فيلم أميركي يظهر وحشية الاستخبارات البريطانية و يبرر الحرب على الإرهاب
آخر تحديث GMT10:57:09
 عمان اليوم -

تفيد خلاصة مشاهده أن لولا أساليب التعذيب لما تم اصطياد بن لادن

فيلم أميركي يظهر وحشية الاستخبارات البريطانية و يبرر "الحرب على الإرهاب"

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - فيلم أميركي يظهر وحشية الاستخبارات البريطانية و يبرر "الحرب على الإرهاب"

سامي الساعدي وابنته خديجة

نيويورك ـ سناء المرّ تناول الفيلم الأميركي (Zero Dark Thirty) وحشية الاستخبارات البريطانية وحقيقة الحرب على الإرهاب وأشارت في ذلك إلى فيلم المخرجة الأميركية كاثرين بيجلو إلى مقتل بن لادن، لكن الفيلم لا يمس حقيقة ما حدث بالفعل فيما يسمى "بالحرب على الإرهاب"، حيث تتناول الـ 45دقيقة الأولى من الفيلم الجديد مشاهد لعملاء "سي آي إيه" وهم يمارسون التعذيب في أحد المشتبه فيهم ويدعى عمار في مكان مجهول بكل ألوان التعذيب من الحرمان من النوم والضرب والحبس في مكان ضيق واستخدام الماء في التعذيب الأمر الذي يضطره إلى الإدلاء ببعض المعلومات التي قادت القوات الأميركية الخاصة إلى مقر بن لادن، حيث  تفيد الخلاصة الواضحة من تلك المشاهد أن  لولا هذه الأساليب الوحشية لما استطاعت القوات الأميركية اصطياد بن لادن، و إلا كان باستطاعته أن يشن هجمات جديدة ضد أهداف أميركية، كما تكشف مشاهد الفيلم أيضًا أن المخرجة ومعها كاتب الفيلم مارك بوال قد تأثرا بنفس منطق المسلسل التليفزيوني الذي قدمته شبكة فوكس بعنوان (24) والذي كان التعذيب فيه سمة أساسية وروتينية للحصول على معلومات هامة.
هذا و تشكك صحيفة "الغارديان البريطانية" في واقعية الفيلم وأن مشاهد الفيلم عجزت عن الاقتراب من حقيقة ما حدث بالفعل في "الحرب على الإرهاب"وتقول إن الحقيقة يصعب تحملها".
 وتشير في ذلك إلى حكاية المنشق الليبي سامي الساعدي وتقول "إن المخرجة الأميركية كان عليها أن تتعرف على حكايته أو تستمع إلى ابنته خديجة التي عرضت على "بي بي سي" حكاية اختطافها مع والدها وأمها وأخوتها في هونغ كونغ على يد الاستخبارات البريطانية "إم آي 6 " وتسليمهم إلى معمر القذافي في ليبيا وهي الواقعة التي أسفرت أخيرًا عن حصولهم على مبلغ 2.2 مليون جنيه إسترليني تعويضًا من الحكومة البريطانية.  
ثم تطرقت  الصحيفة إلى حجم المعاناة  التي تعرض لها أطفال الساعدي بعد اختطافهم في هونغ كونغ واقتيادهم إلى رجال القذافي ورحلة التعذيب التي استمرت سنوات على استخبارات القذافي.
وتقول الصحيفة "إن فيلم المخرجة الأميركية يخلو من مثل هذه المشاعر الفظيعة وتأثير لحظات الاختطاف وتعذيب الضحايا وأفراد عائلاتهم كما أن الفيلم يخلو كذلك من التظاهر والرياء والنفاق الذي تمارسه الحكومات الغربية وانتهاج الوحشية، وهي تشاهد تعذيب الضحايا الأبرياء بأبشع ألوان التعذيب والقتل ثم يقول زعماء هذه الحكومات أن هذا تبرره الواقعية السياسية بصرف النظر عن مدى التزامه بالأخلاقيات".
وتشير الصحيفة في هذا السياق إلى قيام توني بلير بعقد صفقة مع القذافي في الصحراء الليبية تقضي بتسليمه اثنين من المنشقين عليه وهما الساعدي وعبد الحكيم بلحاج ، وها هو الآن يلف العالم يروج لأفكار تتنافى تمامًا مع ما قام به.
كما تتطرق الصحيفة إلى تناول شخص من الاستخبارات البريطانية يدعى  مارك آلين العشاء مع رئيس الاستخبارات الليبية في نظام القذافي موسى كوسا ورسائله إليه التي كشفت الحكومة البريطانية عندما سقطت في أيدي الثوار الليبيين.
و تعرض الصحيفة إلى نص رسالة منه إلى موسى كوسا بعد اختطاف بلحاج وزوجته الحامل وتسليمهم إلى حكومة القذافي والتي تقول "نهنئكم بسلامة وصول بلحاج إليكم، إن هذا أقل ما يمكن أن نقدمه إليكم وإلى ليبيا."
وتقول الصحيفة "إن مثل هذه الوقائع تبدو غير معقولة، ويصعب على العقل تصديقها ولكنها في نفس الوقت تقدم الدليل على حقيقة نفاق كل من آلين وتوني بلير وزير الخارجية البريطاني الأسبق جاك سترو الذي خدع بشهادته مجلس العموم البريطاني بشأن مدى تورط الحكومة العمالية البريطانية في تسليم المنشقين إلى القذافي وغض الطرف عن تعذيبهم ونزع أظافرهم.
وتقول ابنة الساعدي و تدعى خديجة "أشعر بالغضب والحزن معًا لاسيما وأن بلد مثل انكلترا يفترض فيها أن تكون مثالاً للديمقراطية ودعم حقوق الإنسان".
  ربما لم يكن يهم بلير ومن حوله ما سوف يعانيه هؤلاء وأفراد عائلاتهم ولكن مسؤوليتهم تكمن في أنهم تركوا ذلك يحدث بالفعل على الرغم من تظاهرهم بالتعاطف العلني مع ضحايا حقوق الإنسان،  إن هذا في حقيقة الأمر يؤكد لنا أن الحكومات الغربية كافة ضلت طريق الصواب كما أن بعض الوزراء والمدافعين عن الحقوق المدنية قادرين على ارتكاب أسوأ التصرفات مهما ادعوا غير ذلك الأمر الذي يحتم على المجتمعات الحرة أن تمارس رقابتها وتدقيقها على أنشطة هيئاتها كافة بما فيها أجهزة الاستخبارات ومحاسبتها.
وما كان لنا أن نعرف ما حدث للساعدي أو بلحاج لولا اكتشاف منظمة "هيومان رايتس ووتش" بالصدفة وثائق مكتب موسى كوسا في ليبيا وهي وثائق تؤكد تورط الحكومة البريطانية رغم تسويتها قضية الساعدي، كما أن القضية تكشف حرمان الشعب البريطاني من معرفة الحقائق علنًا فيما يتعلق بتصرفات أفراد حكومته من خلال نظام يدعم سرية المحاكمات على نحو ينتقص من العادلة في بريطانيا وإخفاء الحقائق.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيلم أميركي يظهر وحشية الاستخبارات البريطانية و يبرر الحرب على الإرهاب فيلم أميركي يظهر وحشية الاستخبارات البريطانية و يبرر الحرب على الإرهاب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:12 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 عمان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 عمان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 عمان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 15:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 10:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab