معرض الشارقة الدولي للكتاب يبحث دور المعرفة في مواجهة التطرف
آخر تحديث GMT18:42:04
 عمان اليوم -

دعا جون مكارثي إلى الاهتمام بتوثيق وسرد القصص الفردية

معرض الشارقة الدولي للكتاب يبحث دور المعرفة في مواجهة التطرف

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - معرض الشارقة الدولي للكتاب يبحث دور المعرفة في مواجهة التطرف

معرض الشارقة الدولي للكتاب
الشارقة - العرب اليوم


ناقش معرض الشارقة الدولي للكتاب، الأربعاء، التحديات التي تفرزها الكتابة العدوانية، ودور الكتابة المعرفية الهادفة في مواجهة الأفكار الهدامة والعدوانية، بمشاركة ثلاثة من أبرز الكتّاب العرب والأجانب، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للدورة الرابعة والثلاثين من المعرض، التي تقام في الفترة من 4 إلى 14 تشرين الثاني/ نوفمبر في مركز "إكسبو الشارقة".

وشارك في الندوة التي أٌقيمت في قاعة ملتقى الأدب، وجاءت تحت عنوان "الكتابة ومواجهة الراهن"، كل من الكاتب والشاعر الإماراتي حبيب الصايغ، رئيس تحرير صحيفة الخليج المسؤول، ورئيس مجلس إدارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، والكاتب والمذيع البريطاني الشهير جون مكارثي، والكاتبة والروائية الباكستانية الساخرة موني محسن، بينما أدارها الإعلامي محمد غباشي.

وأوضح حبيب الصايغ "تنقسم الكتابة إلى قسمين هما الكتابة المعرفية التي تهدف بشكل أساسي إلى التنوير وتعزيز الوعي، وكتابة عدوانية تتسم بالقسوة، وهو ما نلمسه اليوم في كتابات التيارات المتطرفة، واعتبر أن محاولة قتل الطفلة الباكستانية ملالا، وحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، واعتقال الصحافي البريطاني جون مكارثي لخمس سنوات هي نوع أنواع الكتابة العدوانية، فالخطاب العربي السائد الآن جله ساذج ومضاد لمعاني الحداثة ولا يعترف بمبدأ التصالح والتسامح مع الآخر المختلف معنا، بل بدأ يتجاوز في كثير من الأحيان الدين واللغة والإرث".

وأضاف "معظم سياسات وتوجهات الجماعات التفكيرية المتطرفة ليست من الدين في شيء، وتنم عن الفهم الخاطئ والمتعمد للنصوص الدينية، والاجتهاد في تقديم تفسيرات تخاطب روح الإسلام المنادية بمكارم الأخلاق وإحترام الآخر، ونحن نرى اليوم كيف أوصلنا هذا الخطاب العدواني التحريضي إلى تبني ثقافة التفجيرات وسفك الدماء، والتي لم تسلم من هنا حتى دور العبادة التي لها قدسيتها".

وأشار الصايغ إلى أن ثقافة الحوار لم تعد موجودة، بل تكاد تكون وعلى الرغم من كثرة الأطروحات التي تبشر بالسلام والمحبة وإحترام الآخر مجرد حلم بعيد المنال، وأكد على أن هذا الموضوع يحتاج إلى بحث وتمحيص بشكل أكثر حيوية ونشاط، بما يدعم ويعزز الكتابة التي تؤمن بالحياة والمنادية بالسلام العالمي، وتأسيس قواعد متينة للحداثة والابتكار وتعميقهما في المجتمع، وكشف أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت مٌغذياً رئيسياً لبث الفتنة والفُرقة والشتات مثل الطائفية وغيرها من المحن التي يعيشها العالم العربي.

وأوضحت موني محسن في مداخلتها، "لا أعتبر نفسي كاتبة ساخرة، بل أرى نفسي كاتبة تنتهج أسلوباً من أساليب الكتابة تحاول من خلاله عكس الحقيقة كاملة، وكشف زيف ونفاق المجتمع مستخدمة في ذلك خفة الظل، فالرؤية التي أُومن بها تعترف بصعوبة الفصل ما بين الكتابة والواقع الذي نعيشه، كما أؤكد على أنني لست واعظة، بل أنني كاتبة لا تهرب من الواقع الذي من حولها وتعكسه بكل تجرد من خلال كتاباتها". وقامت موني بسرد مقتطفات من روايتها "مذكرات فراشة" التي عكست من خلالها التحولات الكبيرة التي طالت المجتمع الباكستاني في السنوات الأخيرة.

كما سرد جون مكارثي تجربته مع الاختطاف، وكيف أنها جعلته يدخل إلى عالم الكتابة الأدبية من بوابة الصحافة التي قادته للاعتقال عندما كان يغطي أحداث الحرب الأهلية في لبنان خلال ثمانينات القرن الماضي، وبيّن "أن تجربة الاعتقال أفادتني كثيراً في قراءة الواقع الذي يدور في منطقة الشرق الأوسط، وأعطتني منظوراً جديداً لما يشعر به الفلسطينيون وأصحاب الحقوق المشروعة في كل دول العالم من اضطهاد وظلم، وما يعانون منه في مخيمات اللجوء ودول المهجر، وقادني ذلك الشعور إلى تأليف كتاب يوثق هذه المرحلة المهمة من حياتي، واستطعت من خلاله أن أُحول هذه التجربة التي عايشتها وما تزخر به من قصص إلى عمل أدبي، والذي أعتبر أنني لم أسرد فيه تجربتي الشخصية فحسب بل عكست فيه المعاناة التي يتعرض لها ملاين البشر في مختلف أنحاء العالم".

وكشف مكارثي عن "أهمية توثيق وسرد القصص الفردية في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى، خصوصًا وأننا نعيش في عصر الأزمات الذي بتنا فيه في كثير من الأحيان  كالجمادات، فالفظاعات التي تحدث فيه أصبحت لا تحرك فينا ساكناً، بل صرنا  نتلذذ بمشاهد التخريب والدمار، والقتل والتمثيل بالجثث، وأكد على أنه ومن خلال الكتابة يمكن أن نغيّر من هذه السلوكيات الخاطئة التي تتعارض تماماً مع الفطرة الإنسانية السليمة".

وفي إجابته على السؤال المتعلّق بقراءة الواقع العربي، بيّن حبيب الصايغ، "بعد مرحلة الربيع العربي وكنتاج طبيعي لهذه الكتابات العدوانية، انحصر الصراع داخل الحضارة الإسلامية فصرنا نرى كيف يتضرر النسيج الاجتماعي في عدد كبير من الدول العربية، وتفشي الطائفية والقبلية فيها، فعلينا الاعتراف بتحولات الواقع وضرورة بناء مسارات التجديد فيه، وإيصال صوتنا للمختلف معنا ثقافياً ودينياً، ومن هنا نثمن مبادرة منحة الترجمة التي أطلقها قبل سنوات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي تعزز حوار الحضارات وتبني ركائز متينة للحوار واحترام الآخر".

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معرض الشارقة الدولي للكتاب يبحث دور المعرفة في مواجهة التطرف معرض الشارقة الدولي للكتاب يبحث دور المعرفة في مواجهة التطرف



GMT 14:39 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:22 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 عمان اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 20:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن
 عمان اليوم - أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن

GMT 20:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab