الفلسطينيون في غزة يحيون ذكرى الرصاص المصبوب ويستذكرون جراحها
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

بعد مرور 4 سنوات لا تزال حاضرة بمرارتها في أذهان أهالي القطاع

الفلسطينيون في غزة يحيون ذكرى "الرصاص المصبوب" ويستذكرون جراحها

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - الفلسطينيون في غزة يحيون ذكرى "الرصاص المصبوب" ويستذكرون جراحها

جانب من آثار العدوان على غزة في عملية "الرصاص المصبوب"

غزة ـ محمد حبيب يصادف، الخميس، الذكرى الرابعة للحرب الهمجية الواسعة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، وهي الحرب التي أطلق عليها الفلسطينيون حينها "الفرقان" بينما أطلق عليها الاحتلال الإسرائيلي "الرصاص المصبوب"، والتي تعد ذكرى أليمة على الشعب الفلسطيني, والتي بدأت في تمام الساعة الحادية عشرة ساعة قبل أربعة أعوام العام 2008، بقصف جميع المقرات الحكومية والأمنية، وأسفرت عن استشهاد ما يزيد على 250 مواطنًا في اليوم الأول، واستمرت حتى الثامن عشر من كانون الأول/ يناير 2009 مخلفًا أكثر من 1400 شهيد، وما يزيد على 5 آلاف مصاب وجريح، وتدمير آلاف من المنازل.
أثخنت حرب الفرقان, الشعب الفلسطيني بالجراح والدمار، ولكن ما مر بشعبنا قبل أربعة أعوام عاد قبل شهر ونيف العام 2012 ولكن بسيناريو مختلف, لقنت خلاله المقاومة الفلسطينية الاحتلال الصهيوني, ما دفعة خلال حرب الفرقان من جرائم، وما يدفعه من جرائم، وذلك في ثمانية أيام فقط في حرب السماء الزرقاء, دفعت الاحتلال للاستنجاد بأميركا وغيرها من الحلفاء لإنقاذها، بعد أن قصفت المقاومة قلب إسرائيل.
حيث أعطى رئيس وزراء دولة الاحتلال في حينها إيهود أولمرت الأوامر بشن حرب على قطاع غزة لتحقيق أهدافه السياسية والعسكرية، كما تحدث وتراجع عنها في ما بعد، خاصة بعد فشلة في تحقيق أي منها، والتي كان يقول إن أبرزها تدمير البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية في القطاع المحاصر, وإنقاذ شاليط.
الحرب كانت بعلم الرئيس المصري المخلوع محمد حسني، وذلك عبر لقاء وزيرة خارجية الاحتلال تسيبي ليفني به قبل بدء الحرب بيومين, ووضعته بخطة ما سيقدم عليه الاحتلال في غزة دون أي رادع, أو حتى فتح المعابر لنجدة جرحى القطاع .
وبدأ جيش الاحتلال حربه بغارات مفاجئة شاركت فيها عشرات الطائرات الحربية من نوع إف 16، فضلاً عن الزوارق وطائرات المروحية "أباتشي"، وأخرى من دون طيار "الزنانة".
وتركزت الغارات في بداياتها على المقار الأمنية في محافظات القطاع الخمس، قبل أن يتحول الاستهداف للمدنيين الآمنين في منازلهم.
وبعد مرور ثمانية أيام على بدء الغارات، توغل جيش الاحتلال بآلياته ومدرعاته برًا في محاور عدة لمدينة غزة، فيما كان الاستهداف بالطيران ما زال مستمرًا في المحافظات الجنوبية لقطاع غزة.
أبرز ما حدث خلال الحرب استخدام "إسرائيل" وللمرة الأولى قذائف الفسفور الأبيض الذي يحرم استخدامه ضِد المدنيين, إضافة إلى استخدام قنابل وصواريخ ضد مواطنين عزل.
وكانت المقاومة الفلسطينية رغم الحصار على أهبة الاستعداد وحالت دون توغل قوات الاحتلال الصهيونية لقلب القطاع, وتصدت لعدوان الاحتلال بإطلاق الصواريخ تجاه المستوطنات والمدن الإسرائيلية، داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 48، وذلك على مدار أيام الحرب.
وبحسب إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية والمراكز الحقوقية الفلسطينية، فإن عدد شهداء الحرب تجاوز 1400، فيما تخطى عدد المصابين والجرحى خمسة آلاف مصاب.
وكانت من أبرز العائلات التي راحت بالجملة خلال الحرب على غزة، وتتذكر المأساة خلال هذة الايام, عائلة السموني التي راح منها 29 ضحية، ما بين أطفال ورجال ونساء وشيوخ، كذلك عائلة الداية، وعبد ربه، وغير ذلك من العائلات الفلسطينية المكلومة.
وأثارت الحرب والمشاهد التي خلفتها، والتي أظهرت الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال في حق المدنيين، تضامن الدول العربية والأجنبية مع الفلسطينيين.
وأمَّ قطاع غزة عشراتُ الوفود التضامنية مع أهله، وجلبوا معهم المساعدات الطبية والغذائية، خاصة أن تلك الفترة شهدت تشديدًا للحصار.
وتصاعدت وتيرة التضامن مع أهالي قطاع غزة بعد اعتداء بحرية الاحتلال على سفينة "مافي مرمرة" التركية، كبرى السفن المكونة لأسطول الحرية، وقتل 9 متضامنين أتراك أحدهم أميركي الجنسية على متنها، فجر الحادي والثلاثين من أيار/ مايو للعام 2010.
يشار إلى أن لجنة تقصي حقائق أممية زارت قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وتوصلت بقيادة المحقق الجنوب أفريقي ريتشارد غولدستون إلى أن (إسرائيل) ارتكبت جرائم حرب ضد المدنيين في غزة، فيما رفضت الأخيرة التعامل مع اللجنة، أو إدخالها أراضيها.
ولا يزال الفلسطينيون يتذكرون جيدًا لحظات الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح يوم السابع والعشرين من شهر كانون الأول/ ديسمبر للعام 2008 المنصرم، حينما بدأت إسرائيل حربها على قطاع غزة، وأسمتها عملية الرصاص المصبوب، فيما أطلقت عليها المقاومة الفلسطينية"حرب الفرقان".
ويقول محمود أحمد، 42 عامًا، إن اللحظات الأولى للحرب على غزة العام 2008 لا تزال حاضرة في أذهانه، ولا يمكن له أن ينساها، مبينًا أنها أيام صعبة، فقد فيها أعز أصدقائه وأحبابه".
ويضيف:"لم أكن أتخيل ان تكون هذه الحرب شرسة وقوية، لقد أحرقت إسرائيل الأخضر واليابس في غزة ولم تبقِ شيئًا على محله، واستهدفت الحجر والشجر والإنسان، حتى الأطفال لم يسلموا من قذائفها".
ويعتقد أن آثار حرب 2008 لا تزال موجودة في غزة إن لم تكن على الأرض فأنها موجودة في ذاكرة وأذهان كل فلسطيني".
وفي شهادات دونها الكاتب والناشط في حقوق الإنسان مصطفي إبراهيم مع ضحايا حرب 2008 كتب يقول: "بدأت أصوات الانفجارات تهز مخيم جباليا، وبعد قصف موقع الأمن الوطني شرق جباليا بجوار مبنى الإدارة المدنية سابقًا، حيث تسكن عائلة محمد زهد زوج الشهيدة هدى النجار وهي شرطية، توجه إلى منزل العائلة وبعد الاطمئنان عليهم، عاد إلى البيت، لم يخطر بباله على الإطلاق أن تكون زوجته قد أصيبت أو قتلت، وقد تعطلت شبكة الهاتف النقال والهاتف الثابت، ولم يتمكن من الاتصال بها، وبدأ القلق عليه، وكان الوصول إلى غزة مخيفًا وصعبًا.
يقول: "في حوالي الساعة الخامسة مساءً توجهت أنا وشقيق زوجتي إلى مدينة غزة، ولم نتمكن من الوصول إلى مقر شرطة الجوازات وشرطة الأمن والحماية على شاطئ البحر، وبعد سماعنا أن المكان قصف، توجهت إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة، ولم يساورني أدنى شك أنها أصيبت، لأنني لم أسمع عن مقتل نساء، ومع ذلك توجهت إلى المستشفى في مدينة غزة، وكان الدخول إلى الأقسام صعب جدًا، الازدحام شديد، والفوضى عارمة، وأعداد كبيرة من الجرحى، فتوجهنا إلى ثلاجة الموتى وكانت الساعة السادسة مساءً، وشاهدت عددًا كبيرًا من الناس على باب ثلاجة الموتى، ومع ذلك لم أشك للحظة أنها قد تكون قتلت.
ويتابع:"حاولت أن ادخل الى مبنى ثلاجة الموتى إلا أن الموظفين منعوني من الدخول بسبب وجود جثث لنساء استشهدن، فبدأ الشك والقلق يدخل إلى قلبي، وقلت لشقيق زوجتي سأدخل الى الثلاجة، ومنعوني مرة أخرى من الدخول، إلا أنني أخبرتهم أن زوجتي موجودة في الثلاجة، فسمحوا لنا بالدخول، وكان عدد كبير من الجثث للقتلى ملقاة في غرفة ثلاجة الموتى، ولم يكن في الثلاجة إلا جثتين لامرأتين فوق بعضهما، فقال لي شقيق زوجتي إنها غير موجودة، لكنني قلت له إن جثتها تحت الجثة الأخرى، وكانت يدها مدلاة وظاهرة، فقلت لشقيقها هذه جثة هدى، وعرفتها من يدها، فحاول إقناعي بأنها ليست هدى، فقلت له ارفع الجثة الملقاة فوق جثة هدى فقام شقيقها برفع الجثة فكانت جثة هدى. لم أتمالك نفسي من البكاء، وخرجت من ثلاجة الموتى، ولم أستطع النظر إليها مرة أخرى، وقام شقيقها بالاتصال بشقيقه، وابن عمه، وأحضروا سيارة ونقلنا جثتها إلى بيت عائلتها في مخيم جباليا، وفي البيت قمت بتوديعها، ولم يكن عليها علامات إصابات ظاهرة في جسمها، وقال الأطباء أنها قتلت جراء النزيف الداخلي، من قوة الضغط التي أحدثتها الصواريخ.
وقالت تقارير صحافية وخبراء أوروبيون: إن إسرائيل استعملت أسلحة محرمة دوليًا في عدوانها على غزة، حيث حملت أجساد بعض الضحايا آثار التعرض إلى مادة اليورانيوم المخفف بنسب معينة.
ويقول مراقبون ومتابعون للشؤون الإسرائيلية إن العملية جاءت بعد انتهاء تهدئة بين إسرائيل والمقاومة في غزة دامت قرابة 6 أشهر، كان قد تم التوصل إليها برعاية مصر في شهر حزيران/ يونيو للعام 2008.
وأضافوا ان إسرائيل كانت تحاول من خلال عملية الرصاص المصبوب تقويض حكم "حماس" التي تسيطر على القطاع، واستعادة الجندي الإسرائيلي المختطف غلعاد شاليط، ووقف إطلاق الصواريخ من غزة، الأمر الذي فشلت فيه إسرائيل مرارًا.
وسادت تهدئة غير معلنة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل منذ انتهاء الحرب، رغم اندلاع موجات عنف في أوقات زمنية متباعدة، سرعان ما كانت تتوقف بفضل اتصالات مصرية.
وفي العام الماضي قال العميد في الجيش الإسرائيلي تسفيكا فوجل، الذي شغل منصب رئيس مركز العمليات العسكرية خلال عملية "الرصاص المصبوب"، إن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عززت من قدراتها العسكرية في الفترة الأخيرة، وكذلك من قدراتها الاستخبارية، بفضل جهود جماعة "الإخوان المسلمون" في مصر، والتي تعبر "حماس" جزءًا منها.
وقال فوجل إلى أن التغيرات التي تشهدها مصر أثرت سلبًا على نشاطات الجيش الإسرائيلى في غزة، قائلا: "إنهم يعملون من قلب سيناء، ونحن لا نستطيع أن نواجه دولة لنا معها علاقات دبلوماسية واتفاق سلام، ويجب ألا ننسى أن حركة حماس هي جزء من الإخوان المسلمين الأمر الذى من شأنه أن يدفعهم إلى تجاهل كل ما تقوم به حماس فى سيناء"، على حد قوله.
 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفلسطينيون في غزة يحيون ذكرى الرصاص المصبوب ويستذكرون جراحها الفلسطينيون في غزة يحيون ذكرى الرصاص المصبوب ويستذكرون جراحها



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 19:30 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:44 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعه 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الجدي

GMT 23:57 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab