متحف عُمان عبر الزمان رحلة تستكشف 800 مليون سنة من الزمن العماني
آخر تحديث GMT14:43:40
 عمان اليوم -

متحف عُمان عبر الزمان" رحلة تستكشف 800 مليون سنة من الزمن العماني

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - متحف عُمان عبر الزمان" رحلة تستكشف 800 مليون سنة من الزمن العماني

متحف
مسقط -عمان اليوم

لا يمكن أن تخرج من تجربة زيارة متحف "عُمان عبر الزمان" بنفس الوعي الذي دخلت به.. إنه متحف ساحر، يعيد صناعة وعيك بعُمان، وبأرضها، وبتاريخها، وبإنسانها وبحضارتها، وبمستقبلها الواعد؛ فتزداد إعجابا بها، وفخرا بتاريخها الطويل الذي صنعه الإنسان ونحته عبر عشرات الآلاف من السنين الصعبة. لكن في الوقت نفسه تزداد أسئلتك، ويزداد تطلعك لمعرفة المزيد عن هذه البلاد العظيمة وأنت تخطو إلى خارج المتحف بوعي مختلف.

أمّا أنا فقد حاصرتني الأسئلة منذ العتبات الأولى وأنا أزور المتحف قبيل افتتاحه بأيام لتحضير محتوى صحفي عنه، وكل سؤال ولّد سؤالا آخر أكبر منه.. وأول سؤال تبادر إلى ذهني وأنا أرى عظم حجم المتحف وبهائه: هل يمكن اختزال حضارة عظيمة ممتدة في الزمن في متحف مهما كان ضخما وواسعا؟ وهذا سؤال، في ظني، يصدق على كل المتاحف التي تقام في دول لها تاريخ طويل، ولها دور كبير في ذلك التاريخ، وتستطيع أن تملأه بكنوزها التاريخية، وتؤثثه بسردها الآسر لقصة حضارتها العظيمة.. والزمن العماني من الأزمنة الطويلة جدا، ودور إنسانه في البناء الحضاري لا يمكن تجاوزه أبدا، وقصته الحضارية قادرة على تأثيث عشرات المتاحف دون أن يصمت الراوي أبدا.

لكنها 800 مليون سنة!

هكذا كنت أحدث نفسي وقد تجاوزت العتبات الأولى من المتحف إلى العمق، وحيث لكل سرد أثر، ولكل خبر دليل، وحيث تتناغم حكايات التاريخ بأدوات العصر الحديث ولغته الرقمية. وحيث تكمن الكثير من تفاصيل حضارة عُمان وأرضها وتاريخها.

الشكل الخارجي ورمزيته

يبدو المتحف من الخارج امتدادا طبيعيا لما حوله، إنه أقرب شبها بسلسلة جبال الحجر الضخمة والمائلة.. أو كأنه نحت في الجبال التي تحيط به، فرغم ضخامته في المكان الذي أقيم فيه لا يصدمك وجوده أبدا؛ إنه متناغم مع محيطه، ومع عموم البيئة العمانية ومتماه فيها. لكن هذا ليس كل شيء فيما يتعلق بالشكل الخارجي للمتحف، فتماهيه مع سلسلة جبال الحجر يقول الكثير، ويرمز إلى الكثير لمن أراد التأمل والبحث عن الدلالات. ومما يمكن قراءته من تلك الرمزية أن تاريخ عُمان الذي يحويه المتحف شامخ كشموخ الجبال، وصلد لا يمكن تفتيته أو تجزئته، ومحمي كما تَحْمِي الجبال القوية كنوزها.

ويحاكي الشكل الخارجي للمتحف، أيضا، التاريخ العماني حينما استخدم فيه النحاس وهو أحد رموز الأرض العمانية وخيراتها، حيث كانت عُمان تصدّر النحاس إلى الكثير من الحضارات المجاورة لها.. وما زالت بقايا مصاهر النحاس منتشرة في الكثير من الولايات العمانية.

قبل أن تدخل أولى قاعات العرض المتحفي لا بد أن تمر على جدار "حجر الأساس" الذي وضعه السلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه، في يوليو من عام 2015 ، وهذه وقفة مهمة لأي زائر حيث كانت البداية الفعلية للمتحف عند تلك اللحظة التي يتذكرها العمانيون جيدا حينما ظهر السلطان قابوس بعد غياب طويل بسبب المرض ليضع حجر الأساس لمتحف يحكي "تاريخ عمان عبر الزمان".

قاعة التاريخ

أول قاعة على الزائر أن يعبرها في رحلته داخل المتحف هي "قاعة التاريخ". ويضم المتحف قاعتان، تحوي القاعة الأولى 9 أجنحة، فيما تحوي القاعة الثانية وهي "قاعة عصر النهضة" 12 جناحا، وكل جناح من أجنحة القاعتين هو بمثابة قاعة ضخمة ثرية بالعرض المتحفي، وتحاول اختزال الكثير من الحقب الزمنية من تاريخ عمان وأرضها وإنسانها.

وأول جناح في "قاعة التاريخ" هو جناح "أرض عمان"، وهو جيولوجي بحت، لكنه مثير جدا ويحكي لك قصة تشكل أرض عمان منذ 800 مليون سنة حينما كانت مغطاة بالجليد، وهذه المعلومة لا يقدمها المتحف دون دليل آثاري، حيث يقدم المتحف حجارة آثارية يعود تاريخها لتلك الحقبة، ويعرض حجارة توضح طبقات البكتيريا التي تعود، أيضا، لتلك المرحلة من الزمن السحيق. ويوضح المتحف كيف كانت أرض عُمان بالقرب من القطب المتجمد الجنوبي، ومرحلة انتعاش الحياة البرية قبل 500 مليون سنة من الآن، وأرض عُمان عندما كانت تغمرها المياه قبل 70 مليون سنة ومرحلة تشكل جبال عمان الشمالية قبل 80 مليون سنة، وأرض عمان عندما كانت تجوبها الديناصورات قبل 70 مليون سنة. كل ذلك عبر سرد متحفي مثير جدا، يجذب الزائر ويجعله منهمكا في بناء تصوراته التاريخية والتحولات التي طرأت على هذا الكوكب الصغير.

لا يترك المتحف أسئلتك دون إجابة. فهو يجيب على سؤال كيف كانت عمان بالقرب من القطب الجنوبي؟

يخبرنا المتحف أن الصفائح الجليدية دفعت أكواما من الحصى مسافة آلاف الكيلومترات باتجاه عمان، وإلى أن استقرت على أرضها، وترسبت قبل حوالي 300 مليون سنة، وما زال آثار تلك الرحلة من الأخاديد والشقوق واضحة على أسطح الصخور حتى اليوم، ما يعكس القوة الهائلة التي تسببت في ذلك. كانت هذه مرحلة ما قبل الحياة البشرية على الأرض، كانت أرض عُمان حاضرة هناك إذا! عاشت كل تلك المخاضات التي مرت بها الأرض حتى تشكلت واحة تصلح لاستقرار الجنس البشري.

لقد أسهمت الحرارة والضغط والتعرية وغيرها من العمليات الجيولوجية في تشكيل تضاريس عُمان، حيث "أدى الضغط المستمر الذي أحدثته حركة الصفائح التكتونية إلى بروز أجزاء كبيرة من القشرة المحيطة، مشكلة بذلك جبالا من صخور الأفيولايت الداكنة، كما برز من قاع المحيط طبقات من الأحجار الجيرية شكلت على سطح الأرض جبالا تختزن قممها حفريات بحرية. كما نحتت عوامل التعرية مثل الأمطار وجريان الأنهار الجليدية الأخاديد والأغوار والوديان، ولعبت الرياح دورا كبيرا في تشكيل الكثبان الرملية في الصحاري" وفق ما تقول شروحات المتحف.

وعبر تقنية الواقع المعزز يستطيع الزائر أن يعيش المرحلة بكل تجلياتها.. وما يعزز الواقع "السحيق" أن ديكور هذا الجناح صمم على هيئة تشكل جيولوجي من رأس الحد وصمم باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد، ولذلك لا تشك للحظة أن هذا التشكل الجيولوجي ليس حقيقيا، أو أنك لست في تلك الرحلة الزمنية البعيدة.

المستوطنون الأوائل

تقودك سردية الزمن إلى جناح المستوطنين الأوائل لعُمان.. الزمن يشير إلى العصر الحجري القديم، أمّا المكان فمستوطنة رأس الحمراء. وكل شيء في هذا الجناح سيوحي لك أنك هناك، زمانا ومكانا، وسترى كيف كان المستوطنون الأوائل يعيشون، كيف كانت بيوتهم، وكيف كانوا يطبخون ويأكلون، ليس فقط عبر الفيلم الذي تشاهده على الشاشات العملاقة وإنما عبر كل التفاصيل، تفاصيل الحياة وتفاصيل الموت. وتعمل وسائل العرض المتحفي في هذا الجناح على خلق بيئات افتراضية متعددة الأبعاد حتى يستطيع الزائر الشعور بأنه يعيش الواقع كما هو.. كما يضم مجموعة من الشواهد المادية.

قد يهمك أيضاً

السُّلطان العماني يفتتح رسمًيا متحف ’عمان عبر الزمان’

 

المتحف الوطني و"سميثسونيان" الأمريكية يبرمان تعاونا للارتقاء بالثقافة المتحفية في السلطنة

تعبر الجناح إلى جناح آخر وآخر، ومع كل جناح تقف وتتأمل عظمة التاريخ العماني، وعظمة ما صنعه الإنسان وأبدعه عبر الزمن العماني.. ستجد هنا الكثير من نماذج "الفن الصخري العماني" وهي نماذج تتحدث عن مرحلتها التاريخية عبر الرسوم والكتابات التي تحكي قصة حقبة تاريخية. وتحمل تلك الرسوم دلالات دينية واجتماعية استطاع العلماء فك رموزها عبر التاريخ.

ومن العصر الحجري إلى العصر البرونزي حيث حضارة مجان التي اشتهرت بصهر النحاس وتصديره إلى مختلف دول العالم، الأمر الذي جعل عُمان ترتبط بالكثير من الحضارات القريبة والبعيدة وتبدأ عملية التأثير والتأثر.

وفي هذا الجناح يعرض المتحف مجسما لقارب مجان يعود إلى 4000 آلاف سنة عثر عليه في العراق، كما يعرض أدلة مادية على حضارة مجان مثل الأختام النحاسية ونماذج مصغرة لقارب مجان. وأعاد المتحف بناء قارب مجان بنفس الطريقة التي كان عليه في العصر البرونزي، وهذه المرة الأولى التي يعاد فيها بناء هذا القارب التاريخي.

كما يعرض المتحف نموذجا ضخما لأحد مدافن العصر البرونزي كما وجدت في منطقة "بات" بمحافظة الظاهرة وهي ليست مجرد مدافن عادية لكن عبرها يمكن قراءة الفكر الديني الذي كان يعتنقه إنسان تلك المرحلة عبر طقوس الدفن وكذلك الأدوات التي توضع عند الميت وفي مدفنه، وحتى طريقة بناء المدافن لا تخلو من حضور المعتقدات الدينية.

وفي جناح التاريخ البحري العماني ترى سفن عُمان في عهد اليعاربة وهي تمخر عباب المحيط الهندي تفتح المدن وتفك حصار الاستعمار عنها وتنشر الإسلام. وعبر تقنية الظلال تستطيع أن ترى تفاصيل الحياة اليومية وأنت تشعر بالإبهار.

ويتحدث المتحف في سرده عن أقدم دليل أثري يرد فيه اسم "عُمان" والذي يعود إلى منطقة "مليحة" وهو عبارة عن شاهد قبر لملك عمان يعود إلى حوالي 222 سنة قبل الميلاد أي قبل 2245 سنة من الآن.

كل جناح يأخذك في المتحف إلى جناح آخر، ما يجعلك تشعر أنك في رحلة حقيقية عبر الزمن، وتشاهد خلال كل حقبة زمنية منجزات إنسانها، والأدوات التي كان يستخدمها وأثره الباقي إلى اليوم على الأرض أو المحفور على الصخور الصلدة.

النهضة الفكرية

وتوصلك العصور القديمة إلى مرحلة جديدة في تاريخ عمان وهي مرحلة الإسلام، وفي جناح الإسلام تشاهد ثراء النهضة الفكرية في عُمان وبروز علوم مثل علم الفقه واللغة والأدب والفلك والطب والكيمياء والهندسة وغيرها من العلوم التي برع فيها العمانيون، كما تلاحظ نشاط الحركة التجارية والتي كان يصاحبها بالضرورة نشر الإسلام، حيث وصل العمانيون إلى الصين، ويعرض المتحف الأدلة الملموسة عن تلك النهضة العلمية والحركة التجارية.

ويعرض المتحف عبر شاشاته التفاعلية مجسمات لمدينة بهلا ومدينة صحار، والبلد، كما يعرض بعض المصاحف التي تعود إلى عدة قرون خلت مثل مصحف ابن بشير بقراءاته العشرة الموجودة في حواشيه، وهو مصحف شهير في عُمان. ومجسم لمسجد سعال بولاية نزوى.. وصمم هذا الجناح ليشعرك بروحانيات الإسلام، حيث يتسلل صوت الأذان من كل مكان في هذا الجناح دون أن تستطيع تحديد مصدره.

وفي جناح دولة اليعاربة يستطيع الزائر التعرف على الأفلاج التي ازدهرت في عصرهم وأزهرت معها الزراعة. ولم تظهر الأفلاج وحدها ولكن ظهرت معها ثقافتها حيث وجدت معها الكثير من الأساطير، وظهرت أدبيات خاصة بالأفلاج. وفي عصر اليعاربة زادت قوة عُمان البحرية، وازدهرت العمارة والنهضة العلمية.

ويعرض المتحف فيلما عن دولة اليعاربة على شاشة دائرية كبيرة بعرض 360 درجة. وهنا يجد الزائر مجسمات لمدافع الدولة في تلك المرحلة، وهناك إلى اليمين دواة الإمام المهنا بن سلطان، وفي أقصى اليسار مجسم لحصن الحزم.. إنها حقبة عظيمة من تاريخ عُمان يعرضها المتحف بما تستحق.

دولة البوسعيد

ومن جناح اليعاربة إلى جناح البوسعيديين الذي يحكي جانبا مهما من تاريخ عُمان المشرق.. ويستعرض الجناح أربع مراحل رئيسية في دولة البوسعيد وهي: فترة تأسيس الدولة، وفترة الإمبراطورية العُمانية، وفترة انقسام الحكم بين مسقط وزنجبار، وفترة الطريق للنهضة، مع تسليط الضوء على مظاهر الحياة اليومية والإنجازات التي تحققت في شتى ميادين الحياة خلال فترة حكم الأئمة والسلاطين من أسرة البوسعيد.. ويتميز هذا الجناح بجدارية ضخمة سميت "جدار التعبير الفكري".. وفي هذا الجناح ستجد رسالة السلطان قابوس، طيب الله ثراه، إلى الأستاذ حفيظ الغساني، ورسالة أخرى من السلطان سعيد بن تيمور، طيب الله ثراه، إلى الغساني، أيضا، يشكره على عنايته بتدريس السلطان قابوس، كما تجد سيف السلطان برغش، وصينية فضية منقوش عليها بشكل بديع قصور سلاطين عُمان في زنجبار. كما تجد شهادة الأستاذة سعاد اللمكية أول قاضية عمانية. وفي إشارة لا تخلو من الرمزية وضع باب خشب عماني يقابله باب خشب عماني من زنجبار وكأنك تخرج من هذا الباب لتدخل الآخر فيما الدولة نفس الدولة والنهضة نفس النهضة.

وفي هذا الجناح تجد "السلطنة" و"الإمامة"، تجد جواز السفر العماني، وجواز السفر الذي كانت تصدره "إمامة عمان"، وتجد السلطان سعيد بن تيمور يهدي الإمام محمد بن عبدالله الخليلي كتاب "الإسلام الصحيح" لمحمد إسعاف النشاشيبي، ويكتب له إهداء جميلا على الكتاب، كما تجد تفاصيلا عن تصدير أول شحنة من البترول، وأخرى عن حرب الجبل الأخضر، وحرب ظفار، وفي ركن آخر مجموعة من الطوابع التي صدرت في عهد السلطان سعيد بن تيمور.

قاعة عصر النهضة

يقودك السرد المتحفي إلى منعطف مهم في المتحف، أو لنقل في رحلتك عبر "الزمن العماني" إلى باب ضخم، وكل المعطيات حوله تشير إلى أنه باب يفصل بين مرحلتين مختلفتين.. إنه باب قصر الحصن بصلالة.. وتسأل نفسك: لماذا جاء هذا الباب إلى هنا؟ لهذا الباب رمزية كبيرة جدا في التاريخ العماني الحديث؛ إنه الباب الذي عبرت منه عمان من عصر إلى عصر، ومن حال إلى حال، حيث خرج السلطان الراحل قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه، من هذا الباب حاملا أفكار عصر النهضة العمانية.

تم تصميم مدخل هذه القاعة على شكل فضاء مفتوح، تتوسطه عدد من الأعمدة المهيبة التي تشكل فضاءً تفاعليًّا لمنظومة العرض الصوتي والمرئي فائقة الدقة.. وتتيح هذه الأعمدة التفاعلية صورة بانورامية للقاعة/ الحقبة الزمنية، وهنا ستكون في ذروة الدهشة وفي ذروة رحلتك المتحفية، وخلف هذا الباب وإلى جوار هذه الأعمدة الشامخة ستشاهد تفاصيل التطور، والازدهار، والنماء في سلطنة عُمان، وما شهدته من تحول اجتماعي واقتصادي وصناعي وسياسي ملحوظ، جنبًا إلى جنب مع المحافظة على مكنونات هويتها الأصيلة وتقاليدها الثقافية العريقة.

وتحتوي القاعة على وسائل متحفية رقمية تفاعلية تستعرض خطابات جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، وخطابات السلطان الراحل قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه. وستكون أمامك المرتكزات التي قامت عليها نهضة عُمان الحديثة مثل التعليم، والصحية، والبنية الأساسية، والعلاقات الخارجية، والسياحة، والاقتصاد، وغيرها من المواضيع.

كل شيء في هذه القاعة يحمل دلالة رمزية، الأعمدة العالية، الشاشات الضخمة، البيان الأول للسلطان قابوس، أول فيلم وثائقي أعده التلفزيون عن تلك المرحلة.. ثمة 7 أعمدة ضخمة تمثل مبادئ عهد النهضة، ولا يخفي الرقم 7 رمزيته هنا أيضا.

تجد في أجنحة هذه القاعة من المتحف جواز السلطان قابوس الدبلوماسي، وجوازه العادي الأحمر، وبطاقته الشخصية ورخصة قيادته، ونسخة طبق الأصل من وصيته التي عهد فيها بالحكم لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، كما تشاهد السيارات التي استخدمها في جولاته في المحافظات. وبمناسبة الحديث عن السيارات فإن المتحف يعرض السيارة التي قادها السلطان قابوس في اليوم الذي وضع فيه حجر الأساس للمتحف، والسيارة التي أقلته إلى ميدان آخر استعراض عسكري حضره في عام 2019 وهي نفس السيارة التي أقلت حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، بعد أن تسنم عرش عمان يوم 11 يناير 2020.

وفي أجنحة عصر النهضة يستطيع الزائر التعرف على النهضة العمانية في مختلف المجالات الصحية والتعليمية والإعلامية.. يجد الزائر العدد الأول من جريدة عمان إلى جوار العدد الأول من جريدة الوطن، ويجد تاريخ تلفزيون سلطنة عمان وإذاعة سلطنة عمان ويلاحظ الانتقال من العصر التقليدية للإعلام إلى العصر الحديث عبر تقنيات تعزيز الواقع. وهذه القاعة لا تخلو من الإبهار سواء عبر ما تعرضه أو عبر التقنيات المستخدمة فيها.

جناح يصنع الإلهام

آخر أجنحة قاعة عصر النهضة هو جناح الإلهام، الجناح الذي يفتح أمام الزائر آفاق المستقبل، تعبره وأنت على يقين أنك ذاهب باتجاه مستقبل مفتوح تستطيع أن تكون أحد الملهمين فيه.. تعبر هذا الجناح إلى رواق ضخم جدا وتسمع صوت جلالة السلطان المعظم وهو يتلو البيان الأول في الحادي عشر من يناير 2020.

يستخدم المتحف أحدث التقنيات المتطورة في السرد المتحفي المرئي والمسموع، وأقد أعدت عشرات الأفلام الخاصة بالمتحف والتي تجسد تاريخ عُمان عبر الزمان.

أغادر المتحف بعد رحلة مثيرة في الزمن العماني، ورغم كل ما شاهدت من إبهار وعظمة في داخل المتحف إلا أن السؤال الأول ما زال يحاصرني: هل يستطيع المتحف حتى لو كان في حجم "متحف عمان عبر الزمان" أن يختزل تاريخ عمان عبر 800 مليون سنة! حاول المتحف كثيرا، ونجح كثيرا، ولكن تاريخ عُمان ما زال أكبر من كل ذلك. ورغم اشتغال المتحف على الدلالات الرمزية في الكثير من الزوايا والأجنحة وقد ولدت تلك الرمزيات الكثير من الدلالات، إلا أن عُمان ما زالت مليئة بالتاريخ وتختزل الكثير من الرمزيات التي تستطيع قول الكثير والكثير عبر المستقبل الطويل الآتي.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متحف عُمان عبر الزمان رحلة تستكشف 800 مليون سنة من الزمن العماني متحف عُمان عبر الزمان رحلة تستكشف 800 مليون سنة من الزمن العماني



إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

مسقط - عمان اليوم

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 19:16 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لتنظيم غُرفة النوم بطريقة تخلق أجواء هادئة ومريحة
 عمان اليوم - أفكار لتنظيم غُرفة النوم بطريقة تخلق أجواء هادئة ومريحة

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab