بغداد – نجلاء الطائي
أنجزت الهيئة العامة للآثار والتراث أعمال المسح التراثي لمدينة الموصل بالتعاون مع المكتب الرقمي للاستشارات الهندسية، تزامنا مع تحرير الساحل الأيسر من مدينة نينوى، وقال وكيل الوزارة لشؤون السياحة والآثار قيس حسين رشيد أن دائرة التراث العامة والمكتب الرقمي للاستشارات الهندسية قاما بجهد كبير في هذه الحملة التي اطلقناها منذ مدة لغرض مسح وتوثيق 132 مبنى تراثي متميز ومعلن عن تراثيته وهذه المباني تشمل بيوت ومساجد وكنائس ومدارس وتكايا وحمامات ومراقد.
واضاف أن أعمال التوثيق التي قمنا بها شملت تسقيط الإحداثيات الجغرافية وتأثيرها على الخرائط مع رسم المخططات والمقاطع والواجهات وأهم العناصر المعمارية والزخرفية لها مع التصوير الحديث وعمل الاستثمارات الخاصة بذلك وهذا العمل جزء من مشروع كبير معني بالمسح السياحي والأثري والتراثي في العراق، إلا أن فرحتنا بهذا المنجز كونه يوثق تراث مدينة الموصل التي عانت من تجاوزات وانتهاكات تنظيم "داعش".
ويبلغ عدد المواقع الأثرية في العراق أكثر من 12 ألف موقع، تضم آثارا تعود إلى حقب زمنية مختلفة، وهذه المواقع لا تجد الحماية الكافية حيث لا يتوفر لهذه المواقع سوى 4000 حارس غير مدربين وغير مجهزين بالقدر الكافي لإتمام عملية الحراسة على الوجه الأكمل، الأمر الذي جعل العديد من هذه الأماكن عرضة للسرقة حتى يومنا هذا. ويعتبر الملك أورنَمو من أشهر الملوك الذين تعاقبوا على المدينة، وفي عهده بنيت المعابد والزقورات الموجودة حاليا. وقد عرفت اكتشافات كبيرة بين سنتي 1922 و1934 بخاصة جنب مباني الزقورات حيث اكتشف العديد من المقابر الملكية. ويوجد الكثير من الآثار التي اكتشفت في أور في متاحف بريطانيا وفرنسا.
وتقع نمرود على بعد 34 كلم جنوب الموصل ونمرود هي الاسم الحالي للمدينة الآشورية القديمة كالح. وبدأ التنقيب فيها في الفترة 1845–1851 وأسفر عام 1980 عن العثور على ثلاث مقابر ملكية تحوي كنوزا مختلفة. وكانت نمرود عاصمة ثانية للآشوريين، واشتهرت زمن الملك الآشوري شلمنصر الأول في القرن الثالث عشر قبل الميلاد. ويوجد بها مجسمات الثيران المجنحة إضافة إلى بقايا قصر آشور ناصربال الثاني، والقطع العاجية كتلك المشكلة على هيئة وحدات نسائية. وقد اكتشفت مجموعة كبيرة سنة 1988 فاقت 600 قطعة ذهبية وأحجار، وأطلق عليها كنز نمرود. واختفت لفترة من الزمن ثم عثر عليها مخبأة في سرداب سنة 2003. وتوجد الكثير من آثار هذه المدينة في متاحف بريطانية.
أرسل تعليقك