مسقط -عمان اليوم
تتميّز ولاية صور بتاريخ عريق جعل الباحثين والمهتمّين في التاريخ القديم يبحثون ويتقصّون حول تاريخ ولاية صور منذ القدم وليس فقط التاريخ البحري، حيث أصدر الباحث في التاريخ الدكتور حمد بن محمد الغيلاني كتابا عن تاريخ مدينة صور العُمانية القديم أكّد فيه أنّ ولاية صور لها تاريخ وإرث قديم خلال الفترة ما قبل التاريخ وحتى نهاية الألفية الأولى قبل الميلاد.وتشتهر ولاية صور بمواقع أثرية مهمّة على المستوى العالمي، منها رأس الجنز، والمعثورات المهمّة في الولاية منها أول أحرف أبجدية في المنطقة، والمعثورات الأخرى الخاصة بالصناعات وخاصة صناعة النحاس والفخار والخرز وغيرها.
كما تشتهر ولاية صور بالملاحة البحرية وصناعة السُفن ولها مكانة المدينة في الملاحة الدولية منذ القِدم، وربطها لخطوط الملاحة الدولية بين السند والجزيرة العربية وبلاد الرافدين، وهذه الإمكانات والمكانة التي تحويها هذه المدينة تحتاج إلى مزيدٍ من الجهد والجمع والتقييم للأبحاث التي تمّت حتى الآن، والأبحاث والتنقيبات المستقبلية التي تحتاجها المدينة.
وحول أبرز المواقع المُكتَشفة في الولاية قال الدكتور حمد الغيلاني في كتابه "لقد تم اكتشاف أول موقع في عمان من العصر الحجري في عام 1998م، في صور بوادي الفليج، ويعود إلى عصر البليستوسين الأوسط (780,000- 130,000) سنة مضت، كما تم اكتشاف أقدم موقع أثري في الولاية وهو موقع رأس الجنز (RJ- 37)، ويقع على قمة ربوة بين صخرتين ويحوي مواقد للنار وطبقات ورصفات حجرية شبه دائرية ربما كانت أساسا لكوخ، كما اكتُشف موقع آخر للصيد في سهول جنوب الشرقية في موقع رأس الجنز به حجارة مخروطية محزوزة يربط بالواحد منها حبل حول الوسط، وهو مؤشر على صيد الحيوانات بأحجام مختلفة إلى جانب موقع رأس الحد (HD- 6)، وموقعي السويح (SWY- 1 & SWY- 11 )، وهذه المواقع تعود للألف السادس قبل الميلاد".
وأشار الدكتور حمد الغيلاني إلى أنّ البحوث الأثرية في المنطقة بدأت منذ عام (1982م)، كما بدأ (مشروع رأس الحد المشترك) لباحثين فرنسي وإيطالي منذ عام (1985م)، وتواصلت الحملات الموسمية، وخاصة لمواقع رأس الحد ورأس الجنز، ووصل عدد الحملات حتى عام (2000م) إلى (12 حملة) تم خلالها التنقيب في (98 موقعا)، واستمرت الحملات بعد هذا التاريخ، ولمواقع عديدة في جنوب الشرقية تمتد حتى قريات شمالاً، وأهم المواقع التي تمّت دراستها بشكل مكثّف موقع رأس الجنز (RJ- 2) الذي عُثر فيه على العديد من الاكتشافات حيث اقترح هذان الباحثان أن تضم رأس الجنز ومواقعها الأثرية المهمة إلى مواقع التراث العالمي في اليونسكو، كما توِّجت هذه الأبحاث بكتاب الذي ألّفه نفس الباحثين، واستعرضا فيه نتائج أبحاثهما، والأبحاث التي قامت في عُمان وما حولها خلال ثلاثين عاما.
وأضاف الغيلاني بأن مجمل المدافن الركامية في جنوب الشرقية تعود إلى نهاية الألف الرابع وبداية الألف الثالث قبل الميلاد، وحول رأس الجنز وشياع وخور جراما تقع بها أكثر من (200 نصب)، ومنها ما هو موجود في مستوطنة رأس الحد وفي منطقة كبيكب والجيلة وحلوت ووادي الفليج وبلاد صور وقلهات والمواقع الكثيرة المحيطة بولاية صور وتم حفر أكثر من (350 مقبرة ركامية)، حيث تم اكتشاف معثورات كثيرة جدا ومتنوعة منها الأختام التي تعود للألف الثالث قبل الميلاد.
كما أوضح الكاتب الدكتور حمد الغيلاني بأنه لم يقتصر تاريخ ولاية صور في الجانب البحري فأيضا يُعتقد بأن الواحات الزراعية كانت موجودة في صور منذ الألف الثالث قبل الميلاد، ومن ضمن النباتات التي وُجدت في صور لتلك الفترة النخيل والسدر والتمر الهندي، إلى جانب إنتاج الفخار والذي كان بشكل واسع منذ (2600 قبل الميلاد) في مجان وعُثر على الفخار في صور منذ العصر البرونزي الباكر، كما عُثر على أوعية الحجر الصابوني الأملس (الكلورايت) برأس الجنز.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك