أطفال الأردن  العاملون يتعرضون الى عنف يؤسس لشخصية غير متزنة
آخر تحديث GMT13:59:39
 عمان اليوم -

بعض أرباب العمل يقدم على تشغيلهم بسبب تدني أجورهم وكلفتهم

أطفال الأردن العاملون يتعرضون الى عنف يؤسس لشخصية غير متزنة

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - أطفال الأردن  العاملون يتعرضون الى عنف يؤسس لشخصية غير متزنة

الأطفال العاملون في الأردن
عمان - العرب اليوم

لا يعاني الأطفال العاملون في الأردن من حرمان في التعليم ونهب لطفولتهم، بل إنهم يتعرضون أيضا إلى عنف جسدي ونفسي قد يخلق شخصية غير متزنة، كما يؤكد الخبراء. وهناك محاولات للحد من هذه الظاهرة المتعمقة في المجتمع. تظهر دراسات حول عمالة الأطفال في الأردن أرقاما كبيرة لأعداد الأطفال العاملين بمستوى 50 ألف طفل، ومن بين هؤلاء الطفل سمير الذي لم يتجاوز عمره 15 ، حيث دخل سوق العمل قبل 3 سنوات.
مثل غيره من الأطفال، حيث بدت على ملامحه علامات الخوف. ويقول سمير إن لديه 5 أشقاء، ووالده عامل بناء، مضيفاً أنه "حرم نفسه من الدراسة لمساعدة أبيه" على مصاريف الحياة. عمل في البداية كبائع متجول تحت أشعة شمس الصيف الحارقة وخلال أشهر الشتاء القارصة. ثم بدأ عملا قبل عام في "كراج" لدهان السيارات ، حيث اعتاد على سماع الإهانات اللفظية من رب العمل.
وتقول شيرين الطيب، رئيسة قسم مكافحة عمالة الأطفال في وزارة العمل إن بعض أرباب العمل يقدم على تشغيل الأطفال، بسبب تدني أجورهم بالإضافة إلى التخلي عن الشروط والالتزامات المتعلقة بالتأمين الصحي والاجتماعي والضرائبي أو مطالب خاصة بتوفير ظروف وشروط عمل ملائمة.
وتؤكد الطيب أن فرق الوزارة تقوم بزيارات تفتيشية دورية من منطلق حماية الأطفال الذين دفعت بهم الظروفهم الاقتصادية والاجتماعية إلى ترك مقاعد الدراسة مبكرا. وتشير إلى أن وزارة العمل تقوم حاليا بالتنفيذ التجريبي للإطار الوطني لمكافحة عمل الأطفال الذي يهدف إلى إيجاد "وثيقة عمل مرنة" تساعد الجهات المعنية على التعامل مع حالات عمل الأطفال إضافة إلى وضع "منهجية نظرية وعملية" للتعامل مع الأطفال العاملين وبناء شبكة من الشركاء بهدف دعمهم.
من جهته يقول الدكتور فواز الرطروط، الناطق الإعلامي باسم وزارة التنمية الاجتماعية، أن نتائج الدراسات حول عمالة الأطفال في الأردن تظهر على اختلاف منهجياتها بأن عدد الأطفال العاملين يتراوح ما بين 30 ألف إلى 50 ألف طفل مشيرا إلى أن وزارته بادرت إلى اعتبارالقضاء على ظاهرة عمالة الأطفال من أحد أهداف الاستراتجية الوطنية لمكافحة الفقر بين 2013-2020 .
ويضيف الرطروط أن الوزارة تسعى إلى ضبط "التشريعات المنظمة لعمل الأطفال"، من خلال تحديث تلك التشريعات بغرض القضاء على عمالة الأطفال وتنظيم حملات شاملة لمكافحة عمالة الأطفال بين سن 5 و17 سنة ولإعادة "تأهيل الأطفال العاملين" من خلال إلحاقهم بالمراكز التدريبية والتعليمية.
الدكتورة نجوى عارف الأخصائية الاستشارية الأسرية تشير في حوار مع DW / عربية، إلى أن الاطفال العاملين يتعرضون إلى العنف الجسدي واللفظي والنفسي، كما يتعرضون لسلوكيات غير سليمة مثل التدخين والإدمان والتحرش "فالشارع يسرق طفولتهم".
الفقر أو عدم المسؤولية
وتضيف أن الأطفال العاملين يتعرضون إلى بعض الإصابات نتيجة عدم وجود خبرة مهنية وعدم اكتمال نموهم الجسمي خاصة وأنهم يعملون احيانا في مهن خطرة في البناء وفي النجارة وغيرها. " وقد يخلق كل ذلك شخصية حاقدة ضد المجتمع وعدائية".
وتعزو الدكتورة نجوى أسباب عمالة الاطفال إلى الجانب الاقتصادي بسبب فقر الأسرة أو "تخلي الأب عن مسؤولياته الوالدية"، إضافة إلى عدم الذهاب الىالمدرسة والتفكك الأسروي وكذلك العنف الأسري الذي قد يؤدي إلى هروب الطفل إلى الشارع اعتقادا منه أن "الشارع أرحم من الأسرة".
وتطالب الدكتورة نجوى بضرورة سن قوانين تعاقب الأولياء الذين يضعون أبناءهم في مثل هذا الوضع، وكذلك بضرورة توفير فرص تدريب الأطفال غير الموفقين في الدراسة أويفضلون اكتساب مهارات يدوية، إضافة الى معاقبة أرباب العمل الذين يستغلون الأطفال بسبب الأجور المتدنية.
أما الدكتور محمد الحباشنة، المستشار النفسي والاجتماعي فيقول، إن المطلوب هو أن يذهب الأطفال الى المدرسة ويكتسبوا طفولتهم، وإذا لم ينتقلوا إلى مرحلة لا تتناسب مع عمرهم ولا مع قدراتهم فقد يتم بناء شخصية "بشكل عشوائي غير مدروس". ويضيف أن هؤلاء الاطفال يرون بأن "الظلم قد طالهم" وجعل منهم "مكونات غير متكاملة "وبذلك ينظرون بعيون ساخطة وناقمة على كل شيء نشأ بطريقة تختلف عن نشأتهم البائسة".
ولمواجهة هذه الظاهرة المتعمقة التي يختفي وراءها من لا ضمير له، كما يقول الدكتور الحباشنة، هناك "حاجة إلى مواجهة مجتمعية مؤسساتية ممنهجة ترأسها سلطة قادرة على المنع والتغيير"لأنه وراء كل طفل عامل هناك "أب أو أم أو زوج متسلط يجبر على فعل ذلك". ويؤكد الدكتور الحباشنة على ضرورة عدم إغفال دور التوعية والعمل لصالح الطفل حتى يعيش فترة حياته الطفولية بشكل كامل.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال الأردن  العاملون يتعرضون الى عنف يؤسس لشخصية غير متزنة أطفال الأردن  العاملون يتعرضون الى عنف يؤسس لشخصية غير متزنة



GMT 14:39 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

أحدث إطلالات أروى جودة جاذبة وغنية باللمسات الأنثوية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى
 عمان اليوم - إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم
 عمان اليوم - أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم

GMT 09:25 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
 عمان اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 09:56 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

طرق فعالة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab