الدراما اليمنية مهددة بالزوال و  الحرب و التضييق في الداخل  على نشاطها يجبر الفنانين على الرحيل
آخر تحديث GMT14:43:40
 عمان اليوم -

الدراما اليمنية مهددة بالزوال و الحرب و التضييق في الداخل على نشاطها يجبر الفنانين على الرحيل

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - الدراما اليمنية مهددة بالزوال و  الحرب و التضييق في الداخل  على نشاطها يجبر الفنانين على الرحيل

الدراما اليمنية
عدن- عمان اليوم

تواجه الدراما اليمنية التي لا تزال في بدايتها تحديات كبيرة هذا العام بسبب ظروف الحرب، وهروب كل القنوات الخاصة والحكومية إلى خارج اليمن للعمل، ومنع ميليشيات الحوثي الممثلين وشركات الإنتاج المحلية من التعامل مع تلك القنوات، لكن ذلك لم يكن كافياً؛ فقد كانت محل نقد لاذع من المتابعين والكتاب، واضطرت إحدى القنوات إلى وقف بث أحد البرامج بعد حملة على مواقع التواصل الاجتماعي اتهمته بالعنصرية.

وعلى نمط التجارب المتواضعة في كل البلدان التي لم تتأسس فيها أعمال درامية جادة، جاءت هذه المسلسلات بوصفها مسلسلات فكاهية، تعتمد على الحركات البهلوانية والتصنع في الكلام، ووقعت هذه المسلسلات في محظور اجتماعي شديد الحساسية، مثل احتقار مهنة تعمل بها فئات مجتمعية محلية، وتقديم شخصيات أفريقية بصورة عنصرية، والتركيز على أن تكون البطولات فيها مستندة إلى محاولة اصطناع المواقف الضاحكة بطريقة رديئة، تظهر العجز الكبير في كتابة السيناريو والإخراج المحترف... ومع هذا وجد من يدافعون عما يقدم، باعتبار أن بقاء الدراما في ظروف الحرب مهم، مهما كانت سلبياتها. وعلى مدى الأسبوعين كانت مواقع التواصل الاجتماعي ساحة لنقاشات حادة في كثير من الأحيان بين الناقدين وهم أكثرية، والمدافعين عن تلك المسلسلات، «خلف الشمس»، «ليالي الجحملية»، «كابتشينو»، إلى جانب 3 برامج جماهيرية أخرى تقدم في القنوات الثلاث.

وفي تقرير مسهب نشرته صحيفة  الشرق الأوسط و تحدثت فيه مه المعنيين في هذا القطاع قال الكاتب وضاح الجليل، إن «جوهر الدراما؛ أي دراما، هو بناء الشخصيات وتطويرها، وهذه مهمة الكاتب والمخرج. ولا يوجد أحد تحدث أو يتحدث عن المشكلة الحقيقية لما تسمى (الدراما اليمنية)».

ويضيف: «...ذلك التنافس بين الممثلين في إظهار أنفسهم مهرجين، والابتذال المبالغ فيه، والإفراط في تقديم شخصيات سطحية تتعامل مع القضايا اليومية العامة والشخصية بخفة وانتهازية وهيافة، ليس لأن الممثلين يريدون ذلك، لكنهم يجدون أنفسهم في هذا الوضع فيتعاملون معه كما جاء».

يوضح الجليل أن رأيه «ليس دفاعاً عن الممثلين؛ فهم مذنبون بالقبول بوضع كهذا، لكن الذنب الأكبر يبوء بإثمه الكُتاب والمخرجون، فهؤلاء لا يبذلون أي جهد لإنتاج عمل احترافي، ويسلقون شخصيات وأحداثاً بسرعة ومن دون عناية أو تعمق، ويخلطون بين الدراما والمسرح، وهذا يسقط بالتبعية على الشخصيات التي يؤديها الممثلون؛ فهم يقدمون غالباً أداءً مسرحياً، وحتى في ذلك؛ فهو أداء بالغ الخفة والابتذال، فهو يأخذ من الأداء المسرحي الشكل العام بل والنمطي».


أما المستشار طه الدقمي، فقد ركز سهام نقده نحو مسلسل «ليالي الجحملية» الذي يعرض على شاشة قناة «يمن شباب»، وقال إنه كان ينتظره بشغف؛ لأنه قضى جزءاً من حياته في هذه الحارة الشهيرة في مدينة تعز، لكنّه وجد أن المسلسل «يفتقد لوجود نص درامي مترابط، تتصاعد فيه الأحداث، ولم يلمس أي حبكة درامية ولا تشويقاً ولا تصويراً واقعياً لشخصيات سكان الحارة ولا محاكاة لأحداث درامية حقيقية». ويضيف الدقمي أن «هذه الحارة من أعرق الحارات اليمنية، وهي زاخرة بالقصص والحكايات والمواقف والشخصيات العظيمة والجميلة، وغنية بكل ذلك الثراء الإنساني والاجتماعي والأسري بالغ العظمة والبساطة، وما يقدم في المسلسل مجرد هلهلة وسطحية وابتذال»؛ على حد وصفه.

فيما يشخص الدكتور فارس البيل، الناقد والأكاديمي المعروف، أزمة الدراما اليمنية المقدمة هذا العام في «غياب عناصر الإبداع؛ من النص، إلى الموسيقى التصويرية... والإنتاج رديء؛ لأن الإنتاج المالي بمعنى تطور الاستوديوهات والديكور». وأشار إلى أن «مبالغ باهظة تدفع، ولكنها تذهب هدراً، كما في مسلسل (الجحملية)».

ويتفق مع هذا الرأي؛ الصحافي حمدي البكاري، الذي يعيد أساس مشكلة الدراما اليمنية، إلى «أسس بنيوية تتجلى في النص والبناء والحبكة»، ويقول: «لطالما تفتقد لذلك؛ لأنها تفقد المعالجة الفنية الملائمة، فهناك تسطيح للتناول، لأسباب تتعلق بالمقدرة الثقافية وفهم المشهد الاجتماعي. وهناك دائماً مشكلة أخرى تتعلق بمدى استيعاب النقد لهذه الدراما، وربما فهم النقد كما لو أنه تقليل من هذه الأعمال أو نيل منها، بدلاً من أنه إسهام في تطويرها».

وخلافاً لهذه القراءة، يدافع الصحافي عمر العمقي عن هذه القنوات، ويقول إن «ما صنعته قنوات (يمن شباب) و(المهرية) و(السعيدة)، من دراما هو أمر جيد وينبغي دعمه والعمل على تطويره. وما نحتاجه هو الوقوف مع صناعة الدراما عبر نقدها، بهدف تطويرها لا وقفها وحظرها وحجبها».

بينما تناولت المذيعة أماني علوان الموضوع من زاوية مختلفة، وتقول إنه «عندما كان هناك وجود للدولة، كنا ننتقد ونطالب بتحسين جوده ما يُقدم من برامج ومسلسلات، وكنا نطالب بضرورة وجود معهد فنون مسرحية حتى لا تكون الأعمال بلا معنى وهدف، وكذلك لتكون هناك دراسة أكاديمية لمن يريد أن يمتهن التمثيل والإخراج والتصوير... وغيره».

وتقول: «أما اليوم وبعد 6 سنوات حرباً، وضياع صنعاء، ونصف الشعب اليمني مشرد أو جائع أو مريض... هل يحق لنا أن ننتقد كل من يكافح ويحارب الظروف والميليشيات وفساد الحكومة وخذلان العالم أن يُقدم شيئاً»، ولكنها تتفق مع وجود سلبيات وملاحظات على تلك الأعمال، غير أنّها تشير إلى أنه «لا أحد يعلم في أي ظروف يعملون».

ويقول المنتجون إنه وبسبب قرار ميليشيات الحوثي منع شركات الإنتاج من تصوير المسلسلات في الداخل والتعامل مع القنوات الخاصة التي تبث من الخارج، اضطرت هذه الشركات إلى «نقل الممثلين لدول عربية لتصوير المشاهد هناك، بما يمثله هذا الأمر من مضاعفة في التكاليف وتأثير على الجودة»، ويشددون على أنه «في ظل الحرب ينبغي دعم استمرار الدراما مهما كانت الملاحظات عليها، لأن هذه الصناعة ربما تندثر إذا توقف الإنتاج، ولأن الممثلين والفنيين لن يجدوا مصدراً للدخل، والشركات المنتجة ستغلق أبوابها»

قد يهمك ايضًا:

صناعة الدراما التلفزيونية تجلب للبنان 500 مليون دولار على الرغم من "كورونا"

 

ثلاث مذيعات سعوديات يتنافسن في الدراما الرمضانية هذا العام

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدراما اليمنية مهددة بالزوال و  الحرب و التضييق في الداخل  على نشاطها يجبر الفنانين على الرحيل الدراما اليمنية مهددة بالزوال و  الحرب و التضييق في الداخل  على نشاطها يجبر الفنانين على الرحيل



إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

مسقط - عمان اليوم

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
 عمان اليوم - نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 14:05 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق إعلان الرياض لذكاء اصطناعي مؤثر لخير البشرية
 عمان اليوم - إطلاق إعلان الرياض لذكاء اصطناعي مؤثر لخير البشرية

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab