قلعة الحصن السورية التاريخية
دمشق ـ العرب اليوم
لطالما ضمت ساحات قلعة الحصن التاريخية في سورية، ومسرحها فعاليات وحفلات مهرجان القلعة والوادي، الذي استمر لعدة سنوات وهو يستقطب السياح من سورية وخارجها، ليقدم لهم نشاطات ثقافية وفكرية وفنية ورياضية، شاركت فيها فرق موسيقية عربية وعالمية، كما غنى على مسرحها نخبة من المطربين
العرب، هي قلعة الحصن التي جمعت في مهرجاناتها شخصيات أدبية وثقافية من سورية ومن دول عربية وأجنبية، تركوا أثرًا بلقاءاتهم مع جمهور القلعة الذي كان يزداد في كل عام، حتى أتى مهرجانها السادس في شهر يونيو 2010 ليسدل الستار بهذا المهرجان على زمن عاشت القلعة فيه ازدهارًا ثقافيًا وفكريًا وفنيًا لم تشهده من قبل، وليبدأ بعده مسلسل الاشتباكات والعنف لتكون قلعة الحصن مسرحًا لمعارك ضارية بين الجيش الحكومي والجيش الحر ينتج عنها تدمير لأجزاء من القلعة الاثرية .
ويشير الكاتب البريطانى روبرت فيسك مراسل صحيفة "الإندبندنت" لشؤون الشرق الأوسط، عن الأضرار المدمرة التى لحقت بآثار سورية العريقة من جراء الحرب بين النظام وقوات المعارضة.ويقول فيسك فى مقالة عنوانها، : "سحق آثار سورية القديمة" فى ظل استمرار القتال فى كل أنحاء البلاد.فإن الكثير من الآثار والكنوز في سورية سقطت جميعها فريسة للنهب والتدمير من جانب قوات الحكومة والمعارضة وحتى قلعة الحصن الرائعة التى وصفها لورانس العرب، بأنها ربما أفضل قلعة فى العالم، والتى لم يستطيع صلاح الدين الأيوبى أن يستردها، قد تم قصفها من قبل الجيش السورى، وألحقت أضرار كبيرة بالكنيسة الصليبية داخلها.نتيجة تمركز المعارضة فيها وإنه فى كثير من الحالات، سعت قوات المعارضة إلى البحث عن ملاذ وراء الجدران السميكة للقلاع القديمة، ولم يتردد الجيش السورى فى قصف هذه المبانى التاريخية لتدمير أعدائه.
تعتبر من أجمل قلاع العالم الأُثرية، وهي قلعة أثرية في محافظة حمص.
وتذكر المصادر التاريخية أنه تم إقامة هذه القلعة على أطلال قلعة أقدم منها كان اسمها "شبتون" أقامها الفراعنة عندما هاجموا سورية بقيادة رعمسيس الثاني في القرن الخامس عشر قبل الميلاد.لكن أول إشارة تاريخية للقلعة الحالية كان عام 1031 م عندما وضع أمير حمص شبل الدولة المرداسية نصر بن صالح المرداسي أساساتها أثناء صراعه مع الفرنجة، ولها اسمان حصن الأكراد، وعُرفت أيضًا باسم حصن السفح.
احتل الفرنج القلعة العام 1110، وبقوا فيها حتى وحاصرها صلاح الدين الأيوبي لمدة شهر ولم يستطع اقتحامها حتى جاءها الملك الظاهر بيبرس في العصر المملوكي عام 1271م.الذي حاصرها 45 يومًا ثم أعاد ترميمها لم تلق القلعة اهتمام العثمانيين فسكنها الأهالي حتى عام 1927 حيث بدأت أعمال الترميم واخرج الأهالي منها واستمر الترميم حتى عام 1936
القلعة عبارة عن قلعتين الاولى خارجية يحيط بها سور دفاعي تدعمه أبراج نصف دائرية.
أما القلعة الداخلية العلوية فهي أبراج ضخمة تشرف على القلعة الخارجية من فوق المنحدر الذي بُنيت عليه.
وتبلغ مساحة القلعة ثلاثة هكتارات وهي تقع على تل يرتفع نحو 750 م فوق سطح البحر على بعد قرابة 60 كم غرب مدينة حمص وتتوسط المسافة بين حمص وطرابلس اللبنانية عند نهاية سلسلة جبال الساحل وتحديدًا عند فتحة حمص طرابلس ما يكسبها موقعًا استراتيجيًا يسمح لها التحكم بالطريق الرابط بين الساحل والداخل السوري. ويستطيع زائر قلعة الحصن رؤية البحر منها كما يرى جبال عكار وبرج صافيتا وأطراف حمص وبحيرة قطينة هذه المزايا الطبيعية جعلتها مقصدًا للسياح من كافة أنحاء العالم يضعونها على سلم أولوياتهم السياحية.
في الأشهر الأولى من العام 2010 وصل عدد زائري القلعة 30523 زائر حسب سجل الزائرين من عرب وأجانب وذلك نتيجة ما أقيم بها من مهرجانات وفعاليات ثقافية وهذا الرقم كان مع ازدياد بحسب ماكان عليه في عام 2009 وهو أكثر من 18000 زائر .
أما هي اليوم تصرخ مستنجدة زائريها ومحبيها ومن عاشوا زمانها في ماضيها وحاضرها أن تعود للحياة من جديد فهي لكل السوريين بل للعرب جميعهم تحكي حضارات مضت عاشت بين جدرانها وأسوارها فهل من يعيد إلينا قلعة الحصن لتحتضن من جديد مهرجانات الفكر والفن والثقافة .
أرسل تعليقك