القراءة الطريق إلى الارتقاء الروحي والنور المعرفي
آخر تحديث GMT12:02:06
 عمان اليوم -

أكّدت الكاتبة سلمى الحفيتي أنّ النجاح يبدأ مِن العدم

"القراءة" الطريق إلى الارتقاء الروحي والنور المعرفي

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - "القراءة" الطريق إلى الارتقاء الروحي والنور المعرفي

القراءة
الرياض - العرب اليوم

يقاس عمر الإنسان بما قدَّم وأبدع ولذلك من الممكن أن نقيس أعمارنا بعدد الكتب التي ألفناها، أو قرأناها، بعدد اللوحات التي شاهدناها وناقشناها، بعدد المعزوفات الموسيقية التي صاغت فينا الإنسانية أكثر، وهكذا، يطول عمر الإنسان من خلال ما يجسده من أثر طيب بين الكتابة والقراءة كممارسة وسلوك، فالقراءة فعل وجوديّ يضفي على حياة المرء حيوات أخرى، ويفتح له عوالم جديدة ليرتقي درج المعرفة، ويترقى في السمو الروحي والفكري مع كل كتاب يقرأه.. إنه الصعود الدائم إلى حيث النور المعرفي، والاستنارة الروحية العميقة.

إذن، لنبدع حياتنا بأجمل الأفعال والكلمات والألحان، ولنسأل كم عمرنا القرائي فيما لو اعتبرنا الكتاب واللوحة والموسيقى وحدة قياس زمنية عددية؟ وكيف ولماذا نقرأ؟ هل نناقش ما نقرأه؟ هل اصطفينا القيم الأجمل منها ليكون سلوكنا وأثرنا مضيئين في الحياة؟ هل هناك خطة استراتيجية مستدامة للقراءة بهذا المفهوم الدلالي الواسع؟

اقرأ وارسم بطريقة الجاز
قراءة الكتابة أو اللون أو الموسيقى هي ذاك النوع من القراءة التي تترك آثارها على الإنسان، وفي بعض الأحيان يتحول هذا الإحساس إلى عمل فني ناتج عن موقف إنساني، وتأملي، هكذا بدأ التشكيلي عبدالرحيم سالم إجابته، وتابع: اقرأ بنظرة المؤلف المشارك، ومن الممكن أن أكتب سيناريو آخر لما أقرأ، وأنجز موضوعاً من زاوية مختلفة للحديث والأفكار والمشهد، لأن الجوانب مفتوحة على كافة الجهات التعبيرية.

اقرأ أيضا:

مُدرِّس في لندن يُعاني مشكلةً في القراءة وفِهم الاختبارات المكتوبة

وأضاف: العمل الفني عندما ينهل من الإنسانية يكون حافلاً بحالات وتراكمات معينة، مثلاً، أمي وجداتي وعماتي، هن محور أعمالي الذي تعكسه المرأة، ولذلك، إحساسي بالمرأة غير عادي، لأنني أتعامل بشكل مغاير، فلا أتوقف عند الخطوط الخارجية التي يراها الناس، بل أقيس الإحساس بهذا الإنسان من خلال الخطوط والتكوين والأعماق، ولذلك، أقيس القراءة بهذه الطريقة، وأقيس إحساسي من خلال كتابتي باللون.

وأكد: أتعامل مع قراءتي لكافة الفنون بهذه الطريقة من مسرحيات وأفلام وكتب، وأحاول أن أدخل إلى هذه الجوانب، وأتعامل مع ذلك كرسالة للوصول إلى الأعماق وليس الشكل.

وتابع: عمري كله قراءة ورسم، لكن بمزاج المبدع، فلا يمكن أن يشدني كتاب فيه استثارة، لأن المهم بالنسبة لي هو كيف كُتب؟ ما هي فنياته؟ وما أهدافه الإنسانية؟

واختتم: أستمع إلى الموسيقى الكلاسيكية لكنني أميل إلى (الجاز)، لأنه يبدأ برتم معين، ثم تختلف أصوات الآلات الأخرى، ليؤدي كل عازف إمكاناته الفنية دون قراءة «النوتة». إن هارموني الجاز جميل والإبداع الشخصي محوره، لأنه يقرأ نوتة الأعماق الآنية لحظة العزف، معبراً عما يجول في دواخل العازف الذي يقدم قدراته وإمكاناته في التحرر مع العالم، الجاز نادراً ما يُكتب، وأنا أقرأه وأكتبه بطريقتي اللونية.

النجاح يبدأ من العدم
أجابتنا الكاتبة سلمى الحفيتي مديرة مقهى الفجيرة الثقافي: عمري 33 سنة، بدأت مشواري مع القراءة منذ كان عمري 20 سنة، وأقرأ كتاباً كل أسبوع، أي أنني قرأت نحو 1700 كتاب، وأنوع في اختياراتي، لكنني أفضل الأدبيات والفلسفة والروايات، لا أقرأ لأناقش، لكن القراءة تترك انطباعاتها في النظر من زوايا أخرى للإنسان والتعايش مع الآخر.

وتابعت: عندما يقرأ الإنسان يضيف لحياته حيوات أخرى، يتعرف من خلالها إلى حياة الفقراء، والأرامل، والأيتام. القراءة تمدنا بحالات مختلفة، وهذا ينعكس على تفهمنا لأنفسنا والآخرين.

وأضافت: أكثر الكتب تأثيراً عليّ هي كتب السير الذاتية، مثل سيرة خلف الحبتور التي علمتني الإرادة والإصرار والتقدم والتحدي، وأن النجاح يبدأ من العدم.

وبالنسبة للموسيقى قالت: أستمع للموسيقى القديمة لا سيما (شوبان)، وأقرأها مع مشاعري وتأملاتي.

عمري 40 لوحة
فاجأنا التشكيلي محمد جاسم بإجابته: عمري القرائي صفر، لأنني سمعي أكثر من كوني قارئاً، وأوضح: أرسم البورتريهات على إيقاع الموسيقى، مثلاً رسمت لوحة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأنا أستمع لأقواله وللأغاني الوطنية، رسمت لوحة لكل من أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، وأنا أستمع لأغانيهما، وعندما أرسم، غالباً ما أستمع إلى القرآن الكريم.

وأكد أن عمره القرائي والفني يقدر بأربعين لوحة رسمها خلال 3 سنوات، وهو يرسم بالمسمار، أمّا أكثر نص قرأه وأثّر فيه فهو لوحة الشيخ زايد التي رسمها لأنه الشخصية التي غيرت في الإماراتيين والعالم الكثير.

حياة غير حياتي
وأخبرتنا الكاتبة مريم الشحي أن عمرها 38 سنة، بينما عمرها القرائي الحقيقي 15 سنة، وهي تحدد قراءاتها بالصفحات، موضحة: أقرأ 23 صفحة يومياً، والقراءة هدف يومي، رغم أني لست ملتزمة تماماً، بسبب الانشغال وظروف الحياة.

وأضافت: أعشق الروايات وأجد بها فنَّ الحكي وإيصال المعلومة، والاطلاع على حيوات الآخرين، من خلال الاطلاع على التفاصيل، لأنني أريد أن أعيش حياة غير حياتي أيضاً.

وذكرت أن أكثر رواية تأثرت بها هي أول رواية قرأتها هي «فسيفساء دمشقية» للروائية غادة السمان، ورأت أن الفن التشكيلي جانب آخر جميل من القراءة، مضيفة: مطلعة على أغلب المدارس والمذاهب التشكيلية، وقراءة اللوحة تتضمن التغذية البصرية كلغة، وتجعلنا نمر على الجمال مرورا، وهذا جزء من الجمال في أي عمل فني ثقافي، بينما أجد الأجمل في قراءة الرواية لأنها قراءة في مجمل التفاصيل.

وأضافت: أتأثر بما أقرأه نفسياً وعقلياً وفكرياً، لأن القراءة هي فضاء الإنسان الباحث عن الوعي، واللاوعي، عن الواقع والافتراض.

وعن قراءتها السمعية الموسيقية، قالت: مستمعة جيدة للموسيقى، والكتابة عالمي المحرر من الطقوس المعتادة للكتابة، لأن الإلهام هو طقسي الوحيد الدائم.

قد يهمك أيضا:

"التعليم الفلسطينية" تُطلق اسم بطلة تحدي القراءة وأفضل معلمة على مدرستين

فلسطين تتوّج المعايطة بطلاً لتحدّي القراءة العربي

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القراءة الطريق إلى الارتقاء الروحي والنور المعرفي القراءة الطريق إلى الارتقاء الروحي والنور المعرفي



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

مسقط - عمان اليوم

GMT 10:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 عمان اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 11:18 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً
 عمان اليوم - أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 16:15 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 20:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن

GMT 09:26 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج العقرب

GMT 20:13 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab