عدد من المراسلين الصحافين في أحد شوارع مدينة سورية
البلاد وفي مختلف أنحائها، حتى أصغر القرى في أبعد المناطق.
وعدسة الناشطين الإعلاميين لها الفضل في استمرار الثورة "السلمية في البداية، والمسلحة لاحقًا" حتى الآن، إذ شكلت هذه العدسة هاجسًا بالنسبة للنظام السوري، الذي اعتبرها عدوه الأول، وحتى الرئيس السوري بشار الأسد تطرق لها في أكثر من مناسبة، كان أبرزها خلال وجوده في التلفزيون السوري عندما قال "نحن أقوياء على الأرض، ولكنهم أقوياء في الفضاء"
كما قالها مسؤول سوري وبكل صراحة "أوقفوا القنوات عن بث ما يجري في سورية ونحن نعدكم أن نوقف الثورة بعد أسبوع".
ولم يقتصر دور الناشطين الإعلاميين السوريين على نقل الصورة والحدث من الداخل إلى الخارج، بل أيضًا طوروا على مدى 23 شهرًا منظومة إعلامية داخلية متكاملة، من خلال تأسيس منابر إعلامية داخلية تنطق باسم الثوار على طول البلاد وعرضها، بداية من الإذاعات المحلية، وصولًا إلى الصحف والمجلات التي توزع في الداخل، وهذا الأمر أزعج النظام السوري ومنظومته الأمنية، مما أدى إلى تصفية عدد كبير منهم، وزج عدد آخر منهم في السجون.
ومع تطور الثورة ودخولها منعطفات عدة، دخل الإعلام العربي والعالمي إلى المعادلة، ووجد عدد كبير من الإعلاميين العرب والأجانب في سورية، ولكن جنسياتهم لم تشفع لهم، إذ تعرضوا للقتل أيضًا، ومن أبرزهم الصحافيين الفرنسيين جيل جاكيه والمصور ريمي أوشيك الذي قتل مع الصحافية الأميركية الأشهر ماري كولفن.
ووثقت رابطة الصحافيين السوريين مع انتهاء كانون الثاني/يناير العام 2013 مقتل 127 صحافيًا داخل الأراضي السورية منذ انطلاق الثورة قبل 22 شهرًا، وأكّدت الرابطة أن "كانون الثاني/يناير الماضي كان الأعنف في حق الصحافيين والناشطين الإعلاميين"، مشيرة إلى أنها "وثّقت مقتل 18 إعلاميًا خلال هذا الشهر وحده".
ووفقا للجنة الحريات الصحافية في رابطة الصحافيين السوريين والمعنية برصد وتوثيق الانتهاكات في حق الصحافيين والنشطاء الإعلاميين، فإن "عدد الضحايا من الإعلاميين في سورية منذ انطلاق الثورة في آذار/مارس 2011 وصل إلى 127 إعلاميًا، ومن بين الضحايا الإعلاميين في الشهرين الأخيرين الصحافي البلجيكي إيف ديباي "59 عامًا" الذي قُتل برصاص قناص في حلب، والإعلامي محمد المسالمة "33 عامًا" المتعاون مع قناة الجزيرة الفضائية والذي قُتل بإطلاق نار من قبل قناص في درعا، وثلاثة نشطاء إعلاميين من فريق "شبكة الإعلام الحر" قتلوا بقذيفة مدفعية في ريف دمشق، فضلًا عن الكثير من الصحافيين والناشطين الإعلاميين والمصورين والمواطنين الصحافيين".
وتتهم المعارضة السورية والناشطون، "النظام السوري باستهداف الصحافيين والناشطين الإعلاميين بالذات، فيما تمنع السلطات السورية وسائل الإعلام المستقلة من العمل بحرية في سورية وتفرض عليها أخذ إذن مسبق وأن ترافق السلطات الرسمية وتعمل ضمن سياستها في حال نشطت وسائل الإعلام هذه ميدانيًا".
وكان المعهد الدولي للصحافة ومقره فيينا، قد أعلن مطلع العام الجاري أن "العام 2012 كان عامًا أسود للمراسلين الصحافيين"، وأن "سورية تصدّرت قائمة ضحايا المهنة بمقتل 31 صحافيًا وثمانية إعلاميين أثناء مزاولة مهنتهم، وهو يشير في أرقامه إلى الإعلاميين المحترفين المتفرغين".
ومن الإعلاميين غير السوريين المصور الفرنسي جيل جاكييه، والمصور ريمي أوشليك، والصحافية الأميركية ماري كولفن، واليابانية ميكا ياماموتو، والصحافيان الجزائريان وليد بليدي ونسيم انتريري، والعراقيان فلاح طه علي وجبور الكعبي، ومصور قناة الجديد علي شعبان، ومراسل "برس تي في" مايا ناصر وغيرهم.
أرسل تعليقك