جدة – العرب اليوم
حدّدت وزارة الثقافة والإعلام يوم الخامس من شهر شعبان الماضي كآخر موعد للتسجيل في الجمعيات العمومية بالأندية الأدبية، استعدادًا للمرحلة المقبلة وإعلان بدء انتخابات مجالس الإدارة، ولكن رغم انتهاء فترة تسجيل الأسماء، وإقفالها بمحاضر، إلا أن بعض رؤوساء الأندية الأدبية حاولوا استغلال فترة الإجازة والإغلاق، لإضافة أسماء جديدة لضمّهم للجمعيات العمومية وحشدهم لصالحهم، وهذا يعد مخالفة لنظام الترشيح والانتخابات للأندية الأدبية.
واستقصت الأمر بطريقتها، وبحثت عن تحكّم بعض رؤساء الأندية الأدبية، وكيف نحمي أمانة الانتخابات من مثل هذه التصرّفات.
وأوضح الدكتور ظافر الشهري رئيس نادي الأحساء الأدبي: في نظري أن أي رئيس من رؤساء الأندية الأدبية الحاليين ُيقدم على استغلال أي ظرف زماني أو مكاني لحشد الأنصار لصالحه ولصالح ترشّحه لمرة ثانية هو مفلس، وأنا قلت وسأقول أنه آن الأوان لرؤساء الأندية الأدبية الحاليين أن يتركوا المكان لغيرهم، وهناك من ملأ الصحف بالنقد وحتى بالتجريح لرؤساء الأندية الحاليين، فعلينا أن نترك المكان لهم ونرى ما لديهم، وعسى أن يكون إنجازهم على مستوى صراخهم ونقدهم، ولا بد أن يدرك المثقفون أن أمانة الانتخاب وثقافة منح الأصوات تفرض علينا جميعا أن ننتخب الأفضل لإدارة العمل الأدبي والثقافي في هذه الأندية، وليس الأقرب لنا نسبًا أو فكرًا أو سلوكًا وتعصّبًا، وأي رئيس مجلس إدارة يضيف أعضاء بعد إغلاق باب التسجيل هو خائن للنادي ولزملائه في مجلس الإدارة، ولا أظن أن هناك رئيس نادٍ أدبي يحترم نفسه وموقعه والمثقفين والمجتمع يمكن أن ُيقدم على مثل هذا التصرّف إلا إذا كان هوس رئاسة النادي قد أفقده عقله.
ويضيف الروائي الأديب عمرو العامري: بصراحة لا اعتقد أن يفعل هذا أي من رؤساء الأندية، ورغم اختلافنا مع الكثيرين منهم إلا أننا لا نظن أن يصلوا إلى هذا المستوى، وعمومًا يظل الخلل في لوائح وزارة الثقافة والإعلام وفي نظرتها إلى الأندية بأن تفعل فيها ما تشاء، كما أن المشكلة أن هناك أندية يفترض أنها تقدم منتجًا لشريحة هم المثقفون، ولكن هذه الشريحة غير راضية عما قدمت وما تقدمه الأندية، وسبق وأن أرسل الكثير من المثقفين برقيات لوزير الثقافة والإعلام في ما يخص اللائحة من ملاحظات، لكن الوزارة على ما يبدو تجاهلت هذه المطالب، وبالتالي عزف الكثير من المثقفين الحقيقيين عن هذه الأندية بصفتها صرحًا لا يمثلهم ولا يهمهم من يسنم إداراتها.
ويذكر عضو الجمعية العمومية في نادي جدة الأدبي مشعل الحارثي: إن آلية انتخابات الأندية الأدبية مازال يكتنفها الكثير من الغموض وعدم الوضوح وفي ظل صمت مطبق تمامًا من وزارة الثقافة والإعلام لإيضاح الكثير مما يدور من لغط وجدل حول لائحة الأندية الأدبية منذ إعلانها في المرة الأولى، وتأكيدًا لمثل هذا الغموض على سبيل المثال منذ إعلان فتح باب الترشيح لعضوية الأندية الأدبية موخرًا لاحظنا أن بعض الأندية أغلقت أبواب الترشيح في مواعيدها المحددة والبعض الآخر مدّد فترة الترشيح لعدم تقدّم العدد الكافي.
أرسل تعليقك