القاهرة - العرب اليوم
تعمل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" على مواجهة مخاطر نقص الغذاء العالمي، وتعنى بشكل كبير بمواجهة الجوع في منطقة الشرق الأوسط، كما أنّها تنشط لتكثيف جهودها في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، حيث تصل إلى القاهرة، الثلاثاء، السفير الخاص للمنظمة لشؤون القضاء على الجوع في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا دارين الخطيب، في بداية زيارة إلى المنطقة للتشجيع على الفهم الأفضل لرؤية منظمة "فاو" لعالم خالٍ من الجوع وسوء التغذية، في إطار رؤية المنظمة للمضيّ قدمًا في خطة تحدّي القضاء على الجوع بحلول عام 2030.
وتشير أحدث تقديرات منظمة "فاو"، إلى أنّ مستويات الأمن الغذائي والتغذوي في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تدهورت بشكل كبير خلال السنوات الخمس الماضية، ما يقوض التحسينات الثابتة التي تحققت قبل عام 2010، ففي عام 1990 كان عدد الذين يعانون من الجوع في المنطقة نحو 16.5 مليون شخص، لكن بنهاية عام 2015 ارتفع عدد من يعانون من نقص التغذية بمعدل الضعف ليصل إلى نحو 33 مليون شخص، حيث أثرت التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسكانية والسياسية التي شهدتها المنطقة خلال العقود الثلاثة الماضية بشكل كبير على طبيعة وحجم وحدّة المشاكل الصحية والغذائية، وأدرجت الكثير من دول منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا على قوائم الدول التي تعاني من أعلى معدلات السمنة في العالم، كما أدرجت الكثير من دول المنطقة الأخرى على قوائم الدول التي تعاني من أعلى معدلات التقزم بين الأطفال.
وتعمل منظمة "فاو" مع الدول الأعضاء فيها للمساعدة على تحسين وحماية أنظمة الغذاء وضمان توفر تغذية أفضل واستهلاك صحي ومواءمة الممارسات الزراعية مع التغير المناخي من أجل إطعام العدد المتزايد من سكان العالم.
وتقوم دارين الخطيب، في بداية الزيارة إلى المنطقة في إطار جهود المنظمة الدولية لمواجهة المخاطر الغذائية، برفقة المدير العام المساعد لـ"فاو" والممثل الإقليمي للمنظمة في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا السيد عبد السلام ولد أحمد، إلى جانب عدد من المسؤولين في المنظمة، بزيارة يوم غدّ الأربعاء، لمشروع "تحسين الأمن الغذائي والتغذوي الأسري في مصر من خلال استهداف النساء والشباب" في منطقة بني سويف، من أجل الاطلاع على نتائج تنفيذ المشروع والآثار الإيجابية التي حققها.
ويركز المشروع الذي تمّ إطلاقه منذ شهر ديسمبر/كانون الأول عام 2012 واستمرّ حتى شهر يوليو/تموز 2017 في خمس محافظات صعيد مصر، وهي أسيوط وأسوان وبني سويف والفيوم وسوهاج، على عدد من الأهداف الرئيسية، وهي الترويج لتعليم العادات الصحية والمغذية وإيجاد وسائل جديدة للوصول للناس عبر الإعلام والتعبئة الاجتماعية والتواصل المباشر مع المجموعات المستهدفة، وتعزيز إنتاج الأسر من الغذاء والنشاطات المدرة للدخل،
وبناء القدرات والوسائل التكاملية والتشاركية لتحسين الأمن الغذائي والتغذية، حيث قدّم المشروع، بحسب بيانات منظمة "فاو"، في مصر، بشكل عام، المزيد من التنوع الغذائي والنظم الغذائية الأكثر صحة للعائلات ووفر للأسر أيضا المزيد من الأمن التغذوي. وقد أصبح النساء والشباب في المحافظات الخمس الآن أكثر تمكيناً بعد حصولهم على المعرفة والمهارات في مجالات التغذية والزراعة والثروة الحيوانية والدواجن، إضافة إلى اكتسابهم المعرفة في مجال المشاريع والتسويق، وقاد هذا الأمر إلى تحسين الإنتاجية وسبل العيش.
وأوضحت المنظمة بأنّ "مصر نجحت في زيادة إمدادات الغذاء على المستوى الوطني، لكن البلاد لم تحقق المستوى نفسه من النجاح في معالجة سوء التغذية الذي لا يزال يشكل واحدًا من التحديات الرئيسية التي تحتاج إلى مواجهتها، وتواجه مصر، في الواقع، عبئًا ثلاثيًا، ناتج عن سوء التغذية الذي يشكّل 35% من العبء المرضي لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمسة أعوام، إضافة إلى وجود شكليّ سوء التغذية معًا، وهما فرط التغذية ونقص التغذية،
مع وجود نقص في المغذيات الدقيقة"، مضيفة أنّ "مصر لا تزال من الدول التي تركز عليها المنظمة في مبادراتها الإقليمية المعنية في بناء القدرة على الصمود لتحسين الأمن الغذائي والتغذية، وسيتم تنفيذ إطار عمل استراتيجي للحدّ من فاقد الأغذية والهدر الغذائي".
ويعتبر الوصول إلى عالم خالٍ من الجوع أحد أهداف التنمية المستدامة، الهدف الثاني، التي طوّرها ووافق عليها المجتمع الدولي، وهو في صلب عمل منظمة "فاو"، وتعمل المنظمة بشكل وثيق مع الحكومة والشركاء الإقليميين لتعميم الأمن الغذائي والتغذية والزراعة المستدامة في السياسات والبرامج العامة.
ويُشار إلى أنّ دارين الخطيب، هي في الأصل، صحفية لبنانية وناشطة في الدعوة إلى القضاء على الجوع في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، وانضمت في مارس/آذار عام 2017 إلى منظمة "فاو" في مساعيها للمساعدة على نشر الوعي بالصعوبات المتزايدة أمام تحقيق الأمن الغذائي للجميع في منطقة تعاني من النزاع وندرة المياه والتغيرات المناخية.
أرسل تعليقك