بسّام الحجار يجسد منحوتات فخارية وحجرية شخصيات تاريخية عربية
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

للتعبير عن أصالته وارتباطه الوثيق بأرضه

بسّام الحجار يجسد منحوتات فخارية وحجرية شخصيات تاريخية عربية

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - بسّام الحجار يجسد منحوتات فخارية وحجرية شخصيات تاريخية عربية

الفنان الفلسطيني بسّام الحجار
غزه-عمان اليوم

لا يمل الفنان الفلسطيني بسّام الحجار من دقائق الوقت التي تمضي سريعة، كلما أراد البدء في تشكيل لوحة فنية يجسد من خلالها مظهراً من مظاهر الحياة اليومية الفلسطينية، أو يخلد شخصيات تاريخية ومعاصرة صاحبة أثر وفكرة، على مجسماته الفخارية والحجرية.

داخل مشغله الصغير الذي يقع في قلب مدينة غزة، يُشكل الحجار لوحاته، التي يسعى من خلالها، للإبقاء على حضور حقوق الشعب الفلسطيني في الوجدان والواقع، وللتعبير عن أصالته وارتباطه الوثيق بأرضه الذي يزداد مع مرور السنوات.

وفي رحلة النحت، الخاصة بكل لوحة، يستعمل الستيني الذي عمل على مدار عشرات السنين في هذا المجال، أدوات بدائية بسيطة، مثل «الشاكوش، والإزميل، والمفكات وغيرها من المعدات الحديدية»، التي يقول إنه صار بينه وبينها حكايات كثيرة، مليئة بالحب والجمال.

وجسّد الحجار في لوحاته، شخصيات تاريخية عربية وإسلامية، مثل السلطان محمد الفاتح، والخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، الذي كان في حقبة تاريخية، والياً لفلسطين وعمل كذلك على إنجاز شخصية الملك آشور بانيبال آخر ملك للإمبراطورية الآشورية الحديثة، كما أنه نحت نساء ريفيات أظهرهن وهنّ يؤدين أعمالاً في الزراعة والبيوت.

وغالباً يحتاج تشكيل اللوحة الواحدة أياماً طويلة، تُحدد حسب طبيعتها، ففي حال كانت اللوحة تضم عناصر مساندة للشخصية، أي أن تُرسم وهي تحمل شيئاً بيدها أو تركب دابة، يلزم وقتاً أطول، حسب حديث الفنان لـ«الشرق الأوسط».

ويضيف الحجار: «بدأت العمل بالنحت على الفخار والأحجار منذ أربعة عقود تقريباً، من خلال استخدام الطين المخلوط ببعض العناصر المساعدة، وتشكيلها على هيئات مختلفة، منها الجماد والحي»، لافتاً إلى أن تلك الأعمال تحتاج لتركيز وانتباه عاليين، خصوصاً في التعامل مع المادة المنحوت عليها، لأن أي خطأ سيكون من الصعب تعديله.

ذاع صيت الرجل محلياً، الأمر الذي دفع بكثير من الجهات بشكلٍ مستمر للاتفاق معه، لأجل إنجاز اللوحات الفنية والجداريات التي تعبر عن مختلف التفاصيل التي يرغبون في إبرازها للناس، كما أن العديد من المنحوتات الخاصة به وصلت لكثير من الدول العربية، وفقاً لكلامه.

ويشير إلى أنه يعتمد على رسم هيئات الشخصيات التاريخية التي عاشت منذ مئات السنين، على خياله بالدرجة الأولى، ولا يلتفت غالباً لما نُشر عنها سابقاً، كونه يسعى لإبراز صورته الخاصة، التي تعبر عن مجهوداته الفنية للناس.

وشارك الفنان في نحت عدد كبير من الجداريات المنحوتة محلياً بالأماكن العامّة وعلى جدران الشوارع، التي عكفت مؤسسات مختلفة على تصميمها في مناسباتٍ وطنية وعالمية متنوعة.

ويلفت إلى أن عمله يتأثر كغيره من القطاعات في فلسطين بالظروف السياسية المحيطة، فهناك أوقات طويلة يكون العمل مرهوناً برأي الشارع، ولا يستطيع أن يغرد فيها «خارج السرب» من خلال نحت قطع فنية خيالية أو تاريخية.

ويواجه الحجار خلال عمله ذاك، صعوبات جمّة، نتجت عن حالة الحصار الإسرائيلي التي يعيشها أهل قطاع غزة منذ 14 سنة، والتي أثرت على سُبل الحياة والقدرة الشرائية للناس. ويقول: إن «ذلك يقلل من الطلب على ما أُنتج من لوحات فخارية وحجرية، لأن تلك الأعمال تصير هامشاً لدى الناس، الذين يكابدون لأجل توفير لقمة العيش لأبنائهم، كما أن الحصار يحرمني كثيراً من فرص السفر، التي كان من الممكن أن تشكل لي باباً جديداً أمر من خلاله للعالمية، ولفضاءاتٍ أوسع».

ويختم بالتأكيد أن إسرائيل تقيّد دخول المواد الأولية التي تستخدم في إنتاج اللوحات، لأسبابٍ تعلن غالباً أنّا أمنية، مما يؤثر على مصدر دخله.

يُشار إلى أن التاريخ القديم وبعده الحديث، شهدا تعاطياً للفلسطينيين مع مختلف الأنماط الفنية، وابتكار بعضها في مراحل مختلفة، حسب ما ورد في مركز المعلومات الفلسطيني، وهذا يدلل على مدى قدم الفنانين في الأرض المحتلة، واتساع أدائهم وإنتاجاتهم لتشمل التعبير عن المناحي الحياتية المتعددة.

 


قد يهمك ايضًا:

نحات فرعوني يروي قصته مع العاج وسن الفيل ويحذر من اندثار تلك الحرف

 

أعمال تشكيلية متنوعة لـ150 فنانًا مصريًا في "أجندة" في الإسكندرية

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بسّام الحجار يجسد منحوتات فخارية وحجرية شخصيات تاريخية عربية بسّام الحجار يجسد منحوتات فخارية وحجرية شخصيات تاريخية عربية



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:01 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الاسد

GMT 21:16 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab