قُتل اثنان من رجال الدين السنة وأصيب اثنان آخران إثر هجوم مسلح، ليلة الجمعة، أسفر أيضًا عن مقتل أحد أفراد الأمن في قضاء الزبير في البصرة.
وعلى خلفية الحادث، أجرى رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي اتصالًا هاتفيًا بقائد عمليات البصرة وقائد شرطة المحافظة لمتابعة حادث الزبير.
ويأتي ذلك في وقت استنكر فيه الوقف السني في البصرة وجماعة سنية أخرى الهجوم، كما شكلت وزارة الداخلية العراقية لجنة للتحقيق في الحادث.
ووجَّه العبادي، بحسب بيان أصدره مكتبه، بـ"ضرورة كشف ملابسات الجريمة التي تريد الإيقاع بين العراقيين وتوقيف الفاعلين من خلايا التطرف والضرب بيد من حديد على كل من تسول له العبث بأمن البصرة وإحداث أيّة فتنة بين مكوناتها".
وشدَّد العبادي على "أهمية القضاء على هذه العصابات المتطرفة التي تهدد أمن أهل البصرة والمدفوعة بأجندات تخريبية تحاول أنَّ تحدث الفوضى في هذه المحافظة العزيزة على قلوبنا".
وجاء في البيان: "تأتي هذه الجريمة الجبانة في الوقت الذي يتصدى فيه أبناء شعبنا بجميع طوائفه ومكوناته لعناصر داعش والجماعات المتطرفة المرتبطة بها لاسيما وأنَّ الشهداء والجرحى من العلماء ممن يدعون إلى وحدة الكلمة والذين يقفون ضد جرائم داعش المتطرفة".
ويأتي هذا في وقت استنكر فيه الوقف السني في البصرة وجماعة سنية أخرى هجومًا أودى بحياة 3 من أئمة المساجد السنة وإصابة رابع في محافظة البصرة، ذات الأكثرية الشيعية.
وذكر مدير الوقف السني في البصرة، محمد الجبوري، خلال بيان حصل "العرب اليوم" على نسخة منه، إنَّ الأئمة الذي تعرضوا للهجوم هم 5 أئمة وليس 4 كما ذكر بيان الداخلية.
واضاف أنَّ الأئمة الذين قضوا في الحادث هم: إمام وخطيب جامع الزبير بن العوام، يوسف محمد ياسين الراشد، وإمام وخطيب جامع البسام، إبراهيم شاكر الخبير، وإمام وخطيب جامع زين العابدين بن علي، أحمد موسى، فضلاً عن جريحين هما: إمام وخطيب المزروع، حسن علي ناصر الدرويش، إمام وخطيب جامع الذكير، مصطفى محمد سلمان.
وبدوره، طالب رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا، الحكومة والقوات الأمنية في البصرة "بإجراء تحقيق عاجل لكشف العناصر المتطرفة التي استهدفت علماء الدين وعرضهم في وسائل الإعلام لينالوا جزاءهم العادل".
ومضى قائلاً: "إيمانًا منا بقدسية الدم العراقي وواجب الحفاظ عليه نستنكرُ بأشد عبارات الاستنكار، اليد الآثمة الخبيثة التي تطاولت على رموز إسلامية وواجهات اجتماعية مثلت وحافظت على وحدة الصف العراقي".
وأعلنت وزارة الداخلية العراقية تشكيل لجنة للتحقيق في الحادث، واتهمت في بيان لها "قوى لم تسمها تسعى إلى خدمة مشروع داعش في العراق، بالوقوف وراء الجريمة.
وأضافت أنَّ تلك القول تهدف إلى "شحن الأجواء مجددًا وإعادة تصعيد الخطاب الطائفي من خلال استفزاز المشاعر المذهبية وتجييش النفوس لإحباط مساعي الحكومة ووزارة الداخلية بالذات في ضبط الشارع والسيطرة على التعبيرات المسيئة للوحدة الوطنية".
وأدانت قائممقامية قضاء الزبير، التابعة لمحافظة البصرة، اغتيال شيوخ وخطباء جوامعها.
وذكر قائممقام قضاء الزبير المكلف طالب الحصونة، في بيان ورد لـ"العرب اليوم": "تلقينا ببالغ الحزن والأسى مقتل مجموعة من المشايخ وخطباء الجوامع في قضاء الزبير الذين اغتيلوا مساء الخميس الماضي عند مدخل مدينة الزبير أثناء قدومهم الى مدينة الزبير من محافظة البصرة وعلى أيادي آثمة تريد النيل من هذه المدينة الآمنة التي تعيش في مجتمع متجانس تسوده الألفة والمحبة والوئام والانسجام".
وأعلنت عن خطة أمنية طارئة بغلق المداخل والمنافذ ووضع سيطرات ثابتة ومتحركة وقيام العناصر الأمنية والاستخبارات بإجراءاتهم في متابعة الجناة".
وزاد أنَّ "مدينة الزبير لا يمكن أنَّ يسيء لها الأشرار، وتبقى مدينة المحبة والوئام مهما فعل الاشرار، وأنَّ ما أصاب إخواننا أهل السنة هو مصابنا".
أرسل تعليقك