وصف فنانون ونقاد سينمائيون، البطولة الثنائية، باعتبارها الحل الأنجع لصناعة السينما العربية في هذا الوقت، مشيرين إلى أنها تضمن انتشاراً أكبر بين الجمهور الذي يفتش كل واحد منهم عن نجمه المفضل.
وأكد نقاد، أن هذا الأمر لن يقتصر على السينما فقط بل ودراما 2021 التي تتجه إلى تغيير مسارها، حيث لم يعد البطل الأوحد الحصان الرابح في سباق المشاهدات والأرباح مهما كان اسم النجم وشعبيته، وأشاروا إلى أن أفلام النجم الأوحد أضرت بالصناعة وحتى إن حققت إيرادات إلا أنها لا تعيش في ذاكرة الجمهور؛ لأن الكثير منها لا قيمة له.
وفي الدراما يعود أحمد عز للعمل مع هند صبري من خلال مسلسل «هجمة مرتدة»، وفي السينما يشارك أحمد عز مع كريم عبدالعزيز في فيلم «كيرة والجن» المأخوذ عن رواية الكاتب أحمد مراد «1919»، وكان من المقرر أن يعرض العمل في عيد الأضحى لكن انشغال نجومه وراء تأجيله أكثر من مرة.
كما يظهر الثنائي أحمد السقا وأمير كرارة معاً من خلال مسلسل «نسل الأغراب»، الذي جرى الإعلان عنه مؤخراً، فيما يتقاسم كريم عبدالعزيز بطولة مسلسله الرمضاني الجديد مع أحمد مكي، وهو الجزء الثاني من مسلسل «الاختيار»، والذي عُرض الجزء الأول منه في رمضان الماضي، وأدَّى بطولته أمير كرارة.
ثقافة الممثل
اعتبر المخرج الإماراتي طلال محمود، البطولة المشتركة ظاهرة صحية فنياً وتسويقياً، مؤكداً أن الأفلام والدراما التي تجمع أكثر من نجمٍ في عملٍ واحدٍ، تساعد على نجاح هذا العمل.
ويتوقف نجاح البطولة المشتركة، برأي محمود، على ثقافة الممثل وكيفية أداء الدور وتقبله أن يشاركه نجم آخر في البطولة، مستشهداً على ذلك بفيلم «حسن ومرقص» الذي أدى بطولته الفنانان القديران عمر الشريف وعادل إمام، ما جعلنا نشاهد عملاً يتسم بالبساطة والعالمية.
المستقبل للجماعية
ويؤمن الفنان منصور الفيلي بأنَّ البطولة المشتركة ناجحة على جميع المستويات، متوقعاً أن يختفي في المستقبل القريب نهائياً مسمى البطل الأوحد، منوهاً بأن البطولة الجماعية تتوقف على قوة النص والكاتب الذي يستطيع عمل توليفة بين الفنانين، وأن يكون هناك توازن بين شخصيات العمل.
ودعا النجوم إلى تقبل المشاركة في البطولة، حتى لا يأتي وقت على النجوم لا يجدون فيه عملاً، لأنه تعود على البطولة المطلقة، ويرفض أن يأخذ دوراً غير البطولة، مستشهداً على ذلك باختفاء الفنان محمد هنيدي لمدة 3 سنوات منذ آخر عمل له في عام 2017، وعلى العكس منه الفنان القدير جاسم النبهان الذي يشارك في 3 أعمال فنية في الموسم الدرامي الواحد؛ لأنَّه يقبل بدورٍ غير البطولة بحيث يكون هذا الدور مؤثراً وله رسالة، أو أن يكون العمل بطولة مشتركة.
ظاهرة صحية
وصف الناقد الفني رامي عبدالرازق، البطولة الثنائية بـ«الظاهر الصحية» جداً لصناعة الفن السابع، مشيراً إلى أنها انتشرت أكثر في خمسينيات وستينيات القرن الماضي من خلال أفلام جمعت عمر الشريف، أحمد رمزي، ورشدي أباظة، والذي كان نجماً كبيراً وقتها، وكان يقبل الظهور بمشاهد قليلة في أفلام لإسماعيل ياسين مثل تجربة فيلم «المجانين في نعيم».
لكن المشكلة برأيه بدأت تطفو عندما باتت الأفلام تعتمد على النجم الأوحد «من الجلدة للجلدة» كما يقولون، وأصبحت الدعاية باسم النجم وحده، الأمر الذي أضر بالصناعة وحتى إن حقق العمل إيرادات إلا أنه لا يعيش في الذاكرة؛ لأنه لا قيمة له، مشيراً إلى أنَّ هناك أفلاماً كثيرة من فئة النجم الواحد لم تحقق نجاحاً، ومنها فشل آخر أفلام محمد رمضان: «آخر ديك في مصر»، «الكنز» و«الديزل».
وأشار إلى أنَّه يتمنى أن تكون خطوة الاعتماد على البطولة المشتركة حقيقية من أجل التغيير، وأن يدرك الفنانون أنَّ الجمهور هو من يمنح النجومية، وليسوا هم من يمنحونها لأنفسهم لأنها في هذه الحالة تكون نجومية مزيفة.
ترويج أكبر
يعتقد الناقد رامي المتولي، أن البطولة الثنائية أو الجماعية الأنجح حالياً؛ مشيراً إلى أنَّ الجمهور في الغالب يفضل مشاهدة الأشخاص الذين ارتبط نجاحهم معاً في عددٍ من الأعمال مراتٍ متعددة، لأنَّه في هذه الحالة يكون قد ضمن جودة أحد العناصر التي يفضلها بعد أن نجح الثنائي في تقديم أعمال سابقة.
وأشار إلى أنَّه في الفترة الحالية وبعد غياب فترة طويلة عن وجود ثنائيات فنية على الشاشة وخلف الكاميرا، تعود البطولة الثنائية عبر فيلم «كيرة والجن» الذي يجمع كريم عبدالعزيز مع أحمد عز أو مسلسل «نسل الأغراب» الذي يجمع أحمد السقا مع أمير كرارة، بخلاف عودة ثنائيات اشتهرت في مرحلة سابقة حيث سيجمع فيلم «العنكبوت» بين أحمد السقا ومنى زكي.
وأكد أن الثنائيات الفنية أو البطولة الثنائية تعطي فرصة أكبر لترويج العمل، بعد أن ينضم جمهور ومحبو نجمين معاً في فيلم واحد، منوهاً بأنها فكرة كانت موجودة في السينما المصرية منذ بدايتها، فنجد ثنائيات عاطفية ارتبطت أمام وخلف الشاشة مثل شويكار وفؤاد المهندس، وشادية وعماد حمدي، شادية وصلاح ذو الفقار، وفاتن حمامة وعمر الشريف، وأخرى لم تكن عاطفية أو ظاهرة لكنها انعكست على جودة الأعمال الفنية، مثل ما قدَّمه نجيب الريحاني وبديع خيري، وإسماعيل ياسين وأبو السعود الإبياري، ومؤخراً أحمد مراد كسيناريست ومروان حامد كمخرج في أكثر من عمل.
تحريك السوق
ويُفسر الناقد أندرو محسن العودة للثنائيات باعتباره أمراً إنتاجياً، خاصة أن نجماً مثل كريم عبدالعزيز لم يحقق مسلسله الأخير «الزيبق» النجاح المتوقع له وكان من المفترض أن ينتج جزءاً ثانياً، لكن عدم نجاح العمل لم يحمس الشركة المنتجة للأمر، والأمر نفسه مع أحمد مكي في مسلسله الأخير «خلصانة بشياكة» لم يحقق النجاح المتوقع فكل اسم منهما يقوى بالآخر وتصبح فرصة النجاح أكبر.
وأوضح أنَّ هناك جزءاً إنتاجياً آخر، وهو رفع سقف التكلفة للعمل بدلاً من الاعتماد على نجم واحد يستعين بأكثر من اسم، والدليل على ذلك أن آخر مسلسل للسقا «ولد الغلابة» وبخلاف باقي مسلسلاته الدرامية حقق نجاحاً كبيراً، وأيضاً أمير كرارة قدم أعمالاً درامية ناجحة.
وأشار إلى أنَّ من اللافت وجود أحمد عز وكريم عبدالعزيز في فيلم واحد، رغم أن كلاً منهما منافس قوي في السينما، وبالتأكيد هو مكسب أيضاً، لكن محسن لا يستطيع أن يجزم بأن البطولة الثنائية ستقضي على النجم الأوحد، وقال: من الصعب خفوت صوت النجم الواحد لأنه سيظل هناك نجوم يُعتمَد عليهم بشكلٍ منفرد، لكن ثنائيات البطولة الجديدة قد تحرك السوق، وأيضاً لا يُمكن إنكار أن النجوم يقبلون ما يُعرض عليهم؛ لأن الشركة المنتجة هي شركة واحدة.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك