إدمان النرجيلة شبح يهدد المجتمع العراقي باستهداف عقول وأجساد أبنائه
آخر تحديث GMT19:01:05
 عمان اليوم -

خبراء يحمِّلون الدراما التركية مسؤولية استقطاب المراهقين

إدمان "النرجيلة" شبح يهدد المجتمع العراقي باستهداف عقول وأجساد أبنائه

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - إدمان "النرجيلة" شبح يهدد المجتمع العراقي باستهداف عقول وأجساد أبنائه

إدمان "النرجيلة" شبح يهدد المجتمع العراقي
بغداد– نجلاء الطائي

انتشرت في الآونة الاخيرة في العاصمة بغداد ظاهرة تدخين "النرجيلة" بشكل مخيف وسريع؛ حيث استقطبت الكثير من الشباب العراقي بسبب ما توفره من "متعة " لشاربها، وأصبح التجار العراقيون يعرفون أن هذا السوق اليوم من أكثر الأسواق رواجًا لذا أصبحوا يستوردون جميع الأصناف.

ورواد هذه المقاهي غالبيتهم من الشباب؛ فمنهم من يطلب 5 تفاحات أو البرتقالة، أو النعناع، أو الليمون، وكل هذه الأنواع لها مزاجها الخاص والمختلف، ولكن يجتمعن بهدف واحد هو تدمير الجهاز التنفسي من خلال الإصابة بسرطان الرئة، الذي يأتي من خلال الماء الأصفر الذي يتجمع في أنحاء الرئتين بسبب استنشاق الدخان المشبع بـ"المعسل المسموم".
وأعلن ديفيد جونز، وهو أحد الأطباء البريطانيين المشهورين، أن كل نرجيلة تعادل 60 سيجارة، وأن غالبية زبائنه يعانون من أمراض الرئة والسرطان بسبب إدمانها، محذرًا جميع متناولي هذه السموم من استخدامها.

وتعد ظاهرة تعاطي النرجيلة ظاهرة غريبة عن مجتمعاتنا المحافظة، والتي تتحلى بقيم لا تقبل مثل هكذا ظواهر يمقتها الذوق العام، خاصة وأن لها من المردودات على النفس البشرية، وأن هذه الظاهرة السلبية بدأت تنتشر بين أوساط الشباب والمراهقين مما يستدعي الوقوف أمامها من الجهات المسؤولة ومعالجتها ووضع الحلول الإيجابية لها وتوعية متعاطيها.

وانتشرت الظاهرة بعد العام 2003 لاسيما في العاصمة بغداد وشمال العراق، بعد أن كانت مقتصرة على الشباب الذكور فقط، ثم بدأت تتفاقم العام 2009 وحتى 2015 لتشمل الفتيات من مختلف الأعمار، وما يزال المتعاطون في ازدياد بعد انتشارها وبشكل واسع في النوادي والمقاهي.

ويرى الشاب محمد صبيح "أن النرجيلة المتنفس الوحيد له بعد إغلاق جميع وسائل الترفيه في بغداد، إنني أجد متعتي في استنشاقه دخانها فهو أنظف بكثير من السموم الأخرى".
بينما أوضح أيمن محمود، طالب في معهد الفنون الجميلة، السبب الذي دفعه إلى التدخين بقوله: غالبية الشباب يقبلون على التدخين بدافع الإحساس بالرجولة، وهذا الاعتقاد يراود الطفل في سن المراهقة ويلازمه إلى أن يبلغ سن الرشد وعندها يصبح مدمنًا للتدخين ويعجز عن التخلص منه.

ولم يسبب تعاطي النرجيلة في العراق خطرًا على المراهقين والشباب فقط، وإنما اتسعت لتعاطي الأطفال التي تتراوح أعمارهم مابين 9 أعوام و14 عامًا، بين الذكور والفتيات، خاصة طالبات الثانويات ذات الطبقات الراقية في المجتمع اللاتي يعتبرن النرجيلة رمزًا للتطور والثقافة.

ومن خلال إحصائية لمنظمة الصحة العالمية فإن ثلث المجتمع العراقي يتعاطى  النرجيلة، بينما تشير بعض الإحصائيات إلى أن ظاهرة تفشي "النرجيلة" تزداد في المناطق الراقية وافتقارها في المناطق الشعبية التي تعد بمثابة "جريمة" لدى تلك العائلات.

وتقول الطالبة رغد، التي تدرس بكلية ابن الهيثم: تدخين النرجيلة أو السجائر يشعرني بقيمتي فمن خلالهما أمارس حريتي، ولكن في الخفاء بعيدًا عن أنظار الناس.
بينما تؤكد أريج الطالبة بكلية التربية، والتي تعودت على ارتياد أحد المقاهي في المناطق الراقية لتدخين النرجيلة: دخنت للمرة الأولى قبل عام بدعوة من إحدى صديقاتي بهدف التجربة، ثم تعودت عليها فيما بعد، وبت أدخنها فقط في المقهى للتسلية مع صديقاتي لأن الأسرة تمنعها في البيت".

وتؤكد عبير، موظف في إحدى مؤسسات الدولة: إنني في بادئ الأمر دخنت النرجيلة للتسلية مع بعض زميلاتي، حتى بت لا أستطيع الاستغناء عنها، حتى في العمل.
وتذكر الباحثة الاجتماعية سجى عبدالمطلب، في حديث إلى "العرب اليوم": المال والحرية وتردي الوضع الأمني يدفعون الشباب إلى تدخين السجائر والنرجيلة، غالبية الفتيات اللاتي يتعاطين ذات الطبقات الارستقراطية؛ بحجة أنها نوع من أنواع التطور، فالتقليد والانفتاح على العالم الخارجي والرفاهية والحرية المطلقة التي يرافقها غياب الرقابة من الأهل، من أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار مثل هذه المظاهر الغريبة عن تكوين مجتمعنا العراقي.

ويرجح مختص في علم النفس أن الدراما التركية والمصرية والإنترنت نمّت لدى الفرد العراقي حب التجربة وازدياد هذه الظاهرة شيئًا فشي مما ينذر بخطر كبير إذا لم تتخذ الإجراءات اللازمة للحدّ منها، والغاية من ذلك ليست تقييد الحريات بل لمنع انتشار الأمراض حفاظًا على صحة الشباب، داعيًا إلى تشكيل لجان صحية في المدارس والكليات وعمل البواسترات والفولدرات لتوعية الشباب بمخاطر تدخين "النرجيلة".

وأضاف: مكونات ومحتويات تدخين النرجيلة أخطر بكثير من السيجارة، وأثبتت الأبحاث والتجارب العملية الحديثة أن النرجيلة تحتوي على 77 مادة مسببة للسرطان، بالإضافة إلى تسببها في حالة من الإدمان مشابه لحالات الإدمان على المواد المخدرة.

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدمان النرجيلة شبح يهدد المجتمع العراقي باستهداف عقول وأجساد أبنائه إدمان النرجيلة شبح يهدد المجتمع العراقي باستهداف عقول وأجساد أبنائه



GMT 14:39 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:22 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 عمان اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 20:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن
 عمان اليوم - أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab