تشكيلي مصري يُظهر البهجة في مساحات راقصة
آخر تحديث GMT20:49:07
 عمان اليوم -

ربط بينه وبين الحركة والانطلاق "أن نعيش الحياة"

تشكيلي مصري يُظهر البهجة في "مساحات راقصة"

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - تشكيلي مصري يُظهر البهجة في "مساحات راقصة"

البهجة في "مساحات راقصة"
القاهرة - العرب اليوم

كشف الفنان التشكيلي المصري نذير الطنبولي، خلال معرضًا له في القاهرة، مظهرًا غريبًا جديدًا من مظاهر البهجة والسعادة، أثارت إعجاب الكثيرون، وهي ليست "مساحات راقصة" كما يشير عنوان المعرض، إنما هي مساحات ممكنة ومشروعة للحياة ذاتها يستكشفها الفنان، ويدعو المتلقين إلى الاستمتاع بها في واقعهم اليومي، لا سيما هؤلاء الذين باتوا يكتفون بالسعادة الإلكترونية في عوالم افتراضية قلما يغادرونها.

ويحتفي الطنبولي بالرقص في معرضه المقام في غاليري المشربية" في القاهرة، تحت عنوان "مساحات راقصة" ويُختتم نهاية الشهر الجاري، ويربط بينه وبين الحركة والانطلاق، وكأنه رمز لهما، بل جاءت أناقة خطوات شخوصه وملابسها وتناسقها في اللوحات، علي بساطتها، نتاجا جميلًا للرقص، أو لروعة "أن نعيش الحياة".

وكأن الرقصات ذاتها، بأنواعها وإيقاعاتها، وموطنها الأصلي ليست هي المعنية في اللوحات، بقدر ما تنطوي عليه بين ثناياها من إنسانية وبهجة وطاقة، تتجدد مع تجدد الحياة.
ويقول الطنبولي إلى جريدة "الشرق الأوسط"، "أصبح هناك احتياج جماعي مُلح إلى الرقص، بعد أن فقد كثير من البشر حول العالم وليس في مصر وحدها، أسباب البهجة وآلياتها، وأصبحت مقتصرة لديهم على تشارك مقاطع فيديو راقصة، أو منشورات طريفة تثير الضحك على مواقع التواصل الاجتماعي".

ولم يكن اعتماده الرقص عنواناً للبهجة مجرد فكرة طارئة أو شكلية، بل تنبع من رؤية فلسفية عميقة، مفادها أن الرقص عنده كما الرقص عند مارثا غراهام وهو، اللغة الخفية لروح الجسد، فقد سحرني الرقص منذ طفولتي، واستغرقت في مشاهدة الأفلام الراقصة خلال نشأتي في مصر خلال السبعينات.

ويتابع "شاهدت كل ما استطعت مشاهدته من أفلام الأبيض والأسود، وموسيقى الثلاثينات، إضافة إلى روائع فريد أستاير، وجيني كيلي وفيلم West side Story، وجون ترافولتا، في فيلم Saturday Night Fever»، ولكم جذبتني الطرق التي يحاكي بها الراقصون نمط الطبيعة، وفي الوقت نفسه هم مبتكرون في نسج الحركات والأشكال دائمة التغير، والملهمة دائما للمشاهد في تجدد أفكاره وحياته".

وتعكس لوحات الطنبولي المتنوعة، اهتمامه بأنواع الرقصات من معظم دول العالم، ومن اللافت أن الأجساد لم تكن نحيفة، والأعمار لا تقتصر علي الشباب وحدهم، وهم ليسوا راقصين في الأساس، إنما هم أشخاص عاديون، وغاية ما في الأمر أنهم وجدوا في الرقص حياة، فقرروا أن يرقصوا، ويتخذوا من البهجة أسلوب حياة، لذلك لم تأت كل اللوحات بألوان دافئة أو صارخة، بل تنوعت ما بين الألوان الهادئة والرمادية والزاعقة كما الحياة، يقول الطنبولي "من حق الجميع أن يعرف السعادة ويتمسك بها".

وتنتمي لوحات الطنبولي في السياق ذاته إلى "الواقعية السحرية" التي انطلقت من ألمانيا في مدينة ميونيخ تحديدا، بعد نهاية الحرب العالمية الأولى (1914: 1918) لرفع معنويات الجمهور، وهي لذلك تركز على الجماليات البصرية في إعادة صياغة الواقع الملموس عبر التركيز على الجوهر، مع الاستلهام من الأحلام والأساطير.

ويُعد الطنبولي كسائر فناني هذا التيار، برع في إنزال شخوصه من برجهم العاجي، المرهون برفعة القوم ونخبة مواضيعهم، ليجعل الرقص للجميع كما السعادة قريبة من الجميع، دون تفرقة، والفارق الوحيد هو أن تسعى لخلق مساحات لها في حياتك دون أن تلفت لشيء أو للغير.

ويقول الفنان "تعجبني مقولة الرياضي الأميركي ساتشل بادج: "اعمل كأنك لا تحتاج إلى المال، حب كأنك لم تصب بأذى، وارقص كأن لا أحد يشاهدك".

وعلى عكس ما يتوقع المتلقي حين يشاهد اللوحات، فلم يكن الطنبولي نفسه راقصاً، ولا يجيد الرقص، ويشرح "لم أكن أبدا راقصًا جيدًا، كثيرًا ما أقدمت على محاولات بائسة لتقليد بعض الحركات الراقصة، التي أرى الآخرين يجيدونها، لكن دون جدوى، وما أفعله هو أنه بعد 8 ساعات في اليوم في الاستوديو الخاص بي، أرقص ذهابًا وإيابًا على مسافة ثلاثة أمتار بيني وبين لوحتي، فما المانع أن نعمل ونرقص".

ولعل هذه النظرة الاحتفائية بالرقص من جانب الطنبولي ترتبط بـ"سكندريته" فهو من مواليد "عروس البحر المتوسط"، مدينة الإسكندرية، بموروثها الثقافي "الكوزوموباليتي" متعدد الثقافات والحضارات، التي لم يكن الرقص فيها حكراً على أبناء الجاليات الأجنبية أو الطبقة الأرستقراطية، لكنه كان يجذب أيضاً أبناء الطبقة المتوسطة، ويجدون فيه متعة الإحساس بالحرية والتحليق في عوالم مختلفة بلا ابتذال، وكانت شواطئ "جليم"، "ميامي"، بالإضافة إلى مقاهي الإسكندرية العريقة، ومنها إيليت وأثينيوس تحتضن حفلات الرقص على أنغام "الفالس" و"التانجو" و"التشاتشا".

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تشكيلي مصري يُظهر البهجة في مساحات راقصة تشكيلي مصري يُظهر البهجة في مساحات راقصة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:12 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 عمان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 عمان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 19:53 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات
 عمان اليوم - غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 21:26 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab