مالالا يوسافزاي بعد تلقيها رصاصة "طالبان" في رأسها
الوجوه النسائية خلال عام 2011 ، فقد وقع الاختيار هذا العام على الملاكمة نيكولا آدمز، والمراسلة الحربية ماري كولين، التي لقت مصرعها إثر هجوم صاروخي في سورية، والفتاة الباكستانية مالالا يوسافزاي، الناشطة البالغة من العمر 15 عامًا، والتي تلقت رصاصه في رأسها على يد مقاتلي "طالبان".
وكانت مجلة "تايم" الأميركية قد اختارت يوسافزاي كشخصية العام، كما وقع اختيار مجلة "فورين بوليسي" عليها، كواحدة من بين أفضل عشرة مفكرين في العالم. أما كولفين، التي بعثت بآخر تقاريرها الصحافية من مدينة حمص السورية، فقد كانت تحظى بقاعدة عريضة من القراء، كما نالت العديد من الجوائز بعد وفاتها، على نحو يفوق ما حصلت عليه أثناء حياتها.
وعلى الرغم من أحقية كلتاهما بالتكريم، إلا أنه من العار أن يتم الاحتفال بالمرأة الشجاعة فقط بعد أن تصبح ضحية. فهناك العديد من النساء الجريئات في مجال الصحافة وحقوق الإنسان في أنحاء العالم كافة، تعانين من تجاهل وسائل الإعلام والمجتمع لهن، إلى أن تتعرضن لخطر جسيم.
لقد كانت كولفين بلا شك صحافية مقدامة وموهوبة، ساعدت قرائها على فهم العالم من حولهم. كما كانت عميدة لكل المراسلين الحربيين، حيث عملت كمراسلة حربية على مدار 25 عامًا، ومع ذلك، لم تلقى التكريم إلا الآن، ضمن قائمة "بي بي سي" لأفضل نساء العام، وكواحدة من أكثر النساء الناشطات المتحمسات، ضمن قائمة مجلة "ريد"، ولم تكن لتحظى بهذا التكريم لولا أن أحدهم في حمص قد قرر قصف مقرها، وما كانت يوسافزاي لتلقى هذا التكريم، وما كان للعالم أن يعرف عنها شيئًا، لولا قيام "طالبان" بإطلاق رصاصة على رأسها.
كما أن هناك الكثيرات المحرومات من التكريم، رغم أنهن تناضلن وسط أجواء عدائية. فأثناء إعلان جوائز مجلة "ريد" كانت هناك جوائز "روبي بيك"، التي تمنح للموهوبين من حملة الكاميرات المستقلين في العالم، وقد وقع الاختيار على المخرجة السينمائية السعودية صفاء الأحمد، عن عملها عن تنظيم "القاعدة" في اليمن، على شبكة "فرونتلاين بي بي إس" التليفزيونية، حيث أمضت شهورًا بالنقاب وسط تنظيم "القاعدة"، في منطقة من أخطر بقاع الأرض، وقد استطاعت بفيلمها أن تسلط الأضواء على مكان لم يشاهده الناس من قبل. ومع ذلك، فمن غير المنتظر أن تحظى تلك المرأة بالتكريم والحظوة الإعلامية هذا العام.
كما كانت الصحافية البريطانية راميتا نافاي قد واجهت أصعب التحديات، التي يمكن ان تواجهها صحافية، في كل من زيمبابوي وسورية، فخلال شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي كانت ضمن قلة من الصحافيات النساء اللاتي أبدين استعدادًا للعمل في مصر، لإعداد تقارير عن عما يسمى "وباء التحرش الجنسي" هناك، ومع ذلك، لم تلقى تكريمًا أو تنويهًا.
هذا، و تقول صحيفة "غارديان" البريطانية أنه عندما يكون هناك صحافيات وناشطات في مجال حقوق الإنسان يعرضن حياتهن للخطر، من أجل تسليط الأضواء على مناطق مظلمة لا يعرف عنها العالم شيئًا، فإنه من الضروري والحيوي أن تحظين بالتقدير المستحق، على نحو يشجعهن على بذل المزيد من الجهود، والحصول على مزيد من الدعم، دون الانتظار إلى أن تتعرضن لمأساة، أو أن تصبحن ضحايا، حتى نجعل منهن بطلات.
أرسل تعليقك