منطقة غارمسير نموذج الغرب الأمثل لنمط الحياة في أفغانستان
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

وسط غموض يحيط بمستقبلها بعد رحيل القوات الأميركية

منطقة غارمسير "نموذج الغرب الأمثل" لنمط الحياة في أفغانستان

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - منطقة غارمسير "نموذج الغرب الأمثل" لنمط الحياة في أفغانستان

دورية أميركية تمشط أحد الأسواق في منطقة غارمسير جنوب إقليم هيلماند الأفغاني

كابول ـ أعظم خان أكد المحللون السياسيون، أن الوضع في منطقة غامسير في جنوب إقليم هيلماند الأفغاني، يُمثل نجاحًا لقوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" في أفغانستان، إلا أن مستقبل هذه المنطقة يحوطه الغموض والشكوك، حيث تستعد قوات المارينز الأميركية "المخطط والمساهم الرئيسي في حالة الاستقرار الحالي الذي تشهده المنطقة"، للانسحاب من البلاد بحلول العام 2014، وسط تساؤلات عما إذا كان بمقدور القوات الأمنية الأفغانية، أن تتولى مهمة الحفاظ على الاستقرار الراهن في المستقبل بعد رحيل الأميركيين.
وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن "قرى وحقول غامسير أشبه بثعبان يتلوى عبر الصحاري في جنوب أفغانستان، إذ تتكون من كتلة من البيوت الطينية وعدد من قنوات الري والأسواق المحيطة بعاصمة الحي، وهي عبارة عن شريط ضيق ينتج القطن وخشخاش الأفيون والقمح، ويسير هذا الشريط بمحاذاة مجرى نهر هيلماند في اتجاه باكستان وإيران، وأن غالبية أراضي هذه المنطقة كانت في حوزة حركة (طالبان)، فجاءت قوات المارينز الأميركية وصبت مئات الملايين من الدولارات لإصلاح هذا الركن الفقير في إقليم هو في الأصل فقير، وأن آثار تلك التحولات والجهود تبدو في ازدحام البازارات والأسواق والطرق المزدحمة وعودة الحياة إلى البيوت".
ونقلت الصحيفة عن قائد في قوات المارينز الأميركية الموجودة في غارمسير، الكابتن ديفين بلويز قوله، إن "المقارنة بين وضع المنطقة اليوم، ووضعها قبل عامين، كالمقارنة بين الليل والنهار، وكان على الناس في هذه المنطقة إما أن تغادر إلى منطقة أكثر استقرارًا أو التعاون مع (طالبان)، وأنه من المحتمل أن يكون هناك عدد قليل من مقاتلي الحركة في غارمسير، إلا أن جنود قاعدة (الناتو) الرئيسة هناك ينعمون براحة نسبية داخل مجمع مزود بالإنترنت ومتكامل الخدمات وتناول وجبات يتم طبخها يوميًا، وأن حالة الوفيات الوحيدة في صفوف المارينز كانت على يد موظف مسلح في الشرطة قام بقتل ثلاثة من الجنود في جيمنازيوم داخل القاعدة الرئيسة، أما خارج القاعدة فنادرًا ما يتعرض الجنود لإطلاق نار".
وأضاف بلويز "أما عن قوات الأمن الأفغانية التي عادة ما تختفي عندما يتزايد العنف، فقد عادت لتتسلم عددًا من المراكز الأمامية التي كانت تتولاها قوات المارينز على مسافة 70 كيلومترًا، تمتد بطول النهر ومزارع القطن والأفيون، وهي المسافة التي تتكون منها منطقة غامسير، كما يتولى الخدمات الصحية والتعليمية والقضائية الآن عدد من المسؤولين المدنيين".
وقالت "الغارديان"، إنه "في الوقت الذي تستعد فيه قوات (الناتو) للانسحاب من أفغانستان بحلول العام 2014، يمكن تقديم منطقة غامسير كنموذج لما يرغب الغرب تركه في أفغانستان، إذ شهدت المنطقة خفضًا حادًا في معدلات العنف، كما أن قوات الأمن الأفغانية تعمل بجد ونشاط في تحدي أفراد المقاومة، كما تقوم الحكومة بتوفير الخدمات الأساسية مثل المدارس والعيادات الطبية، إلا أن المشكلة تكمن في أن قوات المارينز الأميركية التي كانت بمثابة المخطط والمساهم الرئيسي في حالة الاستقرار الحالي الذي تشهده المنطقة، ستغادر قريبًا، ومن غير الواضح ما إذا كان بمقدور الفروع الغير منتظمة للحكومة المركزية وقواتها الأمنية أن تتولى المهمة وتحافظ على الاستقرار الراهن في المستقبل بعد رحيل الأميركيين".
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن "غالبية الناس في ظل مخاطر المسقبل في غامسير، حيث تعيش العائلات على زراعة الخشخاش والقطن، لم يقرروا بعد خياراتهم نحو المستقبل، وهناك البعض الذي قرر الوقوف إلى جانب الحكومة في صراعها ضد (طالبان)، إلا أن البعض الآخر - كما يعترف المسؤولون - لا يشارك في الصراع المرير الذي لا تبدو له نهاية".
وقال حاكم منطقة غارمسير أيوب عمر، إن "هؤلاء لا يعارضون الحكومة، ولكن لا تربطهم بالحكومة علاقات طيبة، فهم فلاحون بسطاء ويقفون موقف المتفرج في انتظار ما ستسفر عنه نتائج الصراع ومن سيكون الفائز: الحكومة أم طالبان؟ وأيًا كان الفائر، فإنهم سيتعاونون معه"، فيما يُبدي آخرون استياءهم من الحكومة، لأنهم يشعرون بأنها لم تقدم له إلا القليل، كما أنهم ينظرون إلى قوات الأمن على أنهم "ضيوف عابرين على أقل تقدير أو دخلاء على البلد على أكثر تقديرفهم فلاحون بسطاء ويقفون موقف المتفرج في انتظار ما ستسفر عنه نتائج الصراع ومن سيكون الفائز : الحكومة أم طالبان؟ وأيًا كان الفائر، فإنهم سيتعاونون معه".
وهناك من يبدي استياءه من الحكومة، لأنه يشعر بأنها لم تقدم له إلا القليل، كما أنهم ينظرون إلى قوات الأمن على أنهم "ضيوف عابرين على أقل تقدير أو دخلاء على البلد على أكثر تقدير".
 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منطقة غارمسير نموذج الغرب الأمثل لنمط الحياة في أفغانستان منطقة غارمسير نموذج الغرب الأمثل لنمط الحياة في أفغانستان



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab