تقود المملكة المغربية تحركات من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ومحاولات المساس بالوضع القانوني للقدس الشريف.
ولم تغير مسألة استئناف العلاقات بين الرباط وتل أبيب من المواقف التاريخية للمملكة المغربية تجاه القضية الفلسطينية، التي يعتبرها الشعب المغربي قضية وطنية؛ وهو الموقف الواضح الذي حرص الملك محمد السادس على تأكيده بعد الاتفاق الثلاثي الذي جمع المغرب وإسرائيل وأمريكا.
وحسب معلومات استقتها جريدة هسبريس الإلكترونية من مصادر مسؤولة، فقد باشر المغرب، منذ بداية وقوع العدوان الإسرائيلي الحالي، اتصالات مكثفة مع أطراف عديدة لوقف التصعيد والعودة إلى طاولة الحوار، خصوصا أن دعم القضية الفلسطينية يحظى بمتابعة ملكية في المغرب.
وثمن البيان الختامي الصادر عن الاجتماع الطارئ الافتراضي للجنة المندوبين الدائمين للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بـ”الدور الي تقوم به رئاسة لجنة القدس لحماية المقدسات في القدس الشريف، والوقوف في وجه الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بهدف تهويد المدينة المقدسة”.
ورجحت بعض المصادر المتابعة للتطورات أن تدفع الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة إلى عقد اجتماع عاجل للجنة القدس، التي يرأسها الملك محمد السادس، للخروج بمبادرة عربية قوية لتهدئة الأوضاع من قبل الجانبين والحفاظ على الوضع الخاص لمدينة القدس وحماية الطابع الإسلامي للمدينة وحرمة المسجد الأقصى.
وكان الملك محمد السادس أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه سيتم “قريبا دعوة لجنة القدس للاجتماع في دورتها الـ21، بالمملكة المغربية”، وذلك تزامناً مع استئناف العلاقات بين الرباط وتل أبيب.
وأشاد جمال الشوبكي، السفير الفلسطيني بالرباط، بالحضور الوازن للمغرب في الاجتماع الطارئ لجامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، والذي بحث التحرك العربي والدولي لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في القدس.
وأشار الشوبكي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى حضور المغرب في لجنة وزارية عربية كلفت بمتابعة التحركات الدولية والتواصل مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وغيرها من الدول المؤثرة دوليا، لحثها على اتخاذ خطوات عملية لوقف السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية.
وأضاف السفير الفلسطيني أن المغرب طالب بأن يكون عضوا فاعلا في هذه اللجنة لأن الملك محمدا السادس هو رئيس لجنة القدس، وقال في الصدد ذاته: “نشيد بوقوف المغرب معنا ملكا وحكومة وشعبا”، مشيدا كذلك بدور وكالة بيت مال القدس التي تدعم صمود المقدسيين.
وحول التحركات المغربية، أشار السفير الفلسطيني إلى أن الملك محمدا السادس كان قد تحدث عن عزم المغرب الدعوة إلى اجتماع لجنة القدس، “ونحن نعتقدُ أن هذا هو الوقت المناسب لدعم صمود المقدسيين ورفع قضيتنا إلى المستويات الدولية حتى يتوقف هذا التمييز العنصري ضد شعبنا والاضطهاد الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي الذي يعتبر الأبشع في التاريخ”.
ودعا السفير الفلسطيني المعتمد لدى المملكة المغربية إلى ضرورة التدخل الدولي لوقف العدوان، مضيفا أنه “لا يمكن إسرائيل أن تظل فوق القانون وبدون محاسبة”، وزاد أنه “إذا أرادت إسرائيل أن تعيش بسلام في المنطقة فعليها أن تعترف بحقوق الفلسطينيين ويوقفوا هذه الممارسات”.
وأورد السفير الشوبكي، في تصريح لهسبريس، أن ما يحدث اليوم هو “نكبة صغيرة، وتأتي في ذكرى النكبة الكبرى، وما حصل في 1948 تكرره إسرائيل اليوم”، معتبرا ما يجري بمثابة “جريمة حرب وتكريس لنظام الفصل العنصري”.
وأكد الدبلوماسي الفلسطيني أن القدس أثبتت بصمودها أنها عصية على التغيير وهي العاصمة السياسية والاقتصادية والدينية، مشيدا بتوحيد الصف الفلسطيني بالقدس والضفة الغربية وغزة دفاعا عن الأقصى والقدس.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك