نوه المشاركون في ندوة "الصويرة: الفضاء والذاكرة في المتخيل الشعري والإبداعي"، أن للأمكنة سحر خاص على الكاتب والشاعر، أما وأن يكون المكان عابر لليوتوبيات ويمارس سحره الخاص على العديد من الثقافات، فهذا معطى إضافي يجعل من قصائد الشعراء تحلق في سماء الكونية، ويحول النصوص الإبداعية الى بطاقات "خاصة" مائزة بما تضمه من استعارات ومجازات. الندوة التي احتضنتها تظاهرة شواطئ الشعر في دورتها الخامسة، والتي نظمتها دار الشعر بمراكش، وقام بتأطيرها الأستاذ الشاعر عبداللطيف السبقي، شهدت مداخلات للمبدعين: الشاعر مبارك الراجي، والروائي مصطفى بلعسري والقاص أحمد بومعيز والمبدعة الطفلة أمنية نبيه.
وقدم مرتفقو ومرتفقات ورشات الشعر والمسرح والتجسيد الحركي، والتي قام بتأطيرها الشاعر والفنان يوسف الأزرق، لوحة شعرية ممسرحة في افتتاح فعاليات اليوم الأخير، والتي شهدت حضورا جماهيريا لافتا، كعادة جميع الفعاليات التي احتضنتها شواطئ الشعر. رحاب هنتات ونسرين الباشا وياسمين هنتات، كانوا بلسم حفل الاختتام من خلال تقديم كولاج شعري لمجموعة من المقاطع الشعرية، والتي احتفت بصوت الشاعر. كما قدم الشاعر مبارك الراجي، هذا الشاعر الاستثنائي العابر للثقافات نصا عميقا حول المكان المدهش الذي يقبع في نصوصه، في استدعاء وحوار لنصوص أخرى عابرة. وعاد القاص أحمد بومعيز الى الشعر الجاهلي والى سفر الأمكنة بين النصوص القصصية والروائية، انتهاء بعلاقة زفزاف الملتبسة مع الصويرة وتجربة ادمون عمران المليح السحرية.
اختارت المبدعة أمنية نبيه أن تكون نصوصها القصيرة معبرة عن علاقتها بالمكان، فيما عاد الروائي مصطفى بلعسري الى خريف براغ وسفره ولقاء العائلة في الصويرة والدعوة الى المشترك، الموحد للإثنيات. وأكد الشاعر عبدالحق ميفراني، في مستهل اليوم الختامي "أن الحاجة للشعر وقيمه أمست ضرورية في عالم موبوء بخطابات الكراهية، ولعل قدرة الشعر على تجسير الهوة بين الثقافات والشعوب، وتوطين قيم الجمال والمحبة، وترسيخ الحوار الخلاق بين الشعراء، كفيل بترسيم حدود جديدة تقوم على المشترك الإنساني".
ولعل تظاهرة شواطئ الشعر، في دورتها الخامسة، وهي اختتمت فعالياتها ليلة الاثنين 12 غشت في شواطئ الصويرة، ونظمتها دار الشعر بمراكش بتنسيق مع المديرية الجهوية لقطاع الثقافة - جهة مراكش آسفي والمديرية الاقليمية للثقافة بالصويرة، على مدى ثلاثة أيام (10-11-12 غشت)، استطاعت أن تحلق بالشعر في فضاءات مفتوحة وغيرت معالم الأمكنة وجعلتها سحرية بهاء الكلمة يصل الى أفئدة الجمهور دون وسائط.
