االمخرج أصغر فرهادي
طهران ـ مهدي موسوي
اعتقد البعض أنَّه مع فوز الفيلم الإيراني "ذا سيباريشن" للمخرج أصغر فرهادي بجائزة الأوسكار العام الماضي، قد تكون هذه هي السنوات الذهبية للسينما الإيرانية. ولكن زيادة الرقابة جعل العديد من صناع الفيلم ذوي الشهرة الكبيرة يتقاعدون مبكرًا أو يمتنعون عن الذهاب إلى أوروبا الغربية وأميركا الشمالية.وإذا نظرنا
على قوائم الأفلام في المهرجان التي من بينها فيلم "الفجر" ، الذي يخلد ذكرى ثورة 1979 الإيرانية، والتي تعد واحدة من أهم الأحداث في الشرق الأوسط، فالفيلم يظهر عامًا آخر من الضعف لصناعة الفيلم الإيراني. فقد انخفض عدد المنتجين المحليين الجدد، مما ترك الأفلام الإيرانية فريسة للركود في صناعة الفيلم الإيراني.
فالأفلام في مهرجان الفيلم السينمائي الذي كان 1980 و 1990هو السبيل الوحيد للإيرانيين الذي يمكن من خلاله عرض أفلام السينما الأجنبية، هذا العام شمل فيلم " Finding Nemo" ، " Kung Fu Panda 2" ، " Harry Potter 7" .
المخرج ناصر تاغافي، اسم مألوف في إيران، تخلَّى عن صناعة الأفلام في العام 2005، وهي السنة التي تولي فيها محمود أحمدي نجاد السلطة من حكومة محمد خاتمي الإصلاحية.
وقد رحل بهرام بيزاي، (وهو مخرج شهير آخر في إيران)، إلى الولايات المتحدة، في حين قضى جعفر بناهي وقتًا في السجن ووضع تحت الإقامة الجبرية لمحاولته إنتاج فيلم عن الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات في العام 2009.
وواجه حظرًا لمدة 20 عامًا على كتابة النصوص وإخراج الأفلام، أو إجراء أيه مقابلات أو مغادرة البلاد.
على الرغم من هذا، فقد شارك في إخراج فيلم، " Closed Curtains ، الستائر المغلقة"، الذي افتتح في مهرجان برلين السينمائي هذا الأسبوع.
ويقول أحد المارة الذي تسلم ورقة دعائية عن فيلم الفجر خارج سينما الإيرانية طهران "كنت أحب المهرجان ولكن أصبحت جودة الأفلام قليلة الآن، لم يسبق لي أن سمعت عن أي من هؤلاء المخرجين.
ويقول آخر إن المخرجين التقليديين في إيران يبقون بعيدًا لأنهم لا يريدون أن يكونوا تابعين للمهرجان الذي تديره الحكومة.
وتم انتقاد وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي (المعروفة بإسم الإرشاد)، من قبل المخرجين الإيرانيين لـ"تعقيم" هذه الصناعة، الصناعة التي تسمح فقط بعرض الأفلام السياسية الخفيفة أو المعتدلة.
وبالنسبة للمخرجين، فإن الرهان الوحيد المؤكد لصانعي الأفلام السياسيين هي تلك التي تصور ما يطلقوا عليه "الدفاع المقدس" في (الحرب العراقية الإيرانية).
وهذا الأسبوع، ردًا على سؤال لأحد الصحفيين حول تجنب مهرجان أفلام اللعب الحساسة، قال رئيس المهرجان أن "المعايير التقنية والمفاهيمية للأفلام" قد أثيرت، مما تسبب في انخفاض وركود في صناعة الأفلام الإيرانية التي يتم عرضها.
وعلى النقيض من أفلام السينما، فإن الأفلام التلفزيونية تشهد ازدهارًا كبيرًا، حيث يتم تمولها والإشراف عليها من قبل إذاعة الجمهورية الإيرانية الإسلامية التابعة للدولة، التي تقوم بإنتاج مئات من الأفلام.
وفي نهاية المطاف يمكن القول إن تعامل الجمهورية الإيرانية الفقير تجاه أصولها الوطنية السينمائية هي التي أدت لانحدار هذه الصناعة. وقبل بضع سنوات، رفض المخرج ناصر تاغافي إيصال للحصول على السيارة الإيرانية الصنع "بيكان" بنصف ثمنها كجائزة، وقال مازحًا أنه لا يمكن أن يتحمل مصاريف النصف الآخر. وكشف هذا العام، عن سبب توقفه عن صناعة الأفلام طوال ثماني سنوات قائلًا "حتى اليوم لا أملك الحصول على إذن لصناعة الأفلام، ولن أقوم بصناعة أي فيلم".
أرسل تعليقك