الرياض ـ سعيد الغامدي
أعلن «مهرجان تورنتو السينمائي الدولي» مشاركة 3 أفلام سعودية في الدورة الـ84 المقبلة، في سابقة هي الأولى من نوعها للمهرجان الأكبر من نوعه خارج قارة أوروبا، ما يضيف نكهة سعودية فريدة للدورة التي تنطلق في 7 سبتمبر (أيلول) المقبل. تتضمّن قائمة الأفلام: «هجان» لأبو بكر شوقي، و«مندوب الليل» لعلي الكلثمي، و«ناقة» لمشعل الجاسر.
تقام هذه العروض العالمية ضمن قسم «ديسكفري» الذي يهتمّ بالأعمال الأولى والثانية للمخرجين المتميزين في العالم؛ بإطار فرصة كبيرة تؤكد قوة حضور صناعة الأفلام السعودية في المحافل العالمية، خصوصاً أنّ كثيراً من السينمائيين العالميين يَعدّون هذا المهرجان «بروفة» لجوائز «الأوسكار»، حيث تتطابق بشكل لافت نتائجه مع قوائم الفائزين ضمن فعالياته.
فيلم «هجان» هو من إنتاج «مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي» (إثراء)؛ عنه يقول رئيس الفنون الأدائية والسينما في «إثراء» ماجد زهير سمان: «نحن متحمّسون لتقديم هذه القصة السينمائية إلى العالم ضمن رؤية سعودية فريدة. مهمتنا هي دعم صناعة السينما المتنامية في المملكة، من خلال رعاية المواهب المحلية وتعزيز إنشاء المحتوى السينمائي. في الفيلم، أردنا سرد قصة مؤثرة عن الارتباط الوجداني ما بين الصبي والجمل، إذ إنه غالباً ما يُساء فهم الإبل، رغم مكانتها الخاصة في ثقافتنا العربية».
وإذ يؤكد سمان أنّ الفيلم يسرد هذه القصة عبر طاقم عربي من ذوي الخبرة في المشاريع السينمائية العالمية، يضيف: «قطعنا شوطاً إضافياً، وأسهمنا أيضاً في تطوير الجيل الجديد من صانعي الأفلام السعوديين عبر دمج المواهب الشابة الطموحة ضمن الطاقم الدولي العامل على فيلم (هجان)؛ ومن خلال هذه الجهود، نطمح إلى تعزيز صناعة السينما في المملكة ومشاركة ثقافتنا وقصصنا الغنية مع الجمهور العالمي».
أما «مندوب الليل»، فهو من إنتاج «ستوديو تلفاز 11»، بدعم من مؤسسة «مهرجان البحر السينمائي» - صندوق دعم الإنتاج؛ من كتابة علي الكلثمي وإخراجه. تحمل قصته مزيجاً من الدراما والتشويق، حيث يعيش المشاهد مع فهد القضعاني، الشاب الثلاثيني الأعزب المضطرب الذي يتوه وحيداً مهموماً كل ليلة في زحمة الرياض وشوارعها. فقدان العاطفة وضياع الوظيفة وتوصيل الطلبات... تدفعه كلّها للتخلّي عن مبادئه في عالم لا يفقه فيه شيئاً.
عنه يقول الكلثمي: «سعيد بأن يكون العرض العالمي للفيلم في مهرجان مثل (تورنتو)، خصوصاً في قسم (ديسكفري) الذي انطلق منه مخرجون عالميون، من بينهم كريستوفر نولان. على قدر اهتمامي بآراء النقاد والمشاركة في مهرجان عالمي مثل (تورنتو)، فإنني أتطلّع بشدة إلى آراء الجمهور في السينما السعودية، الذين صنعنا من أجلهم هذا الفيلم. وقد حرصنا على أن نعكس جزءاً من حياتنا وحواراتنا اليومية في الرياض من دون تعقيد. أنا على يقين بأنّ الفيلم سينال إعجاب الجمهور السعودي مع بداية عرضه في نهاية هذا العام».
الفيلم الثالث «ناقة»، للمخرج مشعل الجاسر، من نوع الإثارة والتشويق، يروي قصة شابة تقطّعت بها السبل في الصحراء للعودة إلى منزلها قبل فترة حظر التجوّل، تحت تهديد العقاب الشديد من والدها الصارم.
تأتي الأفلام الثلاثة في قسم «ديسكفري» الذي يُعدّ من بين أقسام المهرجان التي تُعنى بعرض السينما والمواهب من جميع أنحاء العالم. كما يتمتّع بتاريخ غني في عرض الأفلام الطويلة الأولى والثانية لصانعي أفلام انطلقوا من هناك ليقدّموا للعالم أعمالاً سينمائية رائعة، من بينهم المخرج الإيراني جعفر بناهي، والمخرج الأميركي - البريطاني كريستوفر نولان والمخرج المكسيكي ألفونسو كوارون، وغيرهم.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
طلال مداح أول فنان سعودي يُمثل بفيلم سينمائي
فيلم "بيت الروبي" أول فيلم عربي يعرض في صالات السينما التركية
أرسل تعليقك