نظّم نادي السينما في مركز غزة للثقافة والفنون عرضًا سينمائيا،السبت، تضمن ثلاث أفلام وثائقية قصيرة جاءت بعنوان " إن قلت آه وإن قلت لا” من إخراج ليالي كيلاني ،و"علينا يا مندلينا"،إخراج إسراء ذياب،و"لقاء" من إخراج أميمة الحموري ، بحضور عدد من المثقفين والنشطاء الشباب والمهتمين بالعمل السينمائي، وذلك داخل قاعة الاتحاد العام للمراكز الثقافية، ضمن فعاليات مشروع " يلا نشوف فيلم " والذي تنفّذه مؤسسة شاشات سينما المرأة، بالشراكة مع "جمعية الخريجات الجامعيات" ومؤسسة “عباد الشمس لحماية الإنسان والبيئة" و بدعم رئيسي من الاتحاد الأوروبي ودعمًا مساندًا من” CFD “السويسرية ومُمثلية جمهورية بولندا في فلسطين.
و افتتح ميسر الورشة محمد أبو كويك اللقاء بتقديم تعريف عن المشروع والنشاط وأهمية العلاقة مع مؤسسة شاشات سينما المرأة وتقديم برُموشن عن المشروع.
وتناول الفيلم الأوّل للمخرجة ليالي كيلاني, "إن قلت آه وإن قلت لا", مدته 3 دقائق قصة فتاة تحلم بمشروع وتسعى لتحقيقه بكل ما فيها من عفوية وحب وجمال ورشاقة، تحلم بالفن ترقص في خيالها الممتد فوق موسيقى الغرف المغلقة وترقص فعليا وبتحد وقوة، حيث وجه الفيلم رسالة مفادها أهمية دعم الأهل لأبنائهم في تحقيق أحلامهم.
و تناول الفيلم الثاني "علينا يا مندلينا",مدته 7 دقائق تجربة للمخرجة الفلسطينية إسراء ذياب قصة شباب يتباهون بكثرة العلاقات مع الفتيات. و الانفصال التام بين الجنسين والانغلاق الذي يدفع المرأة إلى صنع العقد التي تحافظ على مكانتها وتغير من النظرة السلبية عنها في أنظار المجتمع المحلي.
اقرأ ايضًا :
انطلاق الدورة الخامسة مِن "أيام فلسطين السينمائية" بمُشاركة 60 فيلمًا
و جاء الفيلم الثالث بعنوان ” لقاء ” ومدته 5 دقائق وتدور أحداثه بشأن تخيلات لفتاة خلال انتظارها لشاب في كوفي شوب كانت قد عقدت موعد للقاء من خلال إحدى وسائل التواصل الاجتماعي.
وأبدى الكاتب خالد خماش إعجابه بالفيلم الثالث من دون غيره من الأفلام المعروضة قائلًا" شاهدنا إشراف فني وحركة الكاميرا بمهنية عالية واستطاعت المخرجة أن تدخلنا في تفاصيل الموضوع والزمان والمكان وأن الأدوات المساعدة تقنيًا نجحت في خدمة فكرة ومضمون الفيلم .
وأضاف الممثل المسرحي تامر نجم أننا انتقلنا عبر الصورة ذات الجودة العالية ونجحت المخرجة في إيصال رسالتها.
و اختلفت معهم الناشطة المجتمعية ريما عبد الباري باعتبار الفيلم الأول إن قلت آه وان قلت لا" يطرح فكرة ومضمون رغم أنه واضح ان تجربة المخرجة في بداياتها، لكن فكرتها جاءت في سياق المشروع على عكس تردد الفتاه الواضح في فيلم لقاء والذي يدل على ضعف الشخصية تجاه قرار مصيري عكس جرأتها في التعامل مع العاملين في المقهى عاكسه إضراب الشخصية تجاه حياتها ومصيرها وخوفها من الفشل
وقال المخرج جمال أبو القمصان إن الأفلام الثلاثة تطرح قضية التخيل العقلي وما يتملكه من خيال لكن عند ذهاب الشباب إلى الواقع يتجهون نحو الفشل نتيجة عدم مقدرتهم على مجابهة تحديات الواقع ورغم ذلك يبقى لكل إنسان طموحه الخاص لكن الشباب يحتاج إلى الجرأة لطرح ما يختلج داخله من مشاعر تجاه الغير
وأوضح المخرج فتحي عمر أن الفيلم الأول والثاني من الناحية التكنيكية وقعا في فخ غياب الصوت وجودته وكانت مقدمتهم طويلة خالية من المضمون وعدم التركيز على الفكرة والصورة التقطت "هاي أنجل" من دون مبرر على عكس الفيلم الثالث الذي تميز بمعالجة قوية للفكرة ودقائق الفيلم المحدودة
وأوضحت الناشطة المجتمعية روزان شاهين أن يلفت انتباهها بهذه الأفلام أنها طرحت المشكلة ولم تقدم أي نوع من أنواع الحلول لكن الافلام نجحت في تعزيز قيم المواطنة واصرار الفتاة على تحقيق أهدافها، والجرأة لازمة في طريقة الحوار النقاش بين الأهالي والفتيات وإقناعهم لتحقيق الأحلام والطموحات على أرض الواقع.
وأبدى المنسق محمد أبو كويك ,إعجابه في البناء الدرامي للأفلام والأداء التمثيلي للشباب الذي برز في صور جميلة، أما على مستوى الموضوع برز الخوف الذي يواجه الإنسان في المجتمع نتيجة وجود عدم ثقة بالآخر وأن فكرة الارتباط وتكوين الأسرة مؤرقة للفتاه والشاب معًا.
يذكر أن مركز غزة للثقافة والفنون هو مؤسسة غير هادفة للربح تأسس في العام 2005، ويسعى للمحافظة على الهوية الوطنية وإثراء المشهد الثقافي والفني الفلسطيني ذو الأسس الحضارية المعاصرة.
وتعتبر ”شاشات سينما المرأة” هي مؤسسة أهلية، تركز في عملها منذ تأسيسها في 2005 على سينما المرأة، وأهميتها، وأبعادها في تصورات عن ماهية النوع الاجتماعي. كما تركز شاشات على تنمية قدرات القطاع السينمائي الفلسطيني النسوي الشاب. وتعمل على إتاحة الفرص للمرأة للتعبير عن ذاتها، ودخولها إلى عالم الإبداع السينمائي من أجل صنع القرار في مجال الثقافة. وقد حازت مؤسسة شاشات على “جائزة التميز في العمل السينمائي” من وزارة الثقافة الفلسطينية في 2010.
قد يهمك أيضًا:
افتتاح فعاليات أيام الثقافة الفلسطينية في روسيا
تقديم كتاب "مختارات من الشعر الروسي" في موسكو
أرسل تعليقك