دمشق - العرب اليوم
صدر عن دار الهالة للنشر والتوزيع، رواية للكاتب السوري د.فادي أوطه باشي، بعنوان "الآتون من السماء"، وتتحدث عن صراع الخير مع الشر، بالإضافة إلى تضمينها بجزء أو وقفات فلسفية تم شرحها ببساطة مُفرطة، يتداخل فيها العلم والدين والفلسفة والعاطفة والغموض والتشويق وحتى عنصر الفكاهة تراه بين صفحة وأُخرى، تلك الفكاهة التي تخرج من عمق الكارثة، على مبدأ "شر البليّة ما يُضحك".
صمم غلاف الرواية الفنان ماهر مزوّق، ومراجعة أدبية للكاتب حسان خرفان.
ويبحر باشي خلال فصول روايته في متعة التاريخ وتشويقه، وبعض من الفلسفة والحب، وذروة الجمال، متنقلًا بين الحاضر والماضي.. بين الشرق والغرب.. بين حقائق وأكاذيب نسبت إلى السماء، وقصص واقعية تصّور معاناة الإنسانية، وهي تبحث عن أمل مشروع في حياة آمنة تخلو من العنف بين أبنائها والدمار، ويملؤها السلام والمحبة.. فكم هي جميلة إذن هذه الأرض.
اقرأ أيضا:
نور الدين السافي يتحدث عن ارتباط الشعر بـ"الحكمة الإنتاجية"
ويتميز باشي في الرواية بالدقّة في وصف الأحداث وأحوالها وصفاتها، بطريقة سردية فريدة من نوعها، يخاطب بها كل العقول، وبشرح سلس ومُبسّط وعميق في آنٍ واحد. تتابع بعدها فصول الرواية حول الكينونة الشخصية للإنسان الساعية والباحثة عن السلام، وقصص بحتة عن الحب والحياة بشكل عام، في إطار فلسفي دافئ ومُغذّي للنفس والفكر والقلب.
وتأخذنا فصول هذه الرواية، حيث قراءة التاريخ من جديد، ومن ثمّ تنتقل من السرد المادّي إلى محاكاة النفس والسفر الممتع بين عصورومدن على جناح جُملة جُملة دون ملل أو ضجر بسلاسة الأحداث المسرودة المترابطة، مُترابطة بحيث إنك تشعر بأنك أحد أبطالها، أو أنك شاهد على مجرياتها كأنك بينهم.
تدور أحداث الرواية حول شاب يدعى "أحمد عيسى" مضى هاربا من العنف والقتال في بلده باحثًا عن حياة آمنة، واضطر لسلوك طرق الموت للنجاة بروحه، لتبدأ رحلته من تركيا وهو يحمل معه أمانة ورسالة من الأب "باولو داليوليو" داعية السلام وراعي دير "مار موسى الحبشي" الذي اجتمع معه لساعة من الزمن كانت هي الأخيرة التي يراه فيها "أحمد" بعد أن اختطفا معا من قبل مجموعة متطرفة ترمي بهما في غياهب سجون مظلمة إلى أن يتمكن "أحمد" من الهرب بعد أكثر من ثلاث سنوات في الأسر، ويصل إلى باريس لاجئا.
يتخلل الرواية الكثير من التشويق عبر الأحداث المثيرة والحقائق الغريبة التي تظهر مدى التداخل الحضاري الكبير بين الشرق و الغرب، ومن بين هذه الحقائق والمعلومات حقائق ووقائع تكتب لأول مرة وتظهر للعلن بين فصول تلك الرواية و التي ستستمر عبر أجزاء قادمة مستقلة متكاملة كما هي رحلة البحث عن السلام رحلة مستمرة لا تنتهي.
قد يهمك أيضـا:
رئيسة شركة "موزيلا" تُؤكّد على معاناة التكنولوجيا لانتقاصها العلوم الإنسانية
طلاب كلية الدراسات الشرقية الأفريقية يرفضون الفلسفة الغربية
أرسل تعليقك