العرب اليوم يكشف خفايا مصحّات التجميل في المغرب
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

آمال وأحلام تُرسم على أجساد الواقع عبر مشرط الجرّاح

"العرب اليوم" يكشف خفايا مصحّات التجميل في المغرب

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - "العرب اليوم" يكشف خفايا مصحّات التجميل في المغرب

عمليات التجميل تلقى رواجًا في المغرب

الدار البيضاء ـ سعيد بونوار تشهد المملكة المغربية رواجًا في إجراء عمليات التجميل، حيث يتوافد عدد كبير من الراغبين في إجرائها، مع السمعة التي يتمتع بها الجراحون المغاربة، وباتت هذه المصحات تستقطب عددًا من السياح، وهو ما يساهم بشكل كبير في الحدّ من آثار الأزمة العالمية التي أضرت بالسياحة في المغرب.ويُصنّف الأطباء المغاربة ، على رأس الجراحين الأكثر احترافية وجرأة في التقويم، ولا تخلو العيادات الخمسين في المغرب من نجوم الفن والإعلام والسياسة والمجتمع العرب والأجانب، الراغبين في إجراء عمليات تجميلية مع شرط الاحتفاظ بـ"السرية".
وتبدو مصحات التجميل والتقويم في المغرب، كما لو أنها فنادق شيدت لاستقبال زبائن من نوع خاص، ويكاد معمارها يشبه "فيلا" راقية وسط حي يسكنه الأثرياء، محاطة بأشجار باصقة، كأنها تمنع التلصص إلى ما بداخل غرفها، وممرضات فاتنات يستقبلن الزوار بابتسامات ساحرة، ويبدو زائر المصحة للمرة الأولى كأنه يدخل "مغارة علي بابا"، إلا من فارق في الأبواب التي تفتح "أوتوماتيكيًا"، بعد أن تكون عدسة الرصد قد فحصته، أو كمن يدخل بإرادته غابة غموض، يدخلها مفقودًا ويغادرها مولودًا.
وتستقبل تلك المصحات زوارًا من فئات خاصة، تشترط خلو المكان قبل المغامرة بالبوح للجراح بالمعاناة، وبهذه الصورة يتخلى الطبيب عن مشرط الجراحة ليتحول إلى طبيب نفسي، يختم كلامه بنبرة تفاؤل "سنجري العملية وسيكون كل شيء على ما يرام"، فهم ليسوا مرضى، ولا هم بضحايا حوادث، وإنما هم بسطاء، وإن اختلفت مواقعهم الاجتماعية، بعضهم يتطلع إلى شكل مقبول، وآخرون يبحثون عن أقل درجات الجمال، والبعض الآخر يأمل في جسد ممشوق، آمال وأحلام ترسم على أجساد الواقع عبر جراحة التجميل والتقويم.
ويتربع الأطباء المغاربة المتخصصون في التقويم والتجميل على كراسي الصدارة العالمية، بدليل توافد كبار الفنانين والمشاهير والسياسيين على ارتياد المصحات المغربية المتخصصة في هذا المجال الطبي، لإجراء عمليات تتوزع ما بين تقويم الأنف وإزالة التجاعيد وتكبير الثدي أو تصغيرها، وشفط دهون البطن والأرداف ونفخ الشفتين، وزراعة الشعر ومنع تساقطه، وتوسيع محجر العين، وشد الوجه وجراحات الترهل والسمنة المفرطة وتجميل "الندوب"، وإعادة النضارة للنساء بعد الولادة، ولا يُخفي الأطباء المغاربة براعتهم في العمليات التقويمية الجنسية وتحويل الجنس.
وتُفيد أرقام أطباء التجميل والتقويم في المغرب، أن مرتادي مصحات التجميل، وإن كان الأمر يلزم السرية، غالبيتهم من نجمات الفن ونساء المجتمع، فهن الأكثر إقبالاً على هذه المصحات، وهن في الغالب يحلمن في سباق التجميل بأمل تقويم أنف، أو نفخ الشفتين، أو شفط البطن المترهل والأرداف، وشاءت صرعات البحث عن "لوك" جديد أو الحفاظ على الشباب أن يبتكر خبراء التجميل أشكالاً جديدة تندرج في سياق" الطابو"، وتحاط بدورها بكثير من السرية.
ويبحث عدد من نجمات الفن على مكامن الإثارة في عالم "التجميل"، إذ تفضل بعضهن إجراء عمليات في المناطق الحساسة أو "الحميمية"، وتتوزع دوافع ذلك بين البحث عن المتعة أو في سياق التجميل الذي يحافظ لهؤلاء على نضارتهن، ونظرًا إلى حساسية إجراء هذا النوع من العمليات، وضرورة إحاطة إجرائها بـ"السرية"، تصر عدد من النجمات العربيات على إجراء عمليات جراحية مماثلة في عيادات في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية أو يزرن المغرب بشكل "سري"، وهو ما يفسر توافد بعضهن على المغرب من دون أن تكون لهم حفلات.
ويرى رئيس "الجمعية المغربية لجراحة التقويم والتجميل" البروفيسور كمال العراقي الحسيني، في حديث إلى "العرب اليوم"، أن "80 في المائة من مرتادي مصحات التجميل في المغرب نساء، بينهن نجمات معروفات يفضلن المصحات المغربية، هروبًا من عيون الصحافة في المشرق، وأن العرب يجهلون الشيء الكثير عن هذه الجراحة، لكنهم يملكون وعيًا بها، وهم يدركون أنها تندرج في سياق العلاج من آثار نفسية ناتجة عن الإصابة بهذه التشوهات".
وقال العراقي، "إن جراحة التقويم والتجميل تخصص طبي، ولا يمكن لأي طبيب أن يزاولها إلا إذا كان متخصصًا فيها، وينبغي الحيطة والحذر، وعدم الخلط بين التجميل وجراحة التهميش، والأساس في هذا كله أن المرضى المترددين علينا تزداد معاناتهم النفسية، وهم في حاجة إلى رفع هذه المعاناة، ولا يكون ذلك إلا بتخليصهم من مصادر معاناتهم".
وعن تهافت عدد من المشاهير على مصحات التجميل والتقويم المغربية، أوضح البروفيسور كمال، أن "المعروف عن هؤلاء، وبحكم أنهم، في الواجهة، يحبون المحافظة على مظهرهم الجسدي، وهؤلاء يفضلون جراحة الوجه، كتقويم الأنف وإزالة التجاعيد أو زراعة الشعر وشفط الدهون وتكبير أو تصغير الثديين وعمليات أخرى، ونحن لا نكشف عن سر المهنة، ولا يمكن أن نقدم أي بيانات أو معلومات عن مرتادي مصحاتنا، هذا التزام وقسم، لا يمكن أن نخالفه".
ويعتقد الكثيرون أن جراحة التقويم فيها تغيير لخلق الله، إلا أن الداعية المغربية عبدالباري الزمزمي يؤكد أن "التجميل له داعيان، أحدهما يكون التماسًا للحسن وطلبًا لتجميل الصورة، وثانيهما يتعلق بمعالجة التشوه الخلقي وإصلاح الآفة الطارئة على البدن، أما التجميل طلبًا للحسن فهو محرم تحريمًا قاطعًا، لأنه من عمل الشيطان وخطواته كما قال عز وجل، (وَإِنْ يَدْعُوْنَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَرِيْدًا* لَعَنَهُ اللهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيْبًا مَفْرُوْضًا* وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ…) محرم حتى على الحيوان، أما التجميل المباح فهو إذا كان علاجًا لتشوه خلقي يولد به الإنسان، أو تعرض لحادث نتج عنه تشوه في الجسد كاحتراق بالنار، ودليل ذلك قوله تعالى في زكريا (وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَه)، حيث قال بعض المفسرين، كان لها أسنان طويلة، فيما رأى آخرون أنها كانت عقيمًا فأصلح الله ما بها من عيب".
ولا تخفي الراقصة المغربية نور، المعروفة عالميًا بكونها كانت رجلاً، وتقول "لا أخفي أنه كانت لدي ملامح ذكورية، إلا أن تكويني الجسدي، كان أنثويًا، وعانيت كثيرًا من هذه الإزدواجية، وهو ما دفعني إلى اتخاذ قرار بتحويل جنسي من ذكر (في نظر الناس)، إلى أنثى وأجريت العملية وتكللت بالنجاح"، فيما رفضت السلطات المغربية تغيير جنسه في وثائق الهوية، إلا أن الشارع المغربي بات يتقبل نور كامرأة وكراقصة موهوبة تشارك في كبرى المهرجانات العالمية.
ونور بهذا الإعلان تكون قد كسرت طابو "السرية" أو تحاشي الإعتراف بإجراء عمليات تجميل لدى عدد من الفنانين والفنانات، وإذا كان هذا النوع من تحويل الجنس يرفضه أطباء "الجمعية المغربية لجراحة التقويم والتجميل"، إلا أن أطباء مغاربة آخرين لا يخجلون من إعلان خدماتهم في هذا الشأن، ويلتزمون بضمانها 100 في المائة.
ويدعو الأطباء المتخصصون إلى وجوب التمييز بين جراحة التقويم والتي تخص كل ما له علاقة بالإصابات الناجمة عن الحروق وحوادث السير والعاهات التي تُخلق مع الإنسان، وبين جراحة التجميل والمتعلقة بجمال المظهر.
وتخضع مصحات التجميل والتقويم في المغرب إلى نظام "المساومة" في التعامل المالي، فلكل عملية أجرها، ويمكن أن تصل إلى 5 آلاف دولار بالنسبة للجراحات المتعلقة بتقويم الأماكن الحساسة، وقد تنزل إلى ما أدنى من  800 دولار لشفط الدهون، في حين اتخذت الحكومة المغربية أخيرًا قرارًا يقضي برفع الضرائب عن هذه المصحات، في محاولة لإدراجها في مخططات إنعاش السياحة.
 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب اليوم يكشف خفايا مصحّات التجميل في المغرب العرب اليوم يكشف خفايا مصحّات التجميل في المغرب



GMT 18:45 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لنجمات خرجن عن المألوف في مهرجان البحر الأحمر

GMT 20:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لتنسيق اللون البني خلال فصل الشتاء بطرق عصرية

GMT 20:26 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق تذاكر معرض كريستيان ديور مصمم الأحلام

GMT 20:24 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات فساتين زواج فخمة واستثنائية لعروس 2025

GMT 14:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ملابس الفرو الفاخرة لإطلالة فريدة ودافئة في فصل الشتاء

GMT 10:56 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات أنيقة وعصرية تناسب شهر نوفمبر

GMT 07:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الألوان الجريئة موضة هذا العام لتمزج بين الجرأة والرقي

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab