تكريم أحد الصحافيين في مهرجان "عيون الحقيقة"
الصحافيين، فيما حمل المهرجان شعار "عيون الحقيقة في يوم الوفاء للصحافي الفلسطيني" والذي يصادف 31 كانون الأول/ديسمبر من كل عام.
وألقى رئيس المكتب الإعلامي الحكومي م. إيهاب الغصين، كلمة خلال المهرجان الذي عُقد في قاعة رشاد الشوا وسط مدينة غزة، أشاد فيها بجهود المصورين خلال الحرب، واصفًا إياهم بـ"عيون الحقيقة في نقل صورة الواقع الفلسطيني بمشاهده الأليمة"، مؤكدًا أن "المصورين كانوا دومًا هدفًا لطائرات الاحتلال وذلك لمنعهم من تأدية دورهم المهني وواجبهم الوطني، فكانت أرواحهم ثمنًا وضريبة للانتماء لهذه القضية العادلة، وأن الإعلاميين الفلسطينيين قد شكلوا درعًا حاميًا للحقوق والثوابت الفلسطينية عبر مراحل الصراع الممتد مع الاحتلال"، مشيرًا إلى أهم الصعوبات والعراقيل التي واجهت الوزارة خلال السنوات الست الماضية.
وأكد الغصين أنَ "المكتب الإعلامي استطاع تحقيق إعلام فلسطيني يتمتع بالمسؤولية تجاه القضايا الوطنية المتعددة، وساهم في تكريس الحق وتعزيز الحضور الفلسطيني إعلاميًا بما يدعم المواقف السياسية، وأن المكتب تجاوز المنعطفات الخطيرة كافة بتوفير المنابر التي تتحدث باسم الحكومة، فكانت حصيفة الرأي الحكومية والموقع الإلكتروني الإخباري، إضافة إلى استحداث برامج إذاعية أسبوعية، كما تمكن من تفعيل برامج قديمة للوزارة قد تم تهميشها سابقًا، وأصدر العديد من الكتب والنشرات المختلفة وعقد العديد من الأنشطة والفعاليات الإعلامية، وكذلك أطلق مواقع الكترونية للوزارات كافة وغالبية المؤسسات الحكومية وصفحات على (فيسبوك وتويتر ويوتيوب)، مشيرًا إلى خطة عمل المكتب الإعلامي الحكومي خلال العام 2013، بالاستمرار في تقديم الخدمات المختلفة للإعلاميين، وتعزيز حرية الرأي والتعبير، إضافة إلى زيادة التنسيق والتعاون ومشاركة الإعلاميين في تحديد بوصلة العمل الإعلامي بتبادل الآراء والنقاش.
وشدد رئيس المكتب الإعلامي، على "استمرار المكتب في تنظيم العمل الإعلامي في قطاع غزة على قاعدة الحرية والمسؤولية وضمان جودة الأداء بالعمل على قانون عصري لترتيب واقع إعلامي يراعي حاجات الحالة الإعلامية الفلسطينية المتطورة، وأن المكتب سيحرص على تعزيز حضور القضايا الوطنية واستحضار الثوابت الفلسطينية في المشهد الإعلامي بشكل مستمر، سيعمل على إيجاد وسائل ومنابر إعلامية وطنية حكومية"، مضيفًا "نعمل على متابعة الملاحقة القانونية والقضائية والمؤسساتية لقادة الاحتلال على جرائمهم بحق حرية العمل الصحافي والصحافيين والمؤسسات الإعلامية، وسيهتم المكتب بالإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي، باعتبارها أهم الوسائل التي تكسر الاحتكار الإعلامي المنحاز للاحتلال، وسيعمل أيضًا على تعزيز حضور صحافة المواطن ودعم الناشطين في هذا المجال، بتقديم التسهيلات كافة لهم، الأمر الذي يسجل كأسبقية لنا على المستوى العربي في رعاية ودعم هذا الإعلام الجديد".
من جانبه، أكد الصحافي الجريح خضر الزهار، مصور قناة "القدس الفضائية"، في كلمة الصحافيين الفلسطينيين التي ألقاها نيابة عنهم، أن "الحقيقية غالية وثمينة، وعلى من يريد إظهارها دفع ثمنها مسبقًا بالدم والاستهداف، وأن العمل الصحافي وإظهار الحقيقة لن يتوقف باستشهاد الشهيدين المصورين حسام سلامة ومحمود الكومي ولا بإصابته أو إصابة غيره"، معربًا عن فخره بأن "يكون ممن دفعوا ثمن الحقيقة خلال العدوان الأخير على قطاع غزة", مشيرًا إلى أن "الاحتلال هدف إلى إخفاء الحقيقة وقتل كل من يحاول إظهارها، و أن الكلمة والصورة هي جزء وشكل من أشكال المقاومة"، مطمئنًا زملائه الصحافيين على حالته الصحية".
وشكر الزهار فصائل المقاومة على دورها الريادي في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، ورئيس الوزراء إسماعيل هنية والمكتب الإعلامي الحكومي ووزارة الصحة والدفاع المدني على جهودهم خلال العدوان، مثمنًا دور الحكومة الفلسطينية في تأمين الجبهة الداخلية، كما شكر.
وكان المصور الزهار قد أُصيب بعد قصف قوات الاحتلال لمكتب "فضائية القدس" في مدينة غزة ، وأسفرت إصابته عن بتر قدمه.
من جهته، أشاد النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي د.أحمد بحر، بالإعلام الفلسطيني وما بذله من دور في تغطيته للجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، مؤكدًا ان "لحظات الانتصار هي التكريم الحقيقي لهؤلاء الصحافيين والإعلاميين والمصورين، هؤلاء الذين وقفوا بكل قوة خلال العدوان الصهيوني في حرب الأيام الثمانية وحرب شتاء 2008، وفي كل حياتهم هذا الإعلام الذي يخدم القضية ويبين الوجه القبيح لهذا العدوان المجرم، وإن هذا الاحتفال الذي نعتز به في هذا الأوبريت وهذا النشيد نعتز به لأنه يمثل الحقيقة التي قام بها الإعلاميون والصحافيون والمصورون، وهم الذين صوروا هذا المعركة على حقيقتها، حيث انتصر الشعب ومقاومته على هذا العدو الصهيوني".
وأكد بحر أن "المعركة الأخيرة لم تكن عسكرية فحسب، بل كانت معركة إعلامية وسياسية، وأن الإعلام الفلسطيني قدم نموذجًا حيًا وحقيقيًا لهذا العدوان الذي تعمد قتل وملاحقة الإعلاميين، وملاحقة وقصف القنوات التي كانت تعمل ليل نهار أمام المجتمع الدولي، وأن الحقيقة التي نلمسها اليوم أثرت تأثيرًا كبيرًا على العدو الصهيوني، لذلك هو أعلن أن الإعلام الفلسطيني انتصر على الإعلام الصهيوني، ولم يكن ذلك إلى بفضل الله وفضل الإرادة القوية وجهود إعلاميينا"، مشددًا على أن "المعركة الإعلامية لا تقل عن المعركة السياسية العسكرية، وأن هذا الشعب الصابر كان يقف بكل قوة بوحدة صفه إعلاميًا وسياسيًا يقف من وراء شعبنا الفلسطيني ليثبته ويغيظ أعداء الله"، متوجهًا بالشكر إلى الحكومة الفلسطينية والمكتب الإعلامي الحكومي، لما يبذله من دور كبير في دعم الإعلاميين الفلسطينيين، متابعًا "الإعلام الفلسطيني مرابط مجاهد ويمتلك إرادة وعزيمة وهو الذي سينتصر بإذن الله سبحانه وتعالى".
وفي نهاية الحفل كرم المكتب الإعلامي الحكومي، أكثر من 280 مصورًا صحافيًا ومصورة صحافية، ووزعت عليهم شهادات التقدير.
أرسل تعليقك