الشعراء نوفل السعيدي، خديجة أمجوض، عبداللطيف ديدوش، محمد الساق، مولاي عبدالعزيز الطاهري، صباح بنداود، بوعزة الصنعاوي، عبدالكبير الروداني خطوا ديواني "سحر القوافي" و"الكلام المرصع" على شاطئ الصويرة، يومي 10 و11 غشت قرب منحوتة بركة محمد. ككل ليلة يلتقي جمهور وعشاق الشعر، على ضفاف شاطئ الصويرة في حوار مزدوج بين رياح المكان ونوارس البحر وأمواجه، وجمهور يسافر بين نصوص وقصائد الشعراء الممثلة لشجرة الشعر المغربي. وأحيت كل من فرقة هند النعايرة للموسيقى الكناوية ومجموعة ألوان، ليالي الموسيقى، الى جانب ليالي الشعر التي امتدت في سفر ليلي وسمر رسم حدود الجمال على شواطئ تغيرت ملامحها المعتادة.
قدم مجموعة من مرتفقي ومرتفقات ورشات الشعر والمسرح والتجسيد الحركي قراءات شعرية، لنصوص من أشعار المحتفى به الشاعر والزجال عبدالرحمان أبسير (الحامولي)، بأداء مسرحي خلف صدى عميقا في نفوس الحاضرين. اللوحة التي قام بإعداد فقراتها الشاعر يوسف الأزرق، كانت فرصة للجيل الجديد أن يقترب من عوالم قصائد أحد رواد الشعر بمدينة الرياح والنوارس الصويرة.
وقرأ الشعراء قصائدهم وهم يستعيدون التباسات اللحظة، لا يتخلفون على الإنصات لنبض العالم. بين صوت يصرخ محتجا وآخر يبحث عن كينونته ومعنى لذاته المنجرحة، فيما اتجهت أصوات الشعراء الى الإنصات لأصوات المكان: الريح وهي تغرد بين ضفاف الأمواج، شاعر يبحث عن "الحقيقة" وعن معنى لاسمه بين "خراب الأمكنة وإفلاس العالم"، وآخر يقترب بسخريته المرة من مواطن الجمال، فيما صوت الشاعر يكرس نبض المختلف. التقى الشعراء في أماسي "سحر القوافي والكلام المرصع"، والتي قامت بتقديمها الإعلامية صوفية الصافي، وكان ديوانا مصغرا للقصيدة المغربية بأصوات أجيالها المختلفة.
وكرمت الدورة الخامسة ل"شواطئ الشعر" الشاعر عبدالرحمان أبسير (الحامولي)، ضمن فقرة تجارب شعرية، والتي تحرص من خلالها دار الشعر بمراكش الاحتفاء برموز الشعر المغربي، في استحضار موضوعي وعميق لجل التجارب المنتمية لهذا المشهد. وشهد حفل افتتاح التظاهرة، ليلة السبت 10 غشت، تقديم كلمة المدير الاقليمي لقطاع الثقافة بالصويرة، الأستاذ عبدالرحمان عريس، والذي أكد على اعتزاز المديرية الاقليمية للثقافة بالصويرة بافتتاح هذه الفعاليات، و"بالدور الذي تلعبه دار الشعر بمراكش، هذه المؤسسة الثقافية التي تأسست بتاريخ 16 شتنبر 2017، بموجب بروتوكول التعاون الثقافي المشترك بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل ودائرة الثقافة في حكومة الشارقة، وأمست اليوم منارة للرقي بالفعل الثقافي وإشاعة قيم الإبداع والتسامح والجمال في المغرب وخارجه، والتي استطاعت خلال السنوات الماضية، ومن خلال برامجها وأنشطتها الثقافية والشعرية و جوائزها ومنشوراتها، أن تجسد عمق التعاون الثقافي المشترك بين البلدين الشقيقين، المملكة المغربية والإمارات العربية المتحدة، لتنضاف هذه الدينامية الى سلسلة البرامج التي أطلقتها وزارة الشباب والثقافة والتواصل، قطاع الثقافة، وهمت قطاعات حيوية تنهض بالصناعة الثقافية وتؤسس لنهضة فنية تحتفي بالموروث الثقافي والفني المغربي الغني والخصب بتعدد روافده".
وتوقفت شهادة الأستاذة غيثة الرابولي عند مكانة الشاعر والزجال، المحتفى به، عبدالرحمان أبسير (الحامولي)، والذي تعتبر تكريمه حدثا ثقافيا بامتياز والتفاتة "غاية في النبل الإنساني والذكاء" لتجربة إبداعية رائدة، نظرا لمكانتها الرمزية وما راكمته من تجارب وهو ما أهله أن يكون أحد رموز الصويرة الكبار. وتوقفت الأستاذة غيثة الرابولي، عند المسار الإبداعي للشاعر الحمولي، خصوصا نصوصه الشعرية الزجلية، والتي كانت محط اشتغال دراماتورجي لدى بعض الفرق المسرحية الهاوية في الصويرة.
وشهدت فعاليات الدورة الخامسة لشواطئ الشعر، تنظيم ورشات الشعر والمسرح والقراءة والإلقاء موجهة للأطفال واليافعين، كما انفتح فضاء القراءة العمومية، لمكتبة دار الشعر بمراكش، أمام عموم المصطافين والجمهور. ولم تتسع فضاءات الدار للجمهور من الزوار، بل تحول الفضاء الى مزار ومحج يومي لاستعادة الفعل القرائي، وأيضا للاستفادة من ورشات الشعر والمسرح والتجسيد الحركي.
وأشرف كل من الشاعر والفنان يوسف الأزرق والفاعل الجمعوي الأستاذ يوسف أسكور، على التأطير والمواكبة. وقامت المديرية الإقليمية للشباب، بتنسيق زيارات للعديد من اليافعين والأطفال المستفيدين من مخيمات الموسم الحالي، وهو ما جعل فضاء القراءة العمومية، المكتبة الشاطئية لدار الشعر بمراكش، تتحول الى فضاء مفتوح غير صورة الشاطئ، وأمسى الكتاب والقراءة والإبداع حدث يومي كل صباح، طيلة أيام تظاهرة شواطئ الشعر بالصويرة.
المكتبة الشاطئية ضمت عناوين أحدث إصدارات دوريات منشورات دائرة الثقافة في حكومة الشارقة ومنشورات دار الشعر بمراكش، كما تم إعداد وتشكيل منحوتة رملية على شاطئ الصويرة، تخلد لهذه التظاهرة الثقافية والفنية، وقام بتنسيق هذا الحدث الفني الفنان والفاعل الجمعوي يوسف أسكور، من أجل المزيد من الانفتاح على فرص تداول الشعر بالفضاءات العمومية وفتح منافذ جديدة لتداول الشعر بين جمهوره.
وافتتح الفنان مصطفى بن مالك معرضه الفني "على عتبة الروح"، وتندرج هذه التظاهرة الشعرية الكبرى، ضمن انفتاح دار الشعر في مراكش على مختلف المدن والجهات المغربية الجنوبية، وأيضا من أجل المزيد من الانفتاح على فرص تداول الشعر بالفضاءات العمومية وفتح منافذ جديدة لتداول الشعر بين جمهوره. واختارت دار الشعر بمراكش تنظيم الدورة الخامسة للملتقى بمدينة الصويرة، بعدما انتظمت الدورات السابقة في كل من سيدي إفني وأكادير والصويرة والوطية في طانطان.
وتندرج هذه التظاهرة الشعرية الكبرى، ضمن انفتاح دار الشعر في مراكش على مختلف المدن والجهات المغربية الجنوبية، وأيضا من أجل المزيد من الانفتاح على فرص تداول الشعر بالفضاءات العمومية وفتح منافذ جديدة لتداول الشعر بين جمهوره. واختارت دار الشعر بمراكش تنظيم الدورة الخامسة للملتقى بمدينة الصويرة، بعدما انتظمت الدورات السابقة في كل من سيدي إفني وأكادير والصويرة والوطية في طانطان.
قد يُهمك ايضـــــًا :
أرسل تعليقك