صحافي أميركي يروي تجربة اختطافه في سورية ويصفها بـالكابوس
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

أكد أن الشبيحة يستخدمون قنابل عنقودية لقتل النساء والأطفال

صحافي أميركي يروي تجربة اختطافه في سورية ويصفها بـ"الكابوس"

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - صحافي أميركي يروي تجربة اختطافه في سورية ويصفها بـ"الكابوس"

صورة من الارشيف لمجموعة من الشبيحة  في سورية تساند الجيش

تم اختطافه أواخر العام الماضي، من قبل مجموعة شبيحة تابعة لحكومة دمشق، وعانى أيامًا عصيبة من التهديد بالتعذيب والقتل، قبل أن يتم تحريره على أيدي الجيش الحر (المعارض)".
وأضاف أنجيل لمجلة "فانيتي فير"، في شهادة شخصية نادرة، من قلب "عالم الشبيحة"، وكيف أن "متعلميهم والحائزين على شهادات جامعية، لا يتورعون عن التورط في أعمال الخطف والقتل، المبنية على أساس طائفي مقيت، وأنهم يهتمون بالإيرانيين ومقاتلي (حزب الله)، أكثر من اهتمامهم بأي سوري آخر، وأن معاناته هو وفريقه الصحافي، بدأت بعد فترة قصيرة من انطلاقهم داخل الأراضي السورية، برفقة مجموعة من الجيش الحر، حيث لم يلبثوا أن فوجئوا بكمين نصبته مجموعة كبيرة من الشبيحة، الذين لم يتوانوا عن تصفية واحد من أفراد الجيش الحر سريعًا، استجابة لأوامر قائد المجموعة (أبو جعفر)، الذي كان يهدد بين الفينة والأخرى، بقتل أو إيذاء الطاقم الصحافي، مما دفع قائدًا في الجيش الحر يُدعى عبدالرازق، كان برفقة الصحافيين وتم اختطافه معهم، إلى الصراخ في وجه المختطف قائلا: هؤلاء الناس صحافيون، ليس لهم علاقة بالأمر، أنا المسؤول، اقتلني ودعهم يذهبون، فيما رد أبو جعفر مهددًا بحرق القائد عبدالرزاق، لكنه لم ينفذ تهديده، لأنه في الأصل خطف كل المجموعة لمبادلتها على 4 إيرانيين، ومقاتلين اثنين من (حزب الله)، تم أسرهم من قبل، وهو ما أفصح عنه أبو جعفر، مؤكدًا أن جاسوسًا تابعًا للشبيحة، هو الذي وشى بالصحافيين ومرافقيهم، لدى دخولهم من منفذ باب الهوى، وهو ما ساعد الشبيحة على نصب كمينهم".
وأوضح المراسل الأميركي، أن "الغرفة التي احتجز بها مع رفاقه من طاقم (إن بي سي)، كانت مطلية باللون الأخضر، وعلى جدرانها رسومات تمجّد بشار الأسد، إلى جانب الإمام علي، وتبرز سيف الإمام المعروف بـ(ذو الفقار)، وفي هذا المكان الذي تعبر رسومه عن الارتباطات الحقيقة للشبيحة، صرخ أبو جعفر في وجهي، بلغة فيها من التحدي والحقد الشئ الكثير: تقول أنكم صحافيون، أتيتم هنا للكتابة بأننا نقتل الأطفال، وأنه ليس هناك خبز، وأن الناس تعاني؟ هذه بلادنا، نعم، نستعمل قنابل عنقودية ونقتل أطفالهم، نقتل نساءهم، وسنقتل كلّ نسائهم حتى لا يلدن كلابًا أكثر، سندمر قراهم، ولن نترك شيئًا، سنحرق البلاد".
وعلق ريتشارد على ما سمعه، قائلاً "سمعت عبارات للشبيحة من قبل، أثناء مشاهداتي لمقاطع مصورة على الإنترنت، لكنّه لم يسبق لي أبدًا أن سمعت مثل هذا الكلام الوقح المفرط في قبحه، وبعد أن أفرغ أبو جعفر ما في صدره، تبدّلت لهجته قليلاً، حيث طلب مني والطاقم، أن يجلسوا قبالة الكاميرا، ويسجّلوا مقطعًا يعرّفون فيه أنفسهم، ثم يطالبون بلادهم (الولايات المتحدة) بالخروج من سورية، وبعد أن حصل على مراده بتصوير رهائنه الأميركيين، عاد لممارسة هوايته في التعذيب النفسي، وإطلاق التهديدات، طالبًا من مترجم كان مع الرهائن، أن يحزروا من سيحصل منهم على هدية، تلك الكلمة التي يكررها الخاطف كثيرًا، ويعني بها طلقة قاتلة أو جرعة تعذيب، لقد كان هذا الشبيح رجلاً متناقضًا، قدّم نفسه على أنه شاب في عمر 28 عامًا، وأنه درس الهندسة الزراعية، وكان من عشاق المسرح وكتابة الشعر، لكنه على أي حال بقي أبو جعفر، الذي لم يتردد عن ممارسة كل أعمال القتل والخطف، في سبيل إبقاء الحكم الطائفي لبشار، وقد تبين في ما بعد للرهائن، أن هذا المتعجرف ما هو إلا مسؤول صغير، يأتمر بمن هم أكبر منه، ويخاطبهم صاغرًا بعبارة: حاضر سيدي، حيث تم نقل الرهائن إلى شبيح أثقل وزنًا، يُدعى (أبو يعرب)، وهناك كانت ظروف الاحتجاز أقسى، حيث تم تقليل كميات الطعام والماء، فحصل الرهينة الواحد على تفاحة واحدة طيلة 24 ساعة، بينما لم يُعطَ أي منهم جرعة ماء طيلة 30 ساعة، وفي الليلة الخامسة من احتجازهم، وفي جو بارد، فتح الباب على الرهائن، وأخبروهم أنه سيتم نقلهم إلى الفوعة، وهي بلدة في محافظة إدلب، يقطنها سكان من الطائفة الشيعية، وبمجرد سماعي اسم (الفوعة)، بدأت الهواجس تثور في نفسي بشأن مصيري ومصير زملائي، وقلت: (حزب الله) في الفوعة، إذ تم تسليمنا لهم هناك، فلا أمل في تحريرنا مطلقًا، وربما سنحتجز سنوات على أفضل تقدير، وقد نحجز في زنزانات محكمة الإغلاق، وقد ننقل جوًا إلى طهران أو بيروت أو دمشق، لكن صوت أبو جعفر وهو يقول ساخرًا: مع السلامة، قطع علي تفكيري وهواجسي، وكان على الجميع أن يصعدوا في السيارة المتجهة نحو الفوعة، برفقة الخاطف وسائقه، وفجأة وبعد دقائق، داس السائق على مكابح السيارة بقوة، صارخًا: حاجز، حاجز، وترجّل بسرعة حاملاً رشاشه، مطلقًا رشقات متتالية من الرصاص، وفي هذه اللحظة التفتُّ إلى أحد زملائي، وأخبرته بأن الوقت مناسب للإفلات من الشبيحة، وهكذا كان، حيث ركض الاثنان مستغلين وقوع الاشتباكات، وأصبحا طليقين، لكن سرعان ما بوغتنا برجل ذي لحية طويلة يعتمر عمامة، يسأله: من أنت؟، فأخبرته أني وزملائي مجرد رهائن، ثم لما تبين له هدوء الرجل واتزانه، خاطبه بلهجة عربية ضعيفة: أنتم من الجيش الحر، فأجابه الملتحي: نعم، وعلى الفور تم حل وثاقي".
وتابع الصحافي، "غمرني الفرح، وتوجّهت بالشكر إلى قائد المجموعة التي حررتنا، فرد: لا تشكرنا بل اشكر الله، فنحن عباده"، ثم يروي أنجيل كيف رأى بعد هدوء الاشتباكات، جثة سائق أبو جعفر، ورأى كذلك الأخير، وقد تسلم "هدية مناسبة"، حيث تلقى رصاصة أردته قتيلاً"، مضيفًا "نجح الثوار في تحرير معظم الرهائن، إلا سائق عبد الرزاق الذي قتل فور اختطافهم، وعبدالرزاق الذي وجدت جثته بعد أيام، وقد تم إعدامه ميدانيًا على أيدي الشبيحة، بعد أن أدركوا فشل خطتهم لتحرير 4 إيرانيين، إلى جانب اثنين من مقاتلي (حزب الله)".
 
 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صحافي أميركي يروي تجربة اختطافه في سورية ويصفها بـالكابوس صحافي أميركي يروي تجربة اختطافه في سورية ويصفها بـالكابوس



GMT 09:52 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

استشهاد 176 صحفيًا في قطاع غزة بعد عام من الحرب

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab