لندن -عمان اليوم
ارتفعت أسعار النفط الجمعة ليتخطى خام برنت 68.5 دولار، لتواصل المكاسب التي حققتها في الجلسة السابقة، بعد أن اتفقت «أوبك» وحلفاؤها على عدم زيادة الإمدادات في أبريل (نيسان)، إذ يترقبون تعافياً أكبر للطلب في ظل جائحة فيروس «كورونا».
وزادت العقود الآجلة لخام «برنت» تسليم مايو (أيار) 1.84 دولار، أو ما يعادل 2.76 في المائة، إلى 68.58 دولار للبرميل، بحلول الساعة 12:35 بتوقيت غرينتش، وتمضي على مسار تحقيق مكاسب نحو اثنين في المائة في الأسبوع. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.62 دولار، أو 2.54 في المائة، إلى 65.45 دولار.
وارتفع الخامان القياسيان أكثر من أربعة في المائة الخميس بعد أن مددت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء، المجموعة المعروفة باسم «أوبك+»، تخفيضات إنتاج النفط إلى أبريل (نيسان)، ومنحوا استثناءات محدودة لروسيا وقازاخستان.
وقال مايكل مكارثي كبير استراتيجي السوق لدى «سي إم سي ماركتس» إنه «يظهر فقط المفاجأة في مدى انضباط (أوبك+)». وتفاجأ المستثمرون بأن السعودية قررت الإبقاء على خفضها الطوعي البالغ مليون برميل يومياً خلال أبريل حتى بعد أن ارتفعت أسعار النفط على مدى الشهرين الماضيين.
وصعدت أسعار الخام منذ بداية نوفمبر (تشرين الثاني)، لكن الطلب الحاضر على النفط من شركات التكرير وغيرها من المستهلكين لم يوازِ ذلك بعد، إذ يجري تداول شحنات إلى أسواق رئيسية، مثل الصين بوجه عام بأسعار منخفضة في ظل تباطؤ المبيعات.
وقال وزير النفط الهندي دارمندرا برادان إن قرار «أوبك+»، بمواصلة تخفيضات الإنتاج سيلحق الضرر بالمستهلكين في الدول المشترية للخام.
ويشكل صعود أسعار النفط تحديات مالية للهند، حيث لامست أسعار البيع بالتجزئة للوقود الخاضعة لضرائب كبيرة في الآونة الأخيرة مستويات مرتفعة قياسية، مما يهدد التعافي المدفوع بالطلب. وتستورد الهند، ثالث أكبر اقتصاد في آسيا، نحو 84 في المائة من احتياجاتها النفطية، وتعتمد على إمدادات الشرق الأوسط لتلبية نحو ثلاثة أخماس الطلب.
ورداً على طلبات الهند المتكررة بزيادة الإنتاج، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان مساء الخميس إنه «يتعين على الهند بدء استخدام النفط الذي اشترته بسعر زهيد خلال انهيار الأسعار العام الماضي»، ولكنه تابع في الوقت ذاته: «سنواصل العمل مع بعضنا البعض... نشاركهم (الهند) وجهة نظرهم في أن تجنب تقلب (في الأسعار) سيساعد كلاً من المنتجين والمستهلكين». ويراجع المحللون توقعاتهم للأسعار لتشمل استمرار تقييد الإمدادات من جانب «أوبك+» ومنتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة الذين يكبحون الإنفاق بهدف تعزيز عوائد المستثمرين.
ورفع «غولدمان ساكس» توقعه لسعر «برنت» خمسة دولارات إلى 75 دولاراً للبرميل في الربع الثاني، و80 دولاراً للبرميل في الربع الثالث من العام الحالي، بينما زاد «يو بي إس» توقعه لـ«برنت» إلى 75 دولاراً للبرميل ولخام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى 72 دولاراً للبرميل في النصف الثاني من 2021.
وقال «غولدمان»: «استراتيجية إمدادات (أوبك) ناجعة بسبب عدم توقعها وفجائيتها. نعتقد أنه من الواضح حاليا أن (أوبك+) في الحقيقة تنتهج استراتيجية سوق النفط التي تتسم بالشح، فيما يشير ميزان العرض - الطلب المحدث لدينا إلى أن مخزونات دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تنخفض لأدنى مستوياتها منذ 2014، بحلول نهاية العام الحالي».
وخفض البنك توقعه لإنتاج «أوبك+» بمعدل 0.9 مليون برميل يومياً على مدى الأشهر الستة المقبلة، وقال إن الإمدادات من النفط الصخري وإيران وخارج «أوبك» ستظل غير مرنة بشدة على الأرجح تجاه الأسعار حتى النصف الثاني من 2021. مما يسمح لـ«أوبك+» بإعادة موازنة سوق النفط سريعاً. وقال البنك إن المسألة الرئيسية ستكون «رد الفعل المحتمل للإمدادات الصخرية، بيد أن أحدث موسم للأرباح يشير إلى أن المستثمرين ما زالوا بعيدين عن تعويض النمو».
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك