دراسة بريطانية تؤكد خطورة استخدام الشعر العربي على التطرَف
آخر تحديث GMT18:42:04
 عمان اليوم -

بن لادن ألَف قصيدة لتدمير مدمَرة "كول" عام 2000

دراسة بريطانية تؤكد خطورة استخدام الشعر العربي على التطرَف

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - دراسة بريطانية تؤكد خطورة استخدام الشعر العربي على التطرَف

تنظيم "القاعدة"
لندن ـ سليم كرم

 كشفت دراسة حديثة أجرتها الأكاديمية في جامعة "أكسفورد" إليزابيث كيندال، أن الشعر قد يكون أداة فعَالة في تجنيد المتطرفين المتشددين.
 
وذكرت صحيفة "الغارديان" أن تنظيم "القاعدة" في اليمن يستخدم الشعر كسلاح في التطرف، نظرًا لأن الشعر له قوة تحرك المستمعين والقراء العرب عاطفيًا، فهو يمكنه التسلل إلى النفس وخلق هالة تقليدية من الأصالة والشرعية حول الأيديولوجيات، لذا هو سلاح مثالي للجماعات المتطرفة المتشددة.
 
وأوضحت الصحيفة أن أسامة بن لادن ألف قصيدة لتدمير المدمرة الأميركية كول في عام 2000، والتي قرأ منها في حفل زفاف ابنه، كما وزعها بين المتطرفين المتدربين كموعظة للقتال.
 
وقالت كيندال، "في خضم السعي لفهم قلوب وعقول أولئك الذين يمارسون التطرف المسلح، إهمال تحليل الشعر الذي يقولونه هو خطأ جسيم". حيث يعتبر الشعر جزء أصيل في نسيج الحياة لـ 300 مليون شخص في العالم من الناطقين باللغة العربية، ففي عام 2010 كان يتحدث اللغة نحو 4.5٪ من سكان العالم، وكانت اللغة الخامسة الأكثر استخدامًا في العالم، بعد الماندرين، اللغة الإنجليزية، الإسبانية والهندية. وقد كان هناك برنامج من برامج تلفزيون الواقع يبث من أبو ظبي في المنطقة العربية، وقد أطلق عليه اسم "معشوق الشعر" وهو ما يعادل برنامج المسابقات الغربي "بوب أيدول"، وهو ما لاقى استحسان المشاهدين العرب بشدة.
 
 كما تحصل مبارزات الشعر على المزيد من المشاهدين في دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر من كرة القدم، ويتم التحكيم بين المتسابقين على أساس صفات الشعر وطريقة إلقائهم له، ويحصل الفائز على أكثر من مليون دولار.
 
وأضافت كيندال، أن "القرآن هو الذي أبقى الشعر على قيد الحياة، بل أكثر من ذلك حيث أن الإلقاء الشفهي للشعر لا يزال متداولا في المناطق التي لا يكاد يدخلها الكهرباء والإنترنت مثل شرق اليمن، حيث 3٪ فقط من السكان يصلون إلى شبكة الإنترنت".
 
 ويستند بحث كندال جزئيًا على البيانات التي تم جمعها في محادثة مع 2000 شخص في منطقة المهرة قليلة السكان ولكنها ضخمة جغرافيا. وطلبت إجاباتهم عن أهمية الشعر في حياتهم، كجزء من المسح الاجتماعي والاقتصادي الأوسع الذي أجرته الوحدة لشباب منظمة المهرة، وهي هيئة غير حكومية مستقلة.
 
 وأُجري الاستطلاع في كانون الأول/ديسمبر 2012 من قبل عاملين في الميدان المحلي، رجالا ونساء، وجها لوجه، لالتقاط عينة من الأميين من الجنسين. وجاءت النتائج مذهلة، حيث أن 74٪ من أفراد العينة أفادوا بأن الشعر كان إما "مهم" أو "مهم جدا" في ثقافتهم اليومية.
 
 ووجدت الدراسة أن الشعر قد يكون أكثر أهمية بين القبائل الصحراوية على طول الساحل والتي هي أكثر استقرارا، عن تلك الموجودة في أفقر المجموعات الاقتصادية وبين أولئك الذين يحملون بندقية. والمثير للدهشة أن وجود التلفزيون ومستوى التعليم له تأثير ملموس، حيث ترتبط أهمية الشعر بتقدم العمر. وأخيرا، يشكل الشعر أهمية أكبر بين الرجال (82٪) عن النساء (69٪). وهذا ليس مستغربا، لأن الرجال هم الذين يلقون الشعر في الأساس في التجمعات الرسمية".
 
واعتمدت كيندال في مصادرها خلال جمع المادة البحثية، على مجلة "صدى الملاحم" التي يصدرها تنظيم "القاعدة" على شبكة الانترنت من اليمن بين عامي 2008 و2011. وعلى الرغم من أنها قد توقفت عن الصدور، إلا أنها كانت تحض أتباعها على قراءة المجلات المتطرفة بصوت عال، لأنه من الأسهل حفظ ونقل الشعر لفظيا. وتقول الدراسة، "إن لغة الشعر تحاكي اللغة التي أنزل بها القرآن، لذلك تحث المنشورات التطرفية على الاستفادة من شعر التراث الكلاسيكي".
 
وتحظى بعض القصائد على موقع "يوتيوب"، بأعداد كبيرة من المشاهدات، ويتعزز الأثر عن طريق استخدام الصور، في كثير من الأحيان صور تدريب المتطرفين أوالأطفال القتلى في العراق وغزة، مع موسيقى خلفية باهتة، مما يزيد من مسحة الجاذبية على المعركة الرهيبة بين الخير والشر وهذا هو الموضوع الأساسي الذي تحاول معظم القصائد تمريره.
 
 وأشار البروفيسور فلاغ ميللر إلى أن "الشعر يولد من المعاناة"، مضيفا، "المتطرفون يتحولون إلى الشعر لأن لديهم رؤى متطرفة لا يمكن وضعها في عبارات واضحة".
 
وتابع، "في أوقات النزاع جذري، عندما كان معظم اليمنيين يشعرون بأن تحقيق العدالة شيء مستحيل، كان الشعر يقدم حلولا عميقة، ويبرز الشعر التطرفي هذا العمق من خلال المفردات الغير تقليدية عن التشدد الديني والعرقي والقبلي. خطابهم ليس فقط يبشر بالخراب الهائل في المجتمعات على حد سواء في الداخل والخارج، بل أن له جذور تاريخية عميقة".

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة بريطانية تؤكد خطورة استخدام الشعر العربي على التطرَف دراسة بريطانية تؤكد خطورة استخدام الشعر العربي على التطرَف



GMT 14:39 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:22 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 عمان اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 20:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن
 عمان اليوم - أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن

GMT 20:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab