محمد صالح النقبي يؤرخ تراث خورفكان المادي والشفاهي
آخر تحديث GMT22:08:31
 عمان اليوم -

تعتبر روايته أهم توثيق لصناعة "المهكة"

محمد صالح النقبي يؤرخ تراث خورفكان المادي والشفاهي

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - محمد صالح النقبي يؤرخ تراث خورفكان المادي والشفاهي

محمد صالح النقبي يؤرخ تراث خورفكان
الشارقة - جمال أبو سمرا

تفرّغ الراوي محمد صالح علي النقبي، لهوايته في جمع تراث المنطقة المادي والشفاهي، مركزًا على المهن الشعبية والحرف اليدوية القديمة التي توارثتها الأجيال، وشكلت في العصور السابقة شريان الرزق لأبناء المنطقة، لاسيما في مسقط رأسه خورفكان.

وعاش الروائي محمد صالح علي النقبي فترة لا بأس بها من حياة المجتمع الإماراتي القديم، سمحت له بالتعرف إلى مختلف جوانب الحياة التي كان يحياها ذلك المجتمع، واختبار كثير من المهن التي كان يمارسها أبناء جيله، فقد ولد عام 1950 في مدينة خورفكان، التي ترقد بين الجبل والبحر، وتمتاز بالتنوع الطبيعي والمناخي، مما سمح لأهلها على مر القرون بممارسة أنواع كثيرة من المهن، سواء البحرية كالصيد والغوص، أو بالطبيعة الجبلية كتشييد البيوت والعمران وزراعة الواحات وحفر قنوات الري (الأفلاج) وغيرها، أو في الطبيعة الصحراوية كتنمية الإبل والغنم وصناعة الخيم والأعرشة .

وتربى النقبي، في ذلك الجو، وراقب بحس ثاقب ونباهة، تفاصيل المهن التي يقوم بها الناس في محيطهم، ووعاها عن ظهر قلب، ودخل المدرسة، قبل أن يناديه داعي العمل وتحصيل الرزق للسفر على طريقة أبناء جيله، إذ كان السفر إلى الكويت أو السعودية الخيار الأول للشاب الطامح لصناعة مستقبله، وتأسيس حياة أسرية معقولة، بعيدًا عن المهن التقليدية التي كان عائدها ضئيلًا، إذا ما قدر بما أصبح يجنيه أولئك الشباب الذين ذهبوا للعمل في السعودية والكويت، وكانت هاتان الدولتان قد سبقتا الإمارات في استخراج النفط وجني عائداته، مما جعلهما مناطق جذب لليد العاملة من مختلف مدن الخليج والوطن العربي .

ولم تدم غربة النقبي في الكويت أكثر من سنتين، عاد بعدهما ليستقر في الوطن ويعمل في سلك الشرطة في أبوظبي حتى عام 1995 حيث استعفى من العمل لأسباب صحية، وعاد إلى خورفكان، ليستقر فيها.

ولفت اهتمامه بالتراث وحرصه على جمعه وبقائه حيًا للأجيال، إليه انتباه إدارة التراث في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة التي كرمته في دورة 2011 من "يوم الراوي"، تقديرًا لما قام به من جهود جليلة في حفظ التراث والترويج له بين الأجيال القديمة، إذ كان يحرص في كل مناسبة تراثية يحضرها، وفي لقاءاته الخاصة على أن يروي تفاصيل مهن قديمة اندثرت، أو كادت تندثر، ويتحدث عن عادات المجتمع.

وتشكل مرويات محمد صالح النقبي أهم توثيق لمهنة "المهكة''، وهي صناعة الإسمنت الأبيض، التي اندثرت منذ أن بدأت الآلة تدخل إلى حياة المجتمع ومهنه، وكان الرجل المتخصص صاحب الخبرة في هذه المهنة يحفر حفرة مستطيلة بعمق مترين وبطول ثلاثة أمتار وعرض مترين، ويدعم جوانبها حتى لا يتساقط الطوب في داخلها، ثم تملأ بالخشب وجذوع النخل وتضرم فيه النار ويترك حتى يخمد، فلا يبقى إلا الجمر، ثم تصب عليه كمية من المحار، ويترك حتى تخمد النار تحته، ويكون المحار قد ذاب مكونًا مادة بيضاء تسمى محليًا "النورة"، ويتم بعد ذلك وضع هذه المادة في أوان بعد تنقيتها من العوالق ورشها لتصبح مادة جبسية جاهزة للاستعمال، وتستخدم في العادة لطلاء المنازل، كما تستعمل لسد التشققات في السفن والمراكب البحرية.

ويذكر كتاب "يوم الراوي" الصادر عن إدارة التراث في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة أن النقبي اهتم بمهن عدة أخرى، منها مهنة صناعة الأعرشة من سعف النخيل التي فصل في مروياته مراحل صناعتها، وأنواع العرشان التي كانت رائجة لدى أهل المنطقة قبل أن يتحولوا إلى اللّبِن والإسمنت والأبنية الحديثة، إذ يصنع العريش من سعف النخل وجذوعه، وهناك أنواع منه، منها "الطيارة" وهي السقيفة التي تكون لها أربع دعامات وسقف، وتكون جوانبها مكشوفة، وأما "العشة" فهي بيت صغير موقت، يبنى للإيواء، ولا يشترط فيها القوة، لأنها تستخدم لأيام قليلة، ولا يراد منها مقاومة الزمن، وأما "العريش" فهو بيت دعائمه من جذوع النخل جدرانه من السعف وكذلك سقفه، ويكون سعفه منسوجًا ومدعمًا، ليقاوم البرد والريح ويبقى طويلًا .

وروى النقبي عن صناعة النعال والخناجر وزراعة الحبوب وغيرها من المهن التي أراد أن يحفظ تاريخها، ليعرفوا كيف تحلى أجدادهم بالصبر والعزيمة واستطاعوا أن يعيشوا كرماء بعرق جبينهم .

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد صالح النقبي يؤرخ تراث خورفكان المادي والشفاهي محمد صالح النقبي يؤرخ تراث خورفكان المادي والشفاهي



GMT 14:39 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:22 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 عمان اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 20:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن
 عمان اليوم - أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab