دمشق-عمان اليوم
ذكرت الفنانة السورية أمانة والي إن مفهوم السعادة حالياً يختلف عما كان عليه قبل عشرة أعوام، فهو مفهوم يختلف من فترة إلى أخرى حتماً، ويختلف أيضاً من شخص إلى آخر، وأضافت في تصريحات تلفزيونية، أن الكثير من الأمور التي كانت تحقق السعادة في الفترة السابقة، لم تعد موجودة الآن، بسبب الظرف الثقافي، والاجتماعي والاقتصادي ومتطلبات الحياة ككل، مشيرةً إلى أن الجيل الحالي، محروم من كثير من المتع، التي كانت متاحة لدى الأجيال السابقة، لأنه شهد على الحروب والأزمات، كما يلهي وقته بالتكنولوجيا وتبعاتها، غافلاً عن كثير من متع الحياة الأخرى، مبتعداً عن الانخراط الاجتماعي وتكوين العلاقات.
وعن قيام الجمهور بنسبها للمسرح أكثر من التلفزيون رغم تقديمها للعديد من الأعمال الدرامية، اعتبرت والي أن المسرح أبو الفنون، وعند نسبها للمسرح فهذا وسام على صدرها تفتخر به، لأن الممثل المسرحي قادر على الوقوف أمام أي عدسة وليس العكس، مبينةً حاجتها للمسرح أكثر من حاجته لها وحبها للعلاقة مع الجمهور المسرحي.
وبينت أنه لكل من التلفزيون والسينما والمسرح خصوصية تجعلها غير مهددة بالإلغاء، نتيجة سيطرة أحدهم على الآخر، أو وجود السوشال ميديا والإنترنت، مشددة على ضرورة الاهتمام بالمادة المطروحة، لتكون قيّمة وتجذب الجمهور على نحو كبير.
أما درامياً، وبالحديث عن الأعمال المشتركة، قالت والي إن تلك الأعمال غير مقنعة، لكثرة اللهجات المحكية في العمل، مشيرةً إلى أن وجود عدد من الجنسيات في الدراما المشتركة، هو ضمن خطة الاستهلاك التي تطلبها القنوات ويعمل عليها المنتجون، مضيفة أن المخرج السوري أضاف الكثير على الأعمال المشتركة.
وأوضحت أن واقع الوسط الفني حالياً، مختلف عما كان عليه سابقاً، من ناحية احترام الفن والفنانين، ومنحهم القدرة على مشاركة المخرج في تفاصيل العمل، إضافةً إلى الناحية الاقتصادية، ووجود الفرص الكثيرة لعدد قليل من الفنانين، وتوافر عدد من القنوات التلفزيونية، مستنكرةً وجود نصوص سوقية وسيئة في الفترة الحالية، ودخول أناس غير مهنيين إلى الوسط من منتجين وفنانين، غير مدركين لماهية مهنة التمثيل.
وعن قلة الفرص المتاحة للفنانة التي تجاوزت سنّ الأربعين، قالت إن هذه الظاهرة موجودة، رغم تجاوز بعض الكتّاب لها خلال الفترة الماضية، كما نسبت إليهم القيام بنشر الظاهرة، لأنهم يهتمون بطريقة الكتابة التي تؤمّن لهم بيع النص.
واعتبرت "الواسطة" موجودة في الفن، واتخذها كثير من المخرجين والمنتجين كحجة، يستطيعون من خلالها قبول ورفض من يشاؤون من الفنانين للمشاركة في العمل الذين يمولونه.
وفي الحديث عن ابنها الفنان السوري يوسف رزق، قالت إنه متمرس في مهنة التمثيل وطموح، وله الكثير من المواهب إضافة إلى التمثيل، منها الرقص والعزف على آلات موسيقية كالبيانو والغيتار والفلوت، ويمتلك شيئاً من حب التنويع والتطوير الخاص لذاته، مضيفةً أنه لا يعيش الحياة التي عاشتها ولا يشبهها، بل كوّن ما هو مميز بالنسبة له ولأسلوب حياته.
وكانت قد عارضت دخوله إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، لأنها لم تكن تود أن يعيش بسبب الفن ويكون هو المكسب المادي الوحيد في حياته، لأن الاعتماد على الفن مادياً ينتهي بالأخطاء، كما تمنت لو درس الصيدلة، وبعد الانتهاء من دراسته، وإكمال مشروعه الخاص في هذا المجال أن يتخذ من الفن هواية.
وأضافت أنها لا تمانع تقديمه للمشاهد الجريئة، حيث قدم بعضاً منها في العرض المسرحي "أدرينالين" مع المخرج زهير قنوع، باعتبار أن جيلها مختلف عن الجيل الحالي، والجرأة حرية شخصية بالنسبة لها.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك