بعد يوم من إعلان نتائج التحقيق الإسرائيلي في الحادث الحدودي مع مصر، الذي قتل فيه مجند مصري ثلاثة عسكريين إسرائيليين، تمسك خبراء عسكريون ومحللون مصريون بالرواية الرسمية للحادث، التي تقول إن الجندي كان يلاحق «مهربي مخدرات»، معربين عن اعتقادهم بأن ما خلص إليه التحقيق «محاولة إسرائيلية لاستيعاب الصدمة».
وبعد أسبوع من التحقيق في الحادث الذي وقع في الثالث من يونيو (حزيران) الحالي، ذهب الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إلى أن الجندي المصري محمد صلاح إبراهيم (22 عاماً)، «نفذ العملية بتخطيط مسبق»، وهو ما يخالف الرواية المصرية المتواترة بأن المجند «كان في مطاردة مع مهربي المخدرات».
ويرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور، أحمد فؤاد أنور، أن نتائج التحقيق «تعكس محاولة إسرائيلية لاستيعاب صدمة مزدوجة» تتعلق بشقين: المستوى التقني، وجاهزية أفراد الجيش الإسرائيلي.
وبتفصيل أكثر، يقول أستاذ الدراسات العبرية بجامعة الإسكندرية، لـ«الشرق الأوسط»، إن الجدار الحدودي كان من المفترض أن يرصد عن بعد من يقترب منه، بالإضافة إلى عدم تحريك طائرات من دون طيار، في وقت مناسب، مما يمثل فشلاً خطيراً في التقنيات التي تم إنفاق مبالغ طائلة عليها منذ عام 2013، أما البُعد الآخر فمرتبط بجاهزية الأفراد.
ويضيف أنور: أن «النتائج السريعة للتحقيق تعكس البعد السياسي للجزاءات التي تحاول إرضاء أسر القتلى».
وفيما يشير الخبير في الشؤون الإسرائيلية إلى ورود كلمة «تقصير» في التحقيق، التي تم استخدامها في تحليل هزيمة أكتوبر (تشرين الأول) 1973، يقول رداً على سؤال حول مستقبل التعاون بين الجانبين، إن الملحق الأمني لمعاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية (1979)، ينص على جهاز الاتصال الذي ينظم تنسيق عمليات ضبط التسلل، وتسليم المتسللين، مضيفاً: «تبادل المعلومات قائم، وليس هناك غضاضة في أن يكون هناك استخلاص للدروس المستفادة، وليس لدينا غضاضة، أو حساسية، في التنسيق الأمني».
من جانبه، قال المدير الأسبق لإدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية، اللواء سمير فرج، إن نتائج التحقيق «لم تأتِ على مسألة تهريب المخدرات، حتى لا يظهر الإسرائيليون كمقصرين أمام شعبهم، وما يهمنا كمصريين، هو الإقرار بأنه كان هناك تقصير، وما يهمنا أيضاً أن المجند المصري بطل، وأننا في مصر كنا على صواب».
وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، استبعد المسؤول العسكري السابق تأثير نتائج التحقيق على مستقبل العلاقات المشتركة، قائلاً: «هذه حوادث تقع دائماً على مستوى الحدود، إنما التعامل بين الدولتين قائم في حدوده المتعارف عليها، لأن إسرائيل، اليوم، مشكلتها الرئيسية ليست مصر، وإنما إيران، والمسألة النووية».
ويقول عضو مجلس النواب المصري، مصطفى بكري: «أعتقد أنه إذا كان هناك لوم، فيجب أن يوجه إلى الجانب الإسرائيلي». وأضاف، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «استشهاد الجندي المصري على يد جنود إسرائيليين لا يعني أن مصر تفتعل الأزمات. هذا الجندي كان يدافع عن بلده».
ورأى اللواء محمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق بأكاديمية ناصر العسكرية، أن بيان الجيش الإسرائيلي عن نتائج التحقيق «يدين نفسه وقواته». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «حين قلنا إن الجندي المصري كان يطارد أحد المهربين، فهذا ما جرى بالفعل، أما أن يقال إنه إرهابي، لتبرير ضعف التدريب لدى الجيش الإسرائيلي، فهذا موضوع آخر».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الجيش المصري يتسلم سلاًحا بحرياً جديداً
مصر تشتري ٣٠ طائرة حربية والخبراء يشيدون بأهمية الاستعداد لكل الاحتمالات
أرسل تعليقك