أحلى بالعربي جسر التواصل مع اللبنانيين المهاجرين ولغتهم الأم
آخر تحديث GMT08:59:36
 عمان اليوم -

"أحلى بالعربي" جسر التواصل مع اللبنانيين المهاجرين ولغتهم الأم

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - "أحلى بالعربي" جسر التواصل مع اللبنانيين المهاجرين ولغتهم الأم

الخط العربي
بيروت ـ ميشال صوايا

تسجل فكرة العودة إلى الجذور انتشاراً ملحوظاً بين المغتربين اللبنانيين في مختلف المجالات، فمن الأطباق والأكلات إلى التقاليد والعادات اللبنانية، فهم في حالة بحث دائم عن كل ما يذكّرهم بجذورهم في بلاد الأرز. وتلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً بارزاً في هذا الموضوع، فصفحات الـ«إنستغرام» والـ«فيسبوك» تزخر بمعلومات وافرة عن تلك الموضوعات.

أما أحدث ظاهرة منتشرة في هذا الإطار، فهي تعلّم اللغة الأم افتراضياً من قِبل أشخاص من أصول لبنانية.
تانيا غنطوس أخذت على عاتقها تأمين هذا التواصل بين لبنان وأبنائه «أونلاين». فقررت التوقف عن ممارسة عملها كأستاذة في مدرسة الليسيه الفرنسية في لبنان، وتوجهت إلى مجال تعليمي آخر يوطد العلاقة بين لبنانيين مهاجرين ولغتهم الأم، فتحولت فكرتها جسر تواصل بينهم وبين وطنهم.
ومن خلال صفحتها على «إنستغرام» «أحلى بالعربي» بدأت مشوارها منذ فترة انتشار الجائحة. لفتت انتباه لبنانيين مغتربين، لم يسبق أن تحدثوا بلغتهم الأم ولكنهم يحنون إليها بسبب أجدادهم وأهلهم. وحثت بالتالي شريحة لا يستهان بها منهم للعودة إلى الجذور. كبرت فكرة تانيا وانتشرت بشكل واسع بحيث صار لديها اليوم تلامذة وطلاب تتراوح أعمارهم ما بين الـ3 و60 عاماً. الأطفال كما أصحاب شركات وآباء عاديين ومحامين وموظفين ورجال أعمال، يتهافتون اليوم لتعلم العربية وبالأخص اللهجة اللبنانية. وتوضح تانيا في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لم أتوقع أن تلاقي صفحتي كل هذا التفاعل. ما فاجأني هو هذا الحنين الذي يسكن لبنانيين هاجروا منذ زمن ولكنهم لا يزالون يحلمون بلبنان». وتتابع تانيا: «بعضهم تعرف إلى لبنان من فترة قصيرة عندما زاروه مؤخراً بهدف السياحة، وبعضهم الآخر سمع عنه القصص والروايات من خلال آبائهم وأمهاتهم، فعرفوه بالاسم وحفظوا بعض الكلمات اللبنانية (مرحباً وشكراً وحبيبي) وغيرها من أهاليهم، فقرروا إعادة تقوية هذا الرابط ببلدهم من خلال تعلم لغته والتحدث بها».

يتوزع تلامذة تانيا على مختلف القارات، وتقول إنها لم تتوقع أن يتصل بها لبنانيون من غانا وتكساس والسنغال وهيوستن وغيرها. واللافت أن غالبيتهم يرغبون في تعليم أولادهم اللبنانية. «ما يهمهم هو أن يكتسب أبناؤهم أسلوب الحوار بالعربية وليس التشديد على القواعد العربية الخاصة بالفصحى. ولذلك قمت بأبحاث واسعة كي أستطيع وضع المناهج التعليمية المناسبة لكل تلميذ حسب البلاد المهاجر إليها».

استعانت تانيا بقواعد من مناهج تعليمية بريطانية وفرنسية وأميركية. وكذلك استعانت بكتب لمنى فليفل الخاصة بدعم الحروف. وعلى أساسها وضعت البيانات والأساليب التي تناسب كلاً منها. وتوضح: «بهذه الطريقة أسهل على الولد اكتساب اللبنانية على قاعدة 8 حصص أولية. فأخذت من المناهج الأجنبية التي ذكرتها ما أستطيع تطبيقه على المنهج اللبناني. أما الهدف الأهم الذي أصبو إليه في هذه العملية فهو إجادة التحاور وليس لفظ كلمات معينة فقط. وصار عندي الأساس التعليمي المطلوب. وهو يشمل حوارات حول الألوان والأشكال وكيفية التعامل مع الباعة في الأسواق اللبنانية. فلا أشدد على تعليم معاني مفردات (الشجرة) و(البيت) و(الطاولة) وغيرها من كلمات نستخدمها يومياً، بل أشدد على حوار تواصلي يشمل كل هذه الكلمات ضمن جمل مفيدة يحسنون استخدامها».

تخبر تانيا «الشرق الأوسط» أن أحد اللبنانيين في فرنسا اتصل بها يسألها مساعدته في تلقين ابنته التي لا يتجاوز عمرها الـ7 أشهر، العربية. «أراد أن تعتاد على اللبنانية وهي في المهد، فزوجته الأجنبية تحدثها وتدللها وتغني لها بالفرنسية. فشاركته أفكاري في الاستعانة بموسيقى وأغانٍ وقصص لبنانية. حتى تبدأ أذنها بالتآلف مع اللبنانية فتكتسبها بسرعة عندما تكبر».

نماذج كثيرة ومختلفة تخبرك عنها تانيا، تتعلق بحب تعلم العربية ولأسباب مختلفة. «هناك أجنبية من أصول لبنانية تملك شركة كبرى في أميركا، طالبتني بتعلم اللبنانية كي تفاجئ زبائنها العرب. بينما شريحة لا يستهان بها من الشباب المهاجر تتصل بي لأخذ هذه الحصص حتى تثير الفخر لدى الأهل بإجادتها اللبنانية».

تخبرنا تانيا أن جاليات لبنانية في هولندا وإسبانيا والمكسيك ونيجيريا وغيرها تتهافت على تعلم اللبنانية «أونلاين». وتعلق: «هذه الصفوف الافتراضية سهلت علينا التواصل ونشر لغتنا بطريقة أسرع. عادة ما تستغرق كل حصة ما بين 40 و50 دقيقة. وألمس حماساً كبيراً عند تلامذتي من كبار وصغار، وبعضهم يأخذ هذه الحصص في وقت قصير كي يسرعوا في تعلمها، وغيرهم يكملون التعلم بعد انتهاء الحصص الثماني التي تشكل الأساس».

فكرة تانيا بدأت معها مع تلامذة من لبنان هاجر أهاليهم بعد أزمات متلاحقة. «شهدنا هجرة كبيرة من قِبل اللبنانيين في السنوات الأخيرة. وهو ما حرم بعضهم من هذه الدروس التي بدأوها معي في لبنان. ومن هنا ولدت فكرتي (أحلى بالعربي)؛ إذ راح الأهالي يتصلون بي ويطالبونني بإكمال هذه الدروس».

وهكذا كبرت فكرة تانيا وتوسعت لتشمل حتى أجانب غير لبنانيين زاروا لبنان من باب السياحة، فأحبوا البلد وعشقوا عاداته وتقاليده وأهله، فقرروا تعلم لغته ليزوروه من جديد وهم يجيدون تحدثها.

تصف تانيا اللبنانية باللغة الجميلة والعذبة والرقيقة «تدخل القلب بسرعة ولا تتطلب مخارج لفظية وقواعد عربية صعبة. فهي تتسلل إلى الأذن بسرعة لأنها رقيقة».

تلجأ تانيا إلى صور وتسجيلات وبيانات مأخوذة من حياة اللبناني العادية. فتشكل المواد الرئيسية التي يتعلم منها التلميذ أسس اللبنانية. «أحياناً أسجل حوارات أجريها مع أولادي، أو مع باعة في السوق. فتنقل إلى التلميذ الأجواء الحية للغة نتكلمها في يومياتنا وبسهولة».

بعد أن انتشرت فكرتها لجأت تانيا إلى زميلات لها في أميركا ولندن كي تساعدنها في تعليم اللبنانية. «كريستيل موجودة في أميركا وتهتم بتلامذة يقيمون في البرازيل وأميركا الجنوبية؛ لأن التوقيت متشابه بين تلك البلدان. في حين تأخذ ميشيل من لندن على عاتقها إعطاء حصص تعليمية لمن هم في السنغال وغانا للسبب نفسه».

قريباً ستفتح تانيا الأجواء الرقمية أمام تلامذتها فيتواصلون عبرها. «بذلك أفتح المجال ليتشاركوا الأحاديث كل من البلاد التي يقيمون فيها. فهم يحبون ممارسة التحدث باللبنانية كجماعات. فيكتشفون حلاوتها ويحفظونها بصورة أسرع».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

"اليونسكو" تختار شعار "العربية لغة الشعر والفنون" عنوانًا لليوم العالمي للغة العربية

"غوغل" تطرح تطبيق تشات بوت "بارد" باللغة العربية

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحلى بالعربي جسر التواصل مع اللبنانيين المهاجرين ولغتهم الأم أحلى بالعربي جسر التواصل مع اللبنانيين المهاجرين ولغتهم الأم



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:13 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
 عمان اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 20:21 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
 عمان اليوم - غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 20:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن
 عمان اليوم - أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
 عمان اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 23:49 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab