أكد وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي فرياد رواندزي، أننا "نواجه تحديات جمة في حماية الهوية الوطنية العراقية على اكثر من صعيد وهي تحديات لا يمكن مواجهتها دون تضافر طائفة من العوامل التي تدخل في نسيج الحياة السياسية وترتبط بتشوه البنية السياسية وتعذر استكمال بناء الدولة والنظام الديمقراطي دستوريًا.
جاء ذلك خلال حضوره منتدى البرلمان الرابع الذي عقد برعاية رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري وتحت شعار (الثقافة والتراث والهوية والانتماء) والذي خصص لوزارة الثقافة والسياحة و الاثار وبحضور عدد من الشخصيات البرلمانية والاكاديمية ورؤساء منظمات واتحادات وممثلين لوزارات وادباء و فنانيين ومفكرين وممثلي طوائف وشرائح مختلفة.
وافتتح المنتدى رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري بكلمة اشار فيها ان هذا اليوم خصص للثقافة لما لها من اهمية في تأطير الهوية الوطنية بأخلاق الفرسان مشيرا الى ان العراقيين ارسوا خطاهم بنسق خاص في الشعر والغناء والفن التشكيلي والمعارف الثقافية التي انجزها تفاعل الثقافات المختلفة في العراق.
واكد الجبوري على رفض كل الافكار التي جاء بها "داعش" وكل ما يضر بالنسيج الوطني، معتبرا ان العمل هو الذي ينقلنا من حال الى حال افضل مؤكد اننا نحاول ان نضع توافقا بين المؤسسات الثقافية وبين القطاعات الحكومية والقطاع الخاص عسى ان نصل الى سياسات تساعد في اجتياز المرحلة أملا الوصول الى رسم اسس خارطة جديدة للحياة والوطن من اجل الافضل.
واكد رئيس البرلمان على "ضرورة مغادرة ثقافة الصمت والتحول الى ثقافة الاصلاح ومغادرة ثقافة الاقصاء الى مشاركة الجميع مشيرا الى انها مهمة ثقيلة وصعبة، متمنيا ان يحقق المنتدى انطلاقة جيدة وان يكون منتدى عمل يأخذنا لبناء ستراتيجيات حقيقية ومتناسقة."
بعدها القى وزير الثقافة والسياحة والاثار كلمته في المنتدى قال فيها: "لابد من الاقرار اننا نواجه تحديات جمة في حماية الهوية الوطنية العراقية على اكثر من صعيد مشيرا الى انها تحديات لايمكن مواجهتها دون تضافر طائفة من العوامل التي تدخل في نسيج الحياة السياسية وترتبط بتشوه البنية السياسية وتعذر استكمال بناء الدولة والنظام الديمقراطي وفقا للدستور".
واضاف روندزي: "فعلى مدى عدة عقود كان العراقيون هدفا للانتهاك والقسر وانتزاع الحرمات في ظل سيادة قيم ومفاهيم ومبادئ نظام استبدادي ادى الى تمزيق وحدة نسيج المجتمع العراقي واثقاله بالنتائج الوخيمة لحروبه الداخلية والخارجية وتجريدهم من طاقة تحمل انتهاك حرماتهم الانسانية".
واشار رواندزي: وخلال عقود من تسيد نهج الاخلال بالتوازن الاجتماعي وتفكيكه ومحاولة افراغه من القيم الوطنية واضعاف حصانته لصالح الانتماء والولاء للحزب والعائلة والقائد الفرد الضرورة، ازدادت حالات الاغتراب والعزلة ليتم اسر ارادة المواطن العراقي ويجري تشويه مفاهيمه عن الانتماء والهوية الوطنية.
وتطرق الوزير الى مجمل الاشكالات التي واجهت العراق بعد التخلص من النظام الاستبدادي من نتائج سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية والتي ورثها عن النظام المبادئ مشيرا الى ان من بين الاشكالات والمصاعب، سبل الحل والوسائل التي رافقت نهج وسياسات ادارة بريمر والحكومات المتعاقبة التي لم تستطع تحقيق الاستقرار وتامين الحدود المطلوبة من المتطلبات الحيوية.
واشار رواندزي الى أن الثقافة باعتبارها انعاكاسا لهذا الواقع تشظت هي الاخرى لتتكرس كثقافة انتماء وولاء خارج اطار الوطن، منوها الى ان الدولة والقيادة السياسية لم تعر الثقافة ووزاراتها الاهتمام والرعاية التي تتناسب ودورها في اشاعة وحدة المفهوم لمعنى الانتماء للوطن والانحياز للهوية الوطنية بديلا للهويات الفرعية.
وقال ايضا إن "المظاهر الخطيرة التي تتراكم عبر الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي تنعكس في كم مواد التطرف والخرافات والتحريض على الفتن مؤكدا ان من شأن استمرارها وعدم التوجه الجاد لتجفيف مصادرها ان تدفع الى مزيد من تحلل الالتزام بمقومات الهوية الوطنية والتمسك بقيمتها".
وأشار الى ان "ذلك كله لا يعني ان العراقيين صاروا على مفترق الطرق على انتمائهم الوطني والانحياز لها واكبر شاهد على ذلك التضحيات البطولية لهم وفي مقدمتهم الشباب في التصدي لداعش والاستعداد للتضحية بحياتهم الغالية في جبهات القتال وما ادى اليه ذلك في تحقيق الانتصار وتطهير الموصل الحدباء من رجسهم".
والقت السيدة ميسون الدملوجي رئيس لجنة الثقافة النيابية كلمة اكدت فيها ان هذه الندوة وهذا المنتدى يخص جانبًا مهمًا متعلقًا بالثقافة والهوية والانتماء، ونحن نمر بظرف صعب، مشيرة الى اهمية دور الاعلام وخطورته في بث خطاب الكراهية الذي ساهم بالوصول الى ما وصلنا اليه الان، مشيرة الى ان اللجنة الثقافية النيابية سعت لإقرار قانون شبكة الاعلام العراقي لتكون الشبكة نموذجا وطنيا يمكن الاقتداء به.
واكدت الدملوجي على ضرورة تضافر الجهود البرلمانية والحكومية في هذا الاتجاه وسعي اللجنة الثقافية النيابية لتشريع قوانين تؤدي الى خلق مؤسسات رصينة، مشيرة الى ان المسؤولية مسؤولية الجميع يشترك فيها مجلس النواب والحكومة مع الاعلام ومنظمات المجتمع المدني لتحقيق كل هذا.
وبدأت بعدها مداخلات الحضور التي اكدت على ضرورة الحفاظ وتعزيز الهوية والانتماء الوطنيين حيث اكد المتحدثين ان العراقيين بعد احداث 2014 اثبتوا هويتهم وبشكل عال فيما بينهم مشيرين الى ما ذكره وزير الثقافة فرياد رواندزي في كلمته بهذا الصدد، كما تم التأكيد على ان هذا الموضوع لايخص وزارة الثقافة لوحدها بل هو يعني جميع الوزارات ذات العلاقة كالتربية والتعليم العالي والشباب كما يعني جميع منظمات المجتمع المدني مشددين على ضرورة خلق مناهج تعليمية تناسب والمرحلة.
وأشارت بعض المداخلات الى دور التعليم في التنمية المستدامة في بناء الهوية الوطنية مؤكدين اهمية التنسيق العالي بين الوزارات المعنية.
واكدت بعض المداخلات الى اهمية الاعمار لبناء الانسان ولابد للمثقف ان يشعر بالمسؤولية والمراقبة الذاتية ومحاسبة النفس.
وتم الاشارة الى ان هذا الموضوع واسع ومتشعب وبحاجة الى عدة ندوات للخروج بصيغ عملية من اجل الحفاظ على الهوية الوطنية والانتماء.
كما تم بعدها طرح العديد من الافكار لانضاج الموضوع والخروج بنتائج عملية مرضية. واكد المشاركون اهمية هذه الندوة ومتابعة ماي يستمخض عنها من اراء ومقترحات.
وعقب وكيل وزارة الثقافة فوزوي الاتروشي في مداخلته مؤكدا ضرورة التصدي لخطاب الكراهية والتحريض بين المكونات العراقية والتشخيص الدقيق للمشكلة.
وفي معرض رده على الطروحات التي تحدثت عن الفعاليا ت الثقافية التي تقيمها الوزارة قال الاتروشي ان عدد لمهرجانات التي تقيمها الوزارة كثيرة وتغطي اغلب المحافظات، من المربد الى الجواهري وكميت والمتنبي والعديد من النشاطات الاخرى والاحتفاء بالمبدعين وكذلك جائزة الابداع العراقيل التي دخلت دورتها الثالثة هذا العام، مما يؤكد ان الوزارة حاضرة بثقلها في هذا الجانب.
وحضر الندوة وفد من وزارة الثقافة ضم اضافة الى وزير الثقافة وكيل الوزارة فوزي الاتروشي ووكيل الوزارة لشؤون الاثار قيس حين رشيد ومدير عام الفنون التشكيلية د. شفيق المهدي والدكتورة اقبال نعيم مدير عام دائرة السينما والمسرح وكالة ومدير عام دائرة العلاقات فلاح العاني ومدير عام الدار العراقية للأزياء وكالة صباح نعمان ومعاون مدير دار ثقافة الاطفال د. فاتن الجراح ومدير اعلام الوزارة والمتحدث الرسمي عمران العبيدي.
أرسل تعليقك