإيرانيين وهم من بين الدول المتضررة من حظر السفر الذي فرضه الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، وولّد ذلك مئات الملايين من الدولارات في الرسوم الدراسية للمراكز الأكاديمية الأميركية، وتدفقت المراكز الأكاديمية الإيرانية والفنانين الموهوبين إلى أميركا بأعداد لم يسبق لها مثيل منذ عام 1979، إلا أن قرار الحظر الأخير يهدّد بتراجع الموهوبين.

وتعدّ الفنانة الإيرانية شهرزاد شانجافلي، أبرز الطلبة الذين سافروا إلى الولايات المتحدة حيث بدأت في برنامج الماجستير في الفنون الجميلة في جامعة ييل عام 2013، وبعد 3 سنوات فُتنت بحملة الانتخابات الرئاسية وانضمت إلى المظاهرات لدعم هيلاري كلينتون، وعادت شانجافلي في 20 يناير/ كانون الثاني من هذا العام إلى الولايات المتحدة من رحلة في الخارج ووجدت أميركا مختلفة عما كانت تعرفه، وعندما هبطت إلى المطار مثل العديد من الطلاب الإيرانيين تم إيقافها بسبب حظر السفر الذي فرضه ترامب على 7 دول ذات أغلبية مسلمة، إلا أن الانتخابات الأميركية الحالية لم تسر كما تمنت شانجافلي ما جعلها ضربة لها ولمعظم الآخرين في الحرم الجامعي.

قرار الحظر الأميركي يهدد بفقدان المواهب المميّزة

وروت شانجافلي ذكريات حملة انتخابية أخرى خاسرة حيث استثمرت وزوجها الفنان الإيراني، إيمان راد، الكثير في المشرح الإصلاحي محمد موسوي الذي تحدى الرئيس الحالي المتشدّد محمود أحمدي نجاد في انتخابات 2009، وأثارت هزيمة موسوي احتجاجات واسعة في الشوارع، إلا أن القمع الوحشي قضى على آمال التغيير السلمي، وفي هذه اللحظة قرّر الزوجان مغادرة إيران، وكانت أميركا بالنسبة لهم وجهة مثالية في ظل استخراج تأشيرات الطلاب بسهولة أكبر، وأصبحت أميركا موطن لأعظم المواهب الإيرانية.

ولم تتجه شهرزاد إلى جامعة ييل  لهيبتها فقط لكنها علمت أنها ستقدّم لها الدعم من خلال المنح والقروض المؤسسية، وحتى مع وجود منحة دراسية كاملة لا تزال شهرزاد بحاجة إلى قروض بقيمة نحو 35 ألف دولار لتغطية نفقات مختلفة، وبالتالي كان على الزوجين التفكير في طريقة أخرى لإقامتهم في أميركا، وبحلول هذا الوقت كانت العقوبات دخلت حيز التنفيذ وتراجعت قيمة الريال الإيراني إلى أدنى مستوياتها التاريخية، وقبل الوصول إلى أميركا كان على الزوجين الذهاب إلى السفارة الأميركية التي لم تكن موجودة في إيران منذ أزمة الرهائن عام 1979، وباعا الزوجان كل ما يملكانه لتغطية النفقات الهائلة بما في ذلك تذاكر الطيران إلى دولة من العالم الثالث لزيارة السفارة والأمن واستخراج التأشيرة وتذاكر أميركا وأتعاب المحاماة.

وساهم الطلبة الإيرانيون في الكليات والجامعات الأميركية عام 2016 بإدخال نحو 386 مليون دولار إلى الاقتصاد، ومن بين الطلاب الدوليين تحتل إيران المرتبة 11 كمصدّر للباحثين الدوليين، وزادت قاعدة  الطلبة الدوليين إلى 12 ألف باحث وطبيب ومحامٍ وفنان ومهندس، ويعد الإيرانيون الذين أصبحوا مقيمين دائمين أو حاصلين على الجنسية الأميركية من المهاجرين الأكثر نجاحًا، ويتصدرون المجموعات المهاجرة من حيث الحصول على درجات أكاديمية متقدّمة ، حيث حصل أكثر من نصف الإيرانيين الأميركيين على درجة البكالوريوس في سن 25 عامًا وأكبر كحد أدنى أي تقريبا ضعف المعدل الوطني وفقا لتحالف الشؤون العامة الإيرانية الأميركية.

وجاءت المواجهة الأولى لشهرزاد وإيمان مع أميركا بصدمات متوقعة، وكانت الرحلة المعتادة إلى Home Depot قبل بدء العام الدراسي مذهلة، حيث شعرت شهرزاد بالاختلاف ليس بسبب هويتها الإيرانية والإسلامية، وأوضحت شهرزاد أنها "كنت طفلة شهدت الحرب بين إيران والعراق، وكان الخوف من صافرات القنابل جزء مني أكثر مما كنت أعتقد"، وبعد عامين في أميركا طلبت شهرزاد تأشيرة إضافية، وقام محامي الهجرة الإيراني الأميركي رضا مظاهري وهو جامع تحف ومعجب بالأعمال الفنية للزوجين بتقديم طلب لتغير حالتهم والحصول على تأشيرة "O"، وهي فئة خاصة للموهوبين، ومثّل مظاهري الذي عرض تقديم خبرته القانونية مقابل العمل الفني عشرات الإيرانيين، ويعتقد مظاهري أن أوباما من خلال فتح التأشيرات للطلاب ساهم في بدء موجة جديدة من الهجرة التي حقّقت بالفعل مساهمة كبيرة في المشهد الفني الأميركي.

ويعتبر الكثيرون أن تأشيرات "O" و "EB1" تعد سلاح أميركا السري، ويعتقد مظاهري أنها "الكيفية التي تسرق بها أميركا أفضل المواطنين من الدول الأخرى لسنوات"، وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي نجح مظاهري في الحصول على تأشيرة  "O" لشهرزاد، إلا أنه بعد قرار الحظر ستفرض القيود على سفرها من وإلي أميركا لعرض أعمالها، وتنتهي تأشيرة الطالب لزوجها في يونيو/ حزيزان ومالم يتم رفع الحظر فمن غير المرجح أن تستطع شهرزاد تمديد إقامتها للعمل كما كانت تأمل.

وستكون الخسارة لأميركا مزدوجة من ناحية الموهبة ومن ناحية القروض أيضا التي تقدّر بـ 70 ألف دولار للزوجين والتي لن يتمكنا من سدادها إذا خرجوا من البلاد، ومنذ تنفيذ الحظر تعهّدت فرنسا بالالتزام بمضاعفة قبول اللاجئين الإيرانيين عام 2017، فيما تعد كندا وأستراليا والدول الأوروبية الشمالية وجهات محتملة لمن يتم استبعادهم من أميركا، وسيكون من الصعب على أميركا الاحتفاظ بمكانتها باعتبارها الأولى في الابتكار إن لم تعد وجهة للمواطنين الأفضل.

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرار الحظر الأميركي يهدد بفقدان المواهب المميّزة قرار الحظر الأميركي يهدد بفقدان المواهب المميّزة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 14:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
 عمان اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 14:38 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 21:26 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 23:59 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

احذر التدخل في شؤون الآخرين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab