تظاهر مئات الآلاف من أتباع زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، وسط العاصمة العراقية بغداد، الجمعة، ورفع المتظاهرون شعارات تطالب القوات الأجنبية بالرحيل عن العراق، تنفيذا لقرار مجلس النواب المطالب بخروج تلك القوات، وأغلقت السلطات الأمنية جسري الجادرية والطابقين وسط بغداد لتامين سلامة المتظاهرين، وشهدت ساحات اعتصام المتظاهرين المطالبين بالقضاء على الفساد، مواجهات بين المحتجين ومسلحين مجهولين في كل من بغداد والبصرة وكربلاء.
وانطلقت التظاهرات الحاشدة في العاصمة العراقية بغداد، صباح الجمعة، بدعوة من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، للمطالبة بإنهاء وجود القوات الأمريكية في البلاد، وتجمع الآلاف في وسط العاصمة، ورفعوا لافتات تندد بالوجود الأمريكي على الأراضي العراقية، والأعلام العراقية، وارتدوا الأكفان، ووصلت حشود كبيرة إلى منطقة الجادرية، جنوب العاصمة، كما وصلت حشود من مناطق بغداد والمحافظات الوسطى والجنوبية للمشاركة بهذه التظاهرة.
دعوة مقتدى الصدر
وكان الصدر دعا أمس رجال ونساء العراق إلى "نصرة الوطن"، معتبرا أن "ساعة الاستقلال والسيادة قد دقت"، وتوجه الصدر في منشور عبر "تويتر" إلى العراقيين بالقول، "هبوا إلى نصرة الوطن فهو يستصرخكم"، وأضاف، "أبشروا بعراق مستقل يحكمه الصالحون لا فساد فيه"، وجاءت دعوة زعيم التيار الصدري في العراق إلى ما وصفه بـ"مظاهرة مليونية سلمية" للمطالبة بإنهاء وجود القوات الأميركية في البلاد، وأعلنت فصائل في ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران نيتها المشاركة في المسيرة المليونية.
ونظمَّت ميليشيات الحشد الشعبي مسيرة لأنصارها في اليوم الأخير من العام 2019، أمام السفارة الأميركية قبل اقتحامها، مما أدى إلى تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة التي اتهمت الأولى بالضلوع في اقتحام السفارة، وباتت مسألة وجود القوات الأميركية مطروحة على أجندة السياسيين في العراق، إذ طالب بعضهم بخروجها وأقر البرلمان قرارا غير يدعو إلى انسحاب القوات الأجنبية من العراق، ولقي القرار دعما من رئيس حكومة تصريف الأعمال، عادل عبد المهدي، ويتمركز أكثر من 5 آلاف جندي أميركي في عدد من القواعد العسكرية في العراق، وهم جزء من التحالف الدولي لمحاربة "داعش" الذي تأسس عام 2014 لمواجه التنظيم الإرهابي.
وكان البرلمان العراقي صادق على قرار يقضي بإخراج القوات الأمريكية من البلاد، على خلفية مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، في محيط مطار بغداد الدولي بغارة أمريكية مطلع الشهر الجاري.
تحذيرات أميركية
وكانت السفارة الأميركية في العاصمة العراقية بغداد، قد علقت ملصقا تحذيريا على جدار إسمنتي يقع أمام مجمها المحصن بشدة، تحسبا لتظاهرة مليونية مناهضة لوجود واشنطن في العراق، وجاء في التحذير، "لا تتجاوز هذه النقطة. سنتخذ بحقك إجراءات رادعة في حالة محاولتك التجاوز"، وربما تحاول السفارة الأميركية من وراء هذا التحذير تجنب سيناريو اقتحام حرمها في آخر يوم من ديسمبر الماضي.
سيارات مدنية تطلق النار
وأفادت مصادر ميدانية الخميس، بأن سيارات مدنية ترافق قوات مكافحة الشغب وسط العاصمة العراقية بغداد، أطلقت النار على متظاهرين، فيما ردد ركابها شعارات معادية لواشنطن، وذكرت المصادر أن الواقعة حدثت على طريق القاسم السريع في بغداد، فيما شهد محيط ساحة الطيران عودة المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن.
وأضافت أن العديد من المتظاهرين أصيبوا، بسبب إطلاق قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي، أصدرت منظمة العفو الدولية بيانا قالت فيه، إن حصيلة القتلى في الاحتجاجات العراقية منذ أكتوبر الماضي، تعدت الـ600 شخص، لافتا إلى ان 12 قتلوا خلال الأسبوع الجاري فقط.
وأشار تقرير المنظمة إلى أن قوات الأمن العراقية استخدمت الذخيرة الحية ضد المتظاهرين، وأطلقتها على رؤوس بعضهم مما أدى إلى وفاتهم، كما حدث على طريق محمد القاسم السريع في بغداد في الحادي والعشرين من يناير، وفي اليوم والموقع نفسه، وثقت مقاطع فيديو رجال الامن وهم يطلقون قنابل الغاز المسيل للدموع مباشرة على رؤوس المحتجين، من مسافات قريبة.
قد يهمك أيضا:
مقتدى الصدر يدعو إلى انسحاب كل الفصائل العراقية من سوريا لأن العراق
الصدر يستقبل بن علوي ويبحثان تهدئة الأوضاع في المنطقة
أرسل تعليقك