نانيت شترايخر المرأة التي أعادت بناء بيانو بيتهوفن
آخر تحديث GMT20:50:53
 عمان اليوم -

كانت واحدة من أفضل صناع الآلة الموسيقية في أوروبا

نانيت شترايخر المرأة التي أعادت بناء بيانو بيتهوفن

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - نانيت شترايخر المرأة التي أعادت بناء بيانو بيتهوفن

بيتهوفن
نيويورك- عمان اليوم

يمتلك متحف ومكتبة مورغان بنيويورك جزءاً من رسم أصلي يصور لحن البيانو «هامركلافير» الخاص بالموسيقار الراحل بيتهوفن. وفي الهامش، يكتب الناشر البريطاني فينسنت نوفيلو أن الوثيقة وصلت إليه بواسطة السيدة سترايكر، والتي كانت واحدة من أقدم أصدقاء بيتهوفن وأكثرهن إخلاصاً.تجسدت المكانة الهامشية التي نالتها السيدة نانيت شترايخر في التاريخ عبر تلك السطور المدونة. وفي حين أنها كانت بالفعل واحدة من أقرب أصدقاء الموسيقار بيتهوفن، والذي تحل الذكرى 250 ليوم مولده في شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي، إلا أنها كانت أيضاً واحدة من أفضل صناع البيانو في أوروبا. وكانت تمتلك شركة خاصة بها، تلك التي كانت يعمل فيها زوجها السيد أندرياس شترايخر، المعلم وعازف البيانو، والذي كان مسؤولاً عن المبيعات، وإمساك الدفاتر، والمراسلات التجارية الخاصة بالشركة. بيد أن العديد من العلماء المهتمين بالموسيقار بيتهوفن قد يعتبرون أنه من غير المعقول أن تتمكن امرأة من أبناء القرن الثامن عشر الميلادي من صناعة بيانو، ولذلك وصفوا زوجها أندرياس بأنه هو من يصنع البيانو، ومن ثم ألقيت غلالة داكنة على شخصية السيدة نانيت وتوارت إلى الظلال.ولدت السيدة نانيت في مدينة أوغسبورغ الألمانية في عام 1769. وكانت هي الطفلة السادسة لوالدها يوهان أندرياس شتاين، وكان من أشهر الصناع الذين نجحوا في تطوير صناعة البيانو المبتكرة في تلك الأثناء، وإدخال التحسينات على الآلية التي جعلت المطارق تدق على الأوتار داخل آلة البيانو، ومن ثم صارت تُعرف بأنها «الحركة الفيينية»، نسبة إلى فيينا عاصمة النمسا.
بحلول عامها الثامن، قامت الطفلة نانيت بالعزف أمام الموسيقار الكبير موتسارت، والذي انتقد وضعية جلوسها وعبوس وجهها، ولكنه اعترف لها بالعبقرية في العزف والأداء الموسيقي. وبعد ذلك بعامين، كانت قد أتقنت العديد من أساليب الصناعة التي استعان بها والدها، مما أكسبها سمعة طيبة وعبقرية فذة في الأعمال الميكانيكية.
تزوجت السيدة نانيت عند بلوغها 32 عاماً من عمرها بعد وفاة والدها في عام 1792. وكانت قد تمكنت من نقل البيانو عن طريق الطوافات المائية، ثم أنشأت شركة لها في فيينا. وتشاركت مع شقيقها ماتيوس الذي كان يبلغ من العمر 16 عاماً وقتذاك، ثم غيرت اسم الشركة من «جيه إيه شتاين» ليكون «غيشويستر شتاين أو الأخوان شتاين». كانت تلك الفترة تتسم بالتطورات السريعة في عالم تصاميم البيانو. سيما مع انتقال الحفلات الموسيقية إلى ما وراء الصالونات الأرستقراطية وإلى القاعات الكبرى، مما عرض المصنعون لضغوط كبيرة من أجل إنتاج الآلات الموسيقية الأثقل وزناً والأعلى صوتاً ورنيناً.
كان الموسيقار بيتهوفن - الذي تقابل مع السيدة نانيت في مدينة أوغسبورغ قبل سنوات - قد طلب منها استعارة إحدى آلات البيانو الخاصة بها من أجل حفل موسيقي يحييه في عام 1796 في مدينة بريسبورغ (مدينة راتيسلافا عاصمة جمهورية سلوفاكيا حالياً). وكتب بيتهوفن ممازحاً السيد أندرياس أن استعارة البيانو كان من الأمور الجيدة للغاية بالنسبة إليه، نظراً لأنه يرغب في حرية عزف نغماته الخاصة. غير أنه عاود الشكوى في خطاب لاحق من أن البيانو ما يزال قيد التطور من بين كافة الآلات الموسيقية الأخرى وأنه كان أشبه بآلة القيثارة عن أن يكون بيانو حقيقي.
لم يكن بيانو شتاين الأنيق بلمسته الراقية ونغماته الأثيرة مناسباً بصورة مثالية لأسلوب عزف السيد بيتهوفن القوي والجامح في آنٍ واحد. ومع أخذ النقد العلني من الملحن الكبير بعين الاعتبار، كتب السيد أندرياس مقالاً يذكر فيه عازفاً للبيانو مجهول الهوية ويصفه بأنه كمثل القاتل المتوحش الذي يغتصب مفاتيح آلة البيانو اغتصاباً وكأنه عاقد العزم على الانتقام المرير منه!
وكتب في مقاله العنيف يقول: «تشعر من استماعك للنغمات الأولى من الألحان بمثل هذا العنفوان والقوة لدرجة تدفعك إلى التساؤل إن كان عازف البيانو المجهول أصم لا يسمع ما يعزف».
ومما يؤسف له بحق أن تلك الصفة كانت بالفعل لازمة لدى السيد بيتهوفن. فلقد كان بدأ لتوه يعاني من تدهور واضح في حاسة السمع لديه، غير أنه كتم ذلك الأمر عن الناس. ورغم أنه سوف يحتاج لاحقاً إلى آلة موسيقية ذات صوت مرتفع ليعوض بها ما يصيبه من تدهور في حاسة السمع، إلا أنه كان في هذه المرحلة مهتماً بصورة أساسية بالعثور على بيانو يناسب حدود أدائه الدينامي الكبير.
كانت السيدة نانيت قد قامت بالفعل في توسيع نطاق لوحة مفاتيح البيانو من 5 أوكتاف إلى 6.5 أوكتاف (نغمة جوابية)، غير أنها أبطأت كثيراً في إدخال التعديلات الرئيسية الأخرى على التصميم الأصلي لبيانو والدها. ولقد كانت تلك الأوقات عصيبة للغاية. وبحلول عام 1802. كانت صارت والدة لطفلين صغيرين، بعد وفاة ولدها البالغ من العمر 6 سنوات. كما نشب خلاف بينها وبين شقيقها ماتيوس، وقررا بعده حل الشركة وشطبها من الدفاتر بصورة منفصلة.

قد يهمك ايضاً :

علماء في تركيا يعثرون على هيكل عظمي لشاب يقدّر عمره بـ8500 عام

باحثون يكتشفون رسم قط أثري طوله 35 مترا في صحراء بيرو

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نانيت شترايخر المرأة التي أعادت بناء بيانو بيتهوفن نانيت شترايخر المرأة التي أعادت بناء بيانو بيتهوفن



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:13 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
 عمان اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 20:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن
 عمان اليوم - أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن

GMT 20:21 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
 عمان اليوم - غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 20:19 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل
 عمان اليوم - نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل

GMT 23:49 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab