3 سوريين يحولون بقايا الدمار إلى أعمال فنية مميزة
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

3 سوريين يحولون بقايا الدمار إلى أعمال فنية مميزة

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - 3 سوريين يحولون بقايا الدمار إلى أعمال فنية مميزة

سوريين يحولون بقايا الدمار إلى أعمال فنية
دمشق - عمان اليوم

لم يُخلق الفنَّ لتزيين الغرف... إنَّه آلةٌ يستخدمُها الإنسانُ من أجل الحرب والدِّفاع ضدَ الأعداء، لعلَّ مقولة بيكاسو هذه، تلخص هواجس ثلاثة شُبّان سوريين أعادوا برهنة العلاقة بين الفنِّ والحرب، قاطعينَ عهدًا على أنفسِهم كُلَّما اشتدَّت أصوات المدافع والقذائف، ازدادوا إبداعاً بكلِّ ما أوتوا.من مخلَّفات الحرب، أنقاضِ المنازل المدمرة، وبقايا هياكل، ولعبِ أطفالٍ، وقطع موتٍ، صاغ الشبان الثلاثة فنًّا  تمثَّل بمعرِضٍ تحت عنوان "عمل ٌواحد معرِضٌ واحد"، جسَّدوا فيه أفكارهم المثقلة بهموم المجتمع السوري الذي تعرض لواحدة من أبشع الاستهدافات التي تحاول النيل من شخصيته المتكاملة، وأعمالاً حاولوا بها اختصار جزء من الواقع المرير لمن بقي على قيد الحياة، مُسخِّرين طاقاتِهم وإبداعهم لإيصالِ رسالتهم.

وتفرَّد هؤلاء الشُّبَّان بإنجاز أعمالٍ لأوَّل مرة بهذه الأحجام، استغرقت منهم أشهر عدة من اللمسات المتراكمة بدقة، مواظبين مع وضع التفاصيل النهائية لأعمالهم، على إظهار السَّلام من بين الركام.من قطع بحث عنها في مواقع المأساة التي استهدفت بلاده كيانا وشعبا، كانت أدواته، أمّا فكرته فأخذَ لها بُعداً فلسفيًا بعض الشَّيء، خُزيمة العايد أحد المشاركين بالمعرِض قال : أردتُ تنفيذ عمل مبهر للعين، استوحيتُ فكرتي من الكونِ والكواكب، وبحثتُ عن أكثر شيء مدمر كونياً؛ لأجد الثّقبَ الأسوَّد الَّذي يعتبر كتلة خرابٍ أو امتصاص يبتلع كلُّ شيءٍ من حوله لينتج ذلك الدَّمار، أسقطتُ فكرتي هذه على بلدي سورية، فشبَّهت سورية بكوكبٍ صغيرٍ حلَّ به الدَّمار، دمارٌ ثقافِيّ و اجتماعِيّ و اقتصادِيّ، أمّا الثقب الأسوَّد يمثَّل الأشخاص المُسببين لهذه الحرب.

وعن مجسَّمه العملاق، قال خزيمة: هو عبارةٌ عن كرةٍ قطرها 4 أمتار، وارتفاعها 4 أمتار، لُصقت عليها نفايات حقيقية، أُخذت من أماكن خلفتها الحرب، عَملتُ جاهداً بالبحثِ عن هذه النفايات، والَّتي أخذت الحيّز الأكبر من وقتي؛ لكي يكون كلّ جزءٍ من هذا العمل يُلامسُ جانبًا من حياة الزائرين للمعرِض.وأضاف: بصفتنا فنانين، واجبنا أن ننقل مشاعر النَّاس من حولِنا بأعمالِنا، فالفنُّ هو مرآةٌ للمجتمع، والذراعُ البصريّ للتعبير عن واقعنا، على أملٍ أن تصل رسالتي بتحويل القبيح إلى عملٍ جميلٍ.لم تنته الحرب، فآثارها لا زالت مستمرة، و(الثقب الأسود) الذي يخترق مجسمه الفني، مستمر بابتلاع آمال السوريين وهتك حياتهم القاسية، محاولا تحويلهم إلى أكوام من الجياع، بعدما نجح ذلك الثقب البربري، بجعلهم أكوام من الضحايا على مدى سنوات الحرب.

يعرب طلاع فنَّان مشارك بالمعرِض، قال: شاركت بمشروعٍ (video art) مدته 9 دقائق، يُعبّر عن الأشياء الّتي لا تنتهي، وربطها بالحربِ الَّتي نعيشها من خلالِ إظهار صور مختلفة عن بعضها من حيث التَّضاد اللونيّ الشديد المتناغم في الوقت ذاته بين الأبيض والأسوَّد؛ لتروي قصة أيَّام الحرب الَّتي نعيشها.وأشار طلاع إلى أن رسالته الرئيسة من عمله، هي نشر الأفكار والإلهام في سبيل إحداث نوع من التغيير، وبأنَّنا قادرون على تحويل رائحة الألم إلى أمل لنرسم واقع أجمل، وأضاف، استغرق عملي شهرًا متواصلًا من المجهودِ الفكريّ والتنفيذيّ، لإيصال فكرتي وهي محاكاة الواقع.واختزل طلاع رسالته ورفاقه في المعرض على اعتبارها "كلمة السوريين يتوقون إلى إيصالها للعالم وهم يصارِعونَ مخاضِ هذه المرحلة، من أجلِ فجرٍ جديدٍ يُليق بِهم، وبطموحاتِ شعبٍ بأكمله.

قد يهمك أيضا:

الشرطة الرومانية تعثر على لوحة مسروقة منذ 2012

تاجرة فرنسية تعيش مع إرث الفنان التشكيلي بابلو بيكاسو

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

3 سوريين يحولون بقايا الدمار إلى أعمال فنية مميزة 3 سوريين يحولون بقايا الدمار إلى أعمال فنية مميزة



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